الشعر الغنائي

إنضم
11 مايو 2005
المشاركات
530
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
لقد اختلف القدامَى والمحدثين في تحديد الشعر الغنائي، فانطلق الفريق الأول من شكله الخارجي وانطلق الفريق الثاني من المضمون في التعريف به؛ وذلك لأن القدامى كانوا يتغنون الشعر فيرتبون أبيتها بطريقة تيسر لهم أنشاده وترتيله، في حين يرى البعض أنه تعبير عن ما في قلب الإنسان من عاطفة وأحاسيس متتالية ينسج عنها قصائد غنائية تنبع من صميم قلب الشاعر؛ لتصل إلى قلب المتلقي.ويمتاز الشعر الغنائي بحرارته وتأثيره في المتلقي، ويشبع فيه التفجير الداخلي والطفرات اللفظية. يمتاز الشعر الغنائي كغيره من أنماط الشعر عند وصفه شيئًا معينًا لا يقتصر على الجانب المادي وحده؛ لأن عاطفته وطموحه يتجاوزان الإحساس بالواقع، بل يسعى لبلوغ سر الأسباب ويصبح شعره نوعًا من ارتياد إلى عوالم ما وراء الطبيعة، يرسم ملامحها وحدودها وساكنيها، ويعيش في هذه العوالم في قصيدته التي دائمًا ما تكون في حبيب أو أخ، أو شخص غائب عن النظر، فيعيش معه في القصيدة.*أنواع الشعر الغنائي:- الترنيمة: يُعتبر التمجيد والشكر والثناء الغرض المرجو من هذا النوع من الشعر الغنائيّ، وكانت الغالبية في هذه الترانيم تمجد الله سبحانه وتعالى، وأما الأقلية منها فكانت تترنم ببلد ما أو بطل قومي معين، وتركز الترانيم على الأمور الدينية غالباً. المرثية: وهي قصائد الرثاء وذكر مناقب الميت والتحسر عليه، وتكون مرتبطة بوصف عزيز ميت، ويُعتبر الرثاء من الأغراض الشعرية المستقلّة. الرعوية. سمات الشعر الغنائي عدم اقتصاره على الجانب المادي بل يركز على الجانب الوجدانيّ والعاطفيّ أيضاً. التأثر بطاقة الشعر العربيّ. مؤثر فعال في تحويل أغراض الشعر الوجدانيّ وموضوعاته. توريث العرب كمّاً هائلاً من أنواع الشعر الغنائيّ ذات الحيوية والجمال تحت مسمى ديوان العرب. تركيز مواضيعه حول المشاعر الإنسانيّة وتقلباتها. التحول والتطوّر من الغزل الصريح الفاحش إلى غزل عذري وشعر ذي فكرة ومغزى. مراحل الشعر الغنائي العصر الجاهلي: بلغ الشعر الغنائي في العصر الجاهلي ذروة ازدهاره وأوجه، ويُعتبر العصر الجاهلي هو العصر الذهبي لهذا النوع من الشعر العربيّ، وكان بمثابة حلبة منافسة بين الشعراء في تلك الفترة سعياً لنظم قصائد شعريّة غنائية ذات جودة عالية، وكان في ذلك الوقت للشاعر قيمة كبيرة، إذ كان يعدّ بألف جندي من القبيلة في المعارك، وترك الشعر الغنائيّ أثراً فنياً بالغاً في نفوس المستمعين له، ومن أبرز شعراء الشعر الغنائي في الجاهلية: عدي بن ربيعة التغلبي، والخنساء بنت عمرو، وقس بن ساعدة. العصر الإسلامي: مع مجيء الإسلام إلى شبه الجزيرة العربية تراجع الشعر الغنائي، وكان التركيز والاهتمام الأكبر بفن الخطابة، وهو نوع من الأدب الذي تمكن من التأثير في نفوس المتلقين واستثارة عواطفهم، وإلا أن الشعر الغنائي بقيت له أهميّته وكان يمتاز بمستوى من الرقي والتحضر إلى جانب فن الخطابة، ومن أبرز شعراء الشعر الغنائي في العصر الإسلامي الشاعر حطان بن المعلي، ومتمم بن نويرة. العصر الأموي: تمكن الشعر الغنائي من الحفاظ على قيمته حتى العصر الأموي، وبات الشعراء يهتمون به، وخاصة بعد أن أهدرت بعض القبائل دماء بعض الشعراء بعد نظمهم القصائد الغزليّة، ومع مرور الزمن ضاقت مساحة الشعر الغنائيّ وتم تحجيمها، ومن أبرز شعراء الشعر الغنائي في هذا العصر هو جميل بثينة. العصر الحديث: طرأت على الشعر الغنائي موجة من التغيرات، ومن هذه التغيرات ما كان طفيفاً اقتصر على ألوانه وأنواعه إلا أنّ ذلك لم يقلل من قيمته ورقيّه، وحافظ على صموده في هذه الحقبة أيضاً، ومن أبرز شعراء العصر الحديث في الشعر الغنائي أبو القاسم الشابي، والأخطل الصغير، وبدر شاكر السياب، وأحمد شوقي، وإيليا أبو ماضي.