رواية عمارة يعقوبيان

إنضم
3 فبراير 2019
المشاركات
3,948
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
<strong>عمارة</strong>
<strong>يعقوبيان</strong> رواية مصرية للكاتب علاء الأسوانى و هو إسم حقيقي لعمارة موجودة فعلاً بشارع طلعت حرب بناها المليونير جاكوب يعقوبيان عميد الجالية الأرمنية عام 1934 ، تحولت هذه الرواية إلى عمل سينمائي وقام بدور البطولة فيه الفنان عادل إمام .
الملخصيسلط الكاتب الضوء على التغيرات المتلاحقة التى طرأت على فكر وسلوك المجتمع المصرى في فترة ما بعد الانفتاح من خلال نماذج واقعية تعيش بين أفراد المجتمع تمثلت في الفتاة الكادحة التى تناضل من أجل الحصول على عدد من الوريقات النقدية علها تكفى بذلك متطلباتها من ناحية، ولكى تخرس به لسان أسرتها التى لاتكف عن اللوم والسؤال ولكن جمالها وحالتها الاجتماعية التى تصنف تحت خط الفقر تقريبا جعل منها مطمعا للشهوات وفرصة غير باهظة الثمن للرجال ضعاف النفوس والرجل الأرستقراطى الذى ينتمى لأسرة عريقة ويحتل مكانة مرموقة بين صفوة رجال الصحافة  جعلت منه رئيسا لجريدة تصدر بلغة فرنسية ، يعانى من عقد نفسية منذ الصغر جعلت منه إنسانا يبحث عن ذاته المفقودة عندما وصل إلى مرحلة الرجولة التى لم يستطع اكتسابها وبما انه كتلة متحركة من الصراعات النفسية الداخلية فقرر أن ينقب بنفسه عمن يمده بحنان وقسوة " الآم والآب " معا في آن واحد، هذا الأب الذى افتقده طيلة صباه. وتلك الأم الساقطة التى رآها يعينه في أحضان الغرباء .. ومن هنا نشأ لديه إحساس الذنب فظهرت انحرافاته ورغباته نحو أبناء جنسه من الرجال التى ظلت تنمو معه كهواية ولعبة مثل أى دمية اقتناها وهو صغير إلى أن أصبحت حاجة ماسة تنسيه طفولته التى لم يلهو بها وتبعده عن الواقع إلى جانب أنها بعيدة كل البعد عن الرذيلة التى رآها بعينيه وهو طفل صغير ( حسبما يصور له عقله الباطن).
أصبح المبنى متغيرا بأناسه القاطنين بداخله فهناك عضو البرلمان الذى أخذ الطريق من أدناه إلى أعلاه فهو يجسد لنا الجموح في الوصول إلى السلطة التى قد تودى في النهاية إلى ما لايحمد عقباه من تورط في غياهب الصفقات المشبوهة والعمال القذرة ( كما يحلو للبعض أن يطلق عليها). نموذج التطرف والانحراف الذى جسده ابن حارس عقار هذا المبنى العتيق الذى طالما ظل يحلم بالانضمام إلى إحدى الكليات العسكرية كى يتباهى به أباه الذى عاش فقيرا أمام تهكمات من حوله من الأثرياء قاطنى هذا المبنى الذى تسكن به من خفق لها قلبه وهو صغير وظل يحلم بالارتباط بها، ولكن جميع آماله تحطمت وتطايرت امام عينيه مثل طائرة سريعة تاخرت في الاقلاع عن ميعادها فقرر الالتحاق باحدى الكليات المرموقة فاصطدم بالفوارق الإجتماعية الهائلة بينه وبين زملائه واستسلم لليأس والإحباط بداخله فأصبح مادة خصبة لعصبة من المتطرفين أو عصبة الإسلام المسيس التى تخلط الدين بالسياسة من أجل استثارة الغاضبين والناقمين على أمورهم .ومن هنا دخل هذا الشاب داومة الحلال والحرام إلى أن انعزل عن الآخرين وبدأ يلقى بغضبه الكائن ضد المجتمع وبدأ يعد العدة في الإنتقام ممن قهروه فانتهى به المطاف غارقا في دمائه بجانب أحد رجال أمن الدولة ..أما بطل الرواية، هذا الرجل زير النساء، وعاشق الساقطات فقد أصبح غير مباليا بما يجرى من حوله لا يريد أن يتفهم الأشياء لأن ملذاته التى يلهث وراءها جعلته عاجزا عن ادراك الأمور فأصبح كالأسد العجوز الذى يتهاوى .. ينتظر السقوط بين الحين والآخر . يتعجب من اختلاط الأوراق . يترنح بين أزقة المدينة باحثا عن سراب الماضى الجميل فهو لايستطيع الاستيقاظ من غفوته كى ينظر إلى حاضره القاتم الذى تنطفئ فيه الأنوار وتتوارى شيئا فشيئا.
اقتباسات من الرواية
<ul>الحياة أكثر تعقيدا, والشر موجود في أطيب الناس وأقربهم الينا..هل يتحقق ما نريده حتما اذا ما رغبنا فيه بالقوة الكافية؟؟المسافة بين ممر بهلر حيث يسكن زكي بك الدسوقي ومكتبه في عمارة يعقوبيان لا تتعدى مائة متر لكنه يقطعها كل صباح في ساعة، إذ يكون عليه أن يحيي أصدقاءه في الشارع: أصحاب محلات الملابس والأحذية والعاملين فيها من الجنسين، الجرسونات والعاملين في السينما ورواد محل البن البرازيلي… زكي بك من أقدم سكان شارع سليمان باشا، جاء إليه في أواخر الأربعينات بعد عودته من بعثته في فرنسا ولم يفارقه بعد ذلك أبدا وهو يشكل بالنسبة لسكان الشارع شخصية فولكلورية محبوبة عندما يظهر عليهم ببدلته الكاملة صيف شتاء التي تخفي باتساعها جسده الضئيل الضامر ومنديله المكوي بعناية.</ul>