جمال الروح

المحاميه ن

New member
إنضم
28 يناير 2014
المشاركات
2,918
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
إن الروح التي أودعها الله والتي تمثل الجمال والنقاء لايعتورها مع تقادم الأيام ذبول ولا تهدمها معاول السنين تبقى على صورتها الطيفية حتى يحين موعد رحيلها عن الجسد الفاني ..أما الجمال الجسماني فهو معرض للأفول ولعوامل الزمن ..يوماً ما ستذبل ملامحنا الشابة الجميلة ..وسيرسم الدهر خطوطه على جبهة العمر وصفحة الوجه وسينحني العود المستقيم ، ويترهل الجسد الرشيق ..وتبطئ الخطوات ، وتهمد الرغبات ، ويصعب السهل ..وقد ننكر ذلك  في مرآة الحقيقة التي نرى فيها أنفسنا  في انعكاسات نظرة الناس ..والتي تقول ببساطة  : طائر الشباب أفلت ! ورونق الشباب أفل ..ولم يعد للجمال الذاهب أثر ..!**المغزى أن لاتغرنا المظاهر ، ولا نتشبث بالجمال الظاهر فكل هذا ظل زائل ..ويبقى جمال الروح ..وطيبة النفس ..وصفاء الأعماق ، وبريق الجوهر ..تسطع كلها فتملأ الكيان جمالاً يفوق ملامح الجمال الملموسة **للأسف بعض الناس يشهقون لرؤية الحسن ويتدافعون لمرضاة الجمال الظاهري  طالبين القرب مدفوعين بالإعجاب ..ويسعون وراء المحافظة على الشباب والجمال بكل وسيلة .. حتى بالجراحة لأجل مزيد من الثقة بالنفس ومزيدا من الإعجاب من الناس ..!ويهملون جوهرهم ..ناسين أن عوامل الزمن لاتُخدع ، فلا بد أن يأتي يوم لاينفع فيه شيء في إيقاف حقيقة العمر **بعض الناس سطحيون في الحكم على غيرهم فهم لايرون إلا الظاهر ...قد يثير سخريتهم منظر شخص بدين أو هزيل ، أو قبيح ..  قد ينالونه بالسنتهم ، او يعرضوا عنه نافرين ..إن الحكم على الغير من الظاهر خطأ شائع ..والأولى أن لانطلق أحكامنا قبل أن نعرف حقيقة المرء ..فكثيراً مانقع في الظلم بسبب هذا الحكم ..وقد نندم ...!!! **إليكن هذه القصة مصداقاً لما ذكرت : دخلت سيدة الى أحد مكاتب المحاماة تبدو بملامح وجه غريبة .. كانت طويلة خشنة المظهر  ، قاسيةالملامحكبيرة في السن نوعا ما لاتملك أدنى مقومات الجمال والرقه نظر اليها المحامي  ولم يعرها انتباهه ،لم يبال بسؤالها وأشار ت إليها فتاة جالسة إلى المكتب الآخر سألتها عن قضيتها فقصت عليها الحكاية :أنا امرأة تزوجت في  الخامسة والثلاثين ..فلم  يكن أحد قد تقدم لي فأنا لاأملك أدنى مقومات الجمالوكان ذلك  بعد أن أخبرتني  جارتي بأن شخصاً أرملاً لديه أربع أطفال صغار يريد الزواج من أجل خدمة الأبناء وتربيتهم  وكان له شرط وهو أنني سأعيش معه بدون أن تكون هناك علاقة زوجية فعلية ، وانه سيكافئني في النهاية على تعبي وقد ترددت  فما الذي سأجنيه من هذا الزواج؟  ولكن جارتي قالت أنني سأعيش مستورة والرجل حالته المادية ممتازة ، واخلاقه كريمة ، وعياله يحتاجون للرعاية وهو لايريد أن يظلمهم بزوجة اب تنافسهم في حبه لهم وأخبرته جارتي بأني رغم خشونة مظهري وافتقادي للشكل الجميل فإنني ذات قلب كبير  عطوف     رضيت ورضي بما قسم ..وبعد أن سمع وسمعت كافة التفاصيل  انجذبت شعورياً للاطفال الصغار ..فملكوا قلبي فاصبحت لهم  الأم الحنون  فتعلقوا بي  احتويتهم  واحببتهم .. وربيتهم وكبروا معافين سعداء بارين محبين .. واطمأن الأب وكانت معاملته ونظراته تعبر عن الامتنان ولكنه ظل على وعده بعدم إنشاء علاقة زوجية ..وبقيت أنا  راضية بما قدر لي خاصة أن حب الاولاد تملكني لم أسأل زوجي يوماً لم لايرض بي كزوجة بعد أن تعودني وعرف قلبي الكبير المحب للجميع ..كان للرجل سر في حياته على أكثر تقدير يحتفظ به لنفسه واحترمت صمته فلم أسأله يوماً : لماذا ؟وأصيب زوجي بمرض عضال لم يمهله طويلاً ..  وبعد وفاته اكتشفت أنه أوصى لي بمبلغ كبير  وعقار ات ورفض محاميه طلبي التنازل لان زوجي كان مصراً وهذه وصيتهوأنا الآن جئت لأتنازل عن كل ماوصى لي به  ولن اخذ شيئاًأنا أعيش مع الأولاد مستورة الحال  ..وهم أصبحوا كأبنائي ..وأنا لم  أعايشه  كزوجة فلا يحق لي أن آخذ من نصيبهم  ..تعجبت المحامية وقالت  :أليس أفضل لكِ أن تحتفظي ببيت تحسُّباً للزمن؟ أجابت : لا حبي  لهم  وحبهم لي يكفيني ،و هو ثروة بحد ذاتها .. وها هي الاوراق وأود أن أثبت تنازلي عن كل شيء وقعت الاوراق وتركت المعاملات للمكتب ليكمل الإجراءات وخرجت وقد كبرت في عين من سمعها لم يعد أحد هناك يراها قبيحة ..ولكن رأوا طيبة قلبها وقد طبعت عليها سمة جمال من نوع آخر  .( نون المحامية )