من مداخل الشيطان / لابن القيم

حديث الروح

*مشرفة ساحة الابداع و المنتديات الإسلامية*
إنضم
30 سبتمبر 2011
المشاركات
10,233
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الكويت
ذكر ابن القيم، رحمه الله، سبعة مداخل يدخل بها الشيطان الى الانسان ليضله ويغويه، وهي:  ٭ المدخل الأول: الكفر بالله وبدينه، والحل: التحصن بالتوحيد والعلم بالله.
٭ المدخل الثاني: البدعة. إما باعتقاد خلاف الحق الذي أرسل الله به رسوله وأنزل به كتابه، وإما بالتعبد بما لم يأذن به الله من الأوضاع والرسوم المحدثة في الدين التي لا يقبل الله منها شيئا.. كما قال «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ» (متفق عليه). والحل: تعلم السنة، وما كان عليه النبي وأصحابه.
٭ المدخل الثالث: الكبائر. فإن ظفر به فيها زينها له وحسنها في عينه وسوَّف به وفتح له باب الإرجاء، وقال له الإيمان هو نفس التصديق فلا تقدح فيه الأعمال، وربما أجرى على لسانه وأذنه كلمة طالما أهلك بها الخلق وهي قوله: لا يضر مع التوحيد ذنب كما لا ينفع مع الشرك حسنة!
وهو ربما لا يحدثك بالكبائر الظاهرة، كالزنا والقتل والسرقة، إنما يوقعك في كبائر أخرى باطنة، كالكبر والعجب.. أو التي لا يعلم الكثير من الناس أنها من الكبائر، مثل: الغيبة والنميمة وغيرها.
يقول ابن القيم «والظفر به في عقبة البدعة أحب إليه، لمناقضتها الدين ودفعها لما بعث الله به رسوله، وصاحبها لا يتوب منها ولا يرجع عنها بل يدعو الخلق إليها، ولتضمنها القول على الله بلا علم ومعاداة صريح السنة ومعاداة أهلها والاجتهاد على إطفاء نور السنة» (مدارج السالكين 1:223). والحل: التعرف علي الكبائر، والعصمة والتوبة.  ٭ المدخل الرابع: الصغائر. فكال له منها، وقال: ما عليك إذا اجتنبت الكبائر ما غشيت من اللمم؟ أو ما علمت بأنها تكفر باجتناب الكبائر وبالحسنات؟ ولايزال يهون عليه أمرها حتى يصر عليها، فيكون مرتكب الكبيرة الخائف الوجل النادم أحسن حالا منه، وسبب الوقوع في عقبة الصغائر: الجهل بالصغائر، والتحقير من شأنها، والحل: الورع والتحفظ واليقظة.  ٭ المدخل الخامس: المباحات. والمباحات هي التي لا حرج على فاعلها، فشغله بها عن الاستكثار من الطاعات وعن الاجتهاد في التزود لمعاده، ثم طمع فيه أن يستدرجه منها إلى ترك السنن، ثم من ترك السنن إلى ترك الواجبات، وأقل ما ينال منه تفويته الأرباح والمكاسب العظيمة والمنازل العالية.. ولو عرف السعر لما فوت على نفسه شيئا من القربات، ولكنه جاهل بالسعر.
والحل: معرفة فضائل الأعمال التي لا يستقيم عليها.  ٭ المدخل السادس: عقبة الأعمال المرجوحة المفضولة من الطاعات. فأمره بها وحسنها في عينه وزينها له وأراه ما فيها من الفضل والربح، ليشغله بها عما هو أفضل منها وأعظم كسبا وربحا، لأنه لما عجز عن تخسيره أصل الثواب طمع في تخسيره كماله وفضله ودرجاته العالية، فشغله بالمفضول عن الفاضل وبالمرجوح عن الراجح وبالمحبوب لله عن الأحب إليه وبالمرضي عن الأرضى له.
والحل: معرفة النفس وعيوبها وما يناسب حالها، ومعرفة الفاضل والمفضول من الأعمال.  ٭ المدخل السابع: تسليط جنده عليه بأنواع الأذى باليد واللسان والقلب. على حسب مرتبته في الخير، فكلما علت مرتبته أجلب عليه العدو بخيله ورجله وظاهر عليه بجنده وسلط عليه حزبه وأهله بأنواع التسليط.. وهذه العقبة لا حيلة له في التخلص منها، فإنه كلما جد في الاستقامة والدعوة إلى الله والقيام له بأمره جد العدو في إغراء السفهاء به.. فهو في هذه العقبة قد لبس لأمة الحرب وأخذ في محاربة العدو لله وبالله، فعبوديته فيها عبودية خواص العارفين وهي تسمى عبودية المراغمة ولا ينتبه لها إلا أولو البصائر التامة.. ولا شيء أحب إلى الله من مراغمة وليه لعدوه وإغاظته له.