ديوان قم للمعلم وفه التبجيلا لأحمد شوقى

إنضم
3 فبراير 2019
المشاركات
3,948
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
<h1>قم للمعلم وفه التبجيلا</h1>
<h3>قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا</h3>
<h3>كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا</h3>
<h3>أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي</h3>
<h3>يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا</h3>
<h3>سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ</h3>
<h3>علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى</h3>
<h3>أخرجـتَ هذا العقلَ من ظلماته</h3>
<h3>ِوهديتَهُ النـورَ المبينَ سـبيلا</h3>
<h3>وطبعتَـهُ بِيَدِ المعلّـمِ ، تـارةً</h3>
<h3>صديء الحديدِ ، وتارةً مصقولا</h3>
<h3>أرسلتَ بالتـوراةِ موسى مُرشد</h3>
<h3>وابنَ البتـولِ فعلَّمَ الإنجيـلا</h3>
<h3>وفجـرتَ ينبـوعَ البيانِ محمّد</h3>
<h3>فسقى الحديثَ وناولَ التنزيلا</h3>
<h3>علَّمْـتَ يوناناً ومصر فزالـتا</h3>
<h3>عن كلّ شـمسٍ ما تريد أفولا</h3>
<h3>واليوم أصبحنـا بحـالِ طفولـةٍ</h3>
<h3>في العِلْمِ تلتمسانه تطفيـلا</h3>
<h3>من مشرقِ الأرضِ الشموسُ تظاهرتْ</h3>
<h3>ما بالُ مغربها عليه أُدِيـلا</h3>
<h3>يا أرضُ مذ فقدَ المعلّـمُ نفسَه</h3>
<h3>بين الشموسِ وبين شرقك حِيلا</h3>
<h3>ذهبَ الذينَ حموا حقيقـةَ عِلمهم</h3>
<h3>واستعذبوا فيها العذاب وبيلا</h3>
<h3>في عالَـمٍ صحبَ الحيـاةَ مُقيّداً</h3>
<h3>بالفردِ ، مخزوماً بـه ، مغلولا</h3>
<h3>صرعتْهُ دنيـا المستبدّ كما هَوَتْ</h3>
<h3>من ضربةِ الشمس الرؤوس ذهولا</h3>
<h3>سقراط أعطى الكـأس وهي منيّةٌ</h3>
<h3>شفتي مُحِبٍّ يشتهي التقبيـلا</h3>
<h3>عرضوا الحيـاةَ عليه وهي غباوة</h3>
<h3>فأبى وآثَرَ أن يَمُوتَ نبيـلا</h3>
<h3>إنَّ الشجاعةَ في القلوبِ كثيرةٌ</h3>
<h3>ووجدتُ شجعانَ العقولِ قليلا</h3>
<h3>إنَّ الذي خلـقَ الحقيقـةَ علقماً</h3>
<h3>لم يُخـلِ من أهلِ الحقيقةِ جيلا</h3>
<h3>ولربّما قتلَ الغـرامُ رجالَـها</h3>
<h3>قُتِلَ الغرامُ ، كم استباحَ قتيلا</h3>
<h3>أوَ كلُّ من حامى عن الحقِّ اقتنى</h3>
<h3>عندَ السَّـوادِ ضغائناً وذخولا</h3>
<h3>لو كنتُ أعتقدُ الصليـبَ وخطبَهُ</h3>
<h3>لأقمتُ من صَلْبِ المسيحِ دليلا</h3>
<h3>أمعلّمي الوادي وساسـة نشئـهِ</h3>
<h3>والطابعين شبابَـه المأمـولا</h3>
<h3>والحامليـنَ إذا دُعـوا ليعلِّمـوا</h3>
<h3>عبءَ الأمانـةِ فادحـاً مسؤولا</h3>
<h3>وَنِيَتْ خُطـَى التعليمِ بعـد محمّدٍ</h3>
<h3>ومشى الهوينا بعد إسماعيـلا</h3>
<h3>كانت لنا قَدَمٌ إليـهِ خفيفـةٌ</h3>
<h3>ورَمَتْ بدنلوبٍ فكان الفيـلا</h3>
<h3>حتّى رأينـا مصـر تخطـو إصبعاً</h3>
<h3>في العِلْمِ إنْ مشت الممالكُ ميلا</h3>
<h3>تلك الكفـورُ وحشـوها أميّةٌ</h3>
<h3>من عهدِ خوفو لم تَرَ القنديـلا</h3>
<h3>تجدُ الذين بـنى المسلّـةَ جـدُّهم</h3>
<h3>لا يُحسـنونَ لإبرةٍ تشكيلا</h3>
<h3>ويُدَلّـلون َ إذا أُريـدَ قِيادُهـم</h3>
<h3>كالبُهْمِ تأنسُ إذ ترى التدليلا</h3>
<h3>يتلـو الرجـالُ عليهمُ شهواتـهم</h3>
<h3>فالناجحون أَلَذُّهـم ترتيـلا</h3>
<h3>الجهـلُ لا تحيـا عليـهِ جماعـةٌ</h3>
<h3>كيفَ الحياةُ على يديّ عزريلا</h3>
<h3>واللـهِ لـولا ألسـنٌ وقرائـحٌ</h3>
<h3>دارتْ على فطنِ الشبابِ شمـولا</h3>
<h3>وتعهّـدتْ من أربعيـن نفوسـهم</h3>
<h3>تغزو القنـوط وتغـرسُ التأميلا</h3>
<h3>عرفتْ مواضعَ جدبـهم فتتابعـتْ</h3>
<h3>كالعيـنِ فَيْضَـاً والغمامِ مسيلا</h3>
<h3>تُسدي الجميلَ إلى البلادِ وتستحي</h3>
<h3>من أن تُكافـأَ بالثنـاءِ جميـلا</h3>
<h3>ما كـانَ دنلـوبٌ ولا تعليمـُه</h3>
<h3>عند الشدائـدِ يُغنيـانِ فتيـلا</h3>
<h3>ربُّوا على الإنصافِ فتيانَ الحِمـى</h3>
<h3>تجدوهمُ كهفَ الحقوقِ كُهـولا</h3>
<h3>فهوَ الـذي يبني الطبـاعَ قـويمةً</h3>
<h3>وهوَ الذي يبني النفوسَ عُـدولا</h3>
<h3>ويقيم منطقَ كلّ أعـوج منطـقٍ</h3>
<h3>ويريه رأياً في الأمـورِ أصيـلا</h3>
<h3>وإذا المعلّمُ لم يكـنْ عدلاً مشى</h3>
<h3>روحُ العدالةِ في الشبابِ ضـئيلا</h3>
<h3>وإذا المعلّمُ سـاءَ لحـظَ بصيـرةٍ</h3>
<h3>جاءتْ على يدِهِ البصائرُ حُـولا</h3>
<h3>وإذا أتى الإرشادُ من سببِ الهوى</h3>
<h3>ومن الغرور ِ فسَمِّهِ التضـليلا</h3>
<h3>وإذا أصيـبَ القومُ في أخلاقِـهمْ</h3>
<h3>فأقـمْ عليهـم مأتماً وعـويلا</h3>
<h3>إنّي لأعذركم وأحسـب عبئـكم</h3>
<h3>من بين أعباءِ الرجـالِ ثقيـلا</h3>
<h3>وجدَ المساعـدَ غيرُكم وحُرِمتـمُ</h3>
<h3>في مصرَ عونَ الأمهاتِ جليـلا</h3>
<h3>وإذا النسـاءُ نشـأنَ في أُمّـيَّةٍ</h3>
<h3>رضـعَ الرجالُ جهالةً وخمولا</h3>
<h3>ليـسَ اليتيمُ من انتهى أبواهُ من</h3>
<h3>هـمِّ الحـياةِ ، وخلّفاهُ ذليـلا</h3>
<h3>فأصـابَ بالدنيـا الحكيمـة منهما</h3>
<h3>وبحُسْنِ تربيـةِ الزمـانِ بديـلا</h3>
<h3>إنَّ اليتيمَ هـوَ الذي تلقـى لَـهُ</h3>
<h3>أمّاً تخلّـتْ أو أبَاً مشغـولا</h3>
<h3>مصـرٌ إذا ما راجعـتْ أيّامـها</h3>
<h3>لم تلقَ للسبتِ العظيمِ مثيـلا</h3>
<h3>البرلـمانُ غـداً يـمدّ رواقَـهُ</h3>
<h3>ظلاً على الوادي السعيدِ ظليلا</h3>
<h3>نرجو إذا التعليم حرَّكَ شجـوَهُ</h3>
<h3>إلاّ يكون َ على البـلاد بخيـلا</h3>
<h3>قل للشبابِ اليومَ بُورِكَ غرسكم</h3>
<h3>دَنتِ القطوفُ وذُلّـِلَتْ تذليـلا</h3>
<h3>حَيّـوا من الشهداءِ كلَّ مُغَيّـبٍ</h3>
<h3>وضعوا على أحجـاره إكليـلا</h3>
<h3>ليكونَ حـظَّ الحيّ من شكرانكم</h3>
<h3>جمَّـاً وحظّ الميتِ منه جزيـلا</h3>
<h3>لا يلمس الدستورُ فيكم روحَـه</h3>
<h3>حتّى يـرى جُنْديَّـهُ المجهـولا</h3>
<h3>ناشدتكم تلك الدمـاءَ زكيّـةً</h3>
<h3>لا تبعثـوا للبرلمـانِ جهـولا</h3>
<h3>فليسألنَّ عن الأرائـكِ سائـلٌ</h3>
<h3>أحملنَ فضـلاً أم حملنَ فُضـولا</h3>
<h3>إنْ أنتَ أطلعتَ الممثّلَ ناقصـاً</h3>
<h3>لم تلقَ عند كمالـه التمثيـلا</h3>
<h3>فادعوا لها أهلَ الأمانـةِ واجعلوا</h3>
<h3>لأولي البصائر منهُـمُ التفضيلا</h3>
<h3>إنَّ المُقصِّرَ قد يحول ولن تـرى</h3>
<h3>لجهالـةِ الطبـعِ الغبيِّ محيـلا</h3>
<h3>فلرُبَّ قولٍ في الرجالِ سمعتُـمُ</h3>
<h3>ثم انقضى فكأنـه ما قيـلا</h3>
<h3>ولكَمْ نصرتم بالكرامـة والـهوى</h3>
<h3>من كان عندكم هو المخـذولا</h3>
<h3>كَـرَمٌ وصَفْحٌ في الشبـابِ وطالمـا</h3>
<h3>كَرُمَ الشبابُ شمائلاً وميـولا</h3>
<h3>قوموا اجمعوا شُعَبِ الأُبُوَّةِ وارفعوا</h3>
<h3>صوتَ الشبابِ مُحبَّبَاً مقبولا</h3>
<h3>أدّوا إلى العـرشِ التحيّةَ واجعلـوا</h3>
<h3>للخالقِ التكبيرَ والتهليـلا</h3>
<h3>ما أبعـدَ الغايـاتِ إلاّ أنّنـي</h3>
<h3>أجِدُ الثباتَ لكم بهنَّ كفيـلا</h3>
<h3>فكِلُوا إلى اللهِ النجـاحَ وثابـروا</h3>
<h3>فاللهُ خيرٌ كافلاً ووكيـلا</h3>