عالم يفتقد الهدوء

حديث الروح

*مشرفة ساحة الابداع و المنتديات الإسلامية*
إنضم
30 سبتمبر 2011
المشاركات
10,233
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الكويت
ألحّ في  ذهنه سؤال وهو  يشعر  بالتوتر 
الشديد والقلق الدائم ..
يغزوا حياته ، ويفقده طعم الطمأنينة : 
ترى هل عرف أحدكم  سكينة الهدوء ، أو  جاور طيفه؟ ؟ أنبئوني ..! فأنا  بالكاد أذكر   أن غريباً زارني  ذات يوم ..ثم رحل ..! 
......
أجاب شيخ  من زمن الصفاء :كيف لانعرفه وقد كان واحداً منا ..؟ شاركنا  رحلة الحياة..بقناعة ورضا في منأى  عن لهاث الجشع والضوضاء الذي جرفكم تياره ..كان لنا بمثابة ضمادة على موطن الجرح نعالج به أيامناومحطة  استجمام لأفكارنا وأبداننا المتعبة ..نستعيد به وضوح الرؤيا، ونتصالح به مع أنفسنا  ..لنواجه  بصبر وقناعة وجلَد مشاق العيش ومعضلات واقعنا.
.......
كنا في زمن الصفاء أحفل أياماً ، وأطول مقاماً ،وأصدق أحلاماً و لم ندع يوماً هدير الموج يحجب عنا رؤية جمال البحر..ولا عصف الرياح يقتلع بيادر السلام ..المغروسة في أرضنا ولا التعب يقعدنا   عن كسب خبز الحياة بالعرق والجهد..منذ الصباح الباكر ، وحتى تغيب ملامح نهارنا .. قلوبنا سكنتها  القناعة فاستكانت ..وآمنت ان  الرزق مقسوم ، وأن يد الله مع الشرفاء الكادحين الذين يقطرون عرق جهدهم  ،وحين يسلمون رؤوسهم للوسادة    ..ينامون بضمير مرتاح  ..وليس في قلوبهم شعور بأنهم ظلموا ، أو سلبوا أحداً حقه .
....... إن  الذين انشغلوا بتعلية صروح  الطمع ..مقتنصين كل الفرص ..التي سايرت تطور  الحياة الماديه و التقنية..وتفننوا في ضروب التحايل ، وفتّقوا  سبل الخداع   لسلب الناس أموالهم وأمانهم  ..هؤلاء هم المتسببون  في تلوث الحياة ..وصداع القلق ..هم الذين نزعوا سدادة الأمان والهدوء والراحة من حياتهم وحياة من زينوا لهم وهمَ  السعادة الأبدية  فتعلقوا بها  ، وأصبحوا أسرى وعودها ..  فإذا ما أصاب سهمهم رمية ..طمعوا بصيد آخر .. !ولن يقعد بهم  شيء عن طلب المزيد   وبذلك فقدوا السكينة و راحة البال  ..  وأصبحوا يتناولون   الهدوء أقراصاً .. ليعالجوا داء  القلق الذي تمكن منهم ..وأخذ يسلبهم الراحة ، ويلوّح لهم بالورقة الرابحة فما عاد يجدي  معهم علاج .. ......قد يخسرون  حظوظهم المادية هم ..ومن سار تحت مظلتهم وقد يربحون  ..!ولكنهم في الحالين فقدوا لمس  الشعور البارد في هدوء القلب  ..وخسروا راحة البال ، والأمان  ..وربحت تجارة المسكنات التي تربتُ على الألم ..ليستكين ..مع بقاء أصل الداء دون علاج فعلي .. ولن يكون الشفاء إلا بيقظةٍ تأتي من داخل النفسلتعيد للإنسان المفرط في حياته .. التوازن ..!.

<p style="direction: rtl;]( حديث الروح / لي نبض آخر )