الغزل العذرى وأجمل القصائد التى قيلت فيه

إنضم
3 فبراير 2019
المشاركات
3,948
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
<strong></strong>
<strong></strong><strong>الغزل العفيف</strong> أو <strong>الغزل العذري</strong> أو <strong>الغزل البدوي</strong> هو نوع من الفنون الشعرية التي تنمو فيها حرارة العواطف الطاهرة العفيفة التي يستخدمها الشاعر لإبراز مكابد العشق، وآلام الفراق والبعد عن الحبيبة. وهذا الغزل يبتعد عن وصف المحاسن الجسدية لدى المحبوبة، بل يقتصر على إظهار المشاعر الجيّاشة اتجاهها. و كان قيس بن الملوّح أشهر شعراء الغزل العذري. ويشغل هذا الغزل الجزء الأكبر في الشعر العربي.
قصيدة لقيس بن الملوح :-
<strong>تذكرت ليلى ، والسنين الخواليا</strong>

<strong>وأيام لا نخشى على اللهو ناهيا</strong>

<strong>ويوم كظل الرمح قصّرت ظله</strong>

<strong>بليلى ، فلهّانى ، وما كنت لاهيا</strong>

<strong>فيا ليل .. كم من حاجة لى مهمة</strong>

<strong>إذا جئتكم بالليل لمأدر ما هيا !</strong>

<strong>ـــــــــــــــــ</strong>

<strong>خليلىّ .. إلا تبكيانى ألتمسْ</strong>

<strong>خليلا إذا أنزفت دمعى بكى ليا</strong>

<strong>فما أشرف الأيفاع إلا صبابة</strong>

<strong>ولا أنشد الأشعار إلا تداويا</strong>

<strong>وقد يجمع اللهالشتيتيْن بعدما</strong>

<strong>يظنان كل الظن ألا تلاقيا</strong>

<strong>ــــــــــــــــ</strong>

<strong>لحى الله أقواما يقولون إننا</strong>

<strong>وجدنا طوال الدهر للحب شافيا</strong>

<strong>وعهدى بليلى وهى ذات مؤصّد</strong>

<strong>ترد علينا بالعشىّ المواشيا</strong>

<strong>فشب بنو ليلى ، وشب بنو ابنها</strong>

<strong>وأعلاق ليلى فى فؤادى كم هيا</strong>

<strong>إذا ما جلسنا مجلسا نستلذه</strong>

<strong>تواشواْ بنا حتى أملّ مكانيا</strong>

<strong>ولم ينسنى ليلى افتقار ولا غنى</strong>

<strong>ولا توبة حتى احتضنت السواريا !</strong>

<strong>ــــــــــــــــــ</strong>

<strong>خليلىّ .. لا والله لا أملك الذى</strong>

<strong>قضى الله فى ليلى ولا ما قضى ليا</strong>

<strong>قضاها لغيرى ، وابتلانى بحبها</strong>

<strong>فهلاّ بشىء غير ليلى ابتلانيا</strong>

<strong>وخبّرتمانى أن (تيماء) منزل</strong>

<strong>لليلى إذا ما الصيف ألقى المراسيا</strong>

<strong>فهذى شهور الصيف عنا قد انقضت</strong>

<strong>فما للنوى ترمى بليلى المراميا</strong>

<strong>فلو أن واشباليمامة داره</strong>

<strong>ودارى بأعلى حضرموت أهتدى ليا</strong>

<strong>وماذا لهم ــ لا أحسن الله حالهم ــ</strong>

<strong>من الحظ فى تقطيع ليلى حباليا</strong>

<strong>وقد كنت أعلو حب ليلى فلم يزل</strong>

<strong>بى النقض والإبرام حتى علانيا</strong>

<strong>فيارب .. سوّ الحب بينى وبينها</strong>

<strong>يكون كفافا ، لا عليا ولا ليا</strong>

<strong>فما طلع النجم الذى يهتدى به</strong>

<strong>ولا الصبح .. إلا هيّجا ذكرها ليا</strong>

<strong>ولا سرت ميلا مندمشق ولا بدا</strong>

<strong>سهيل لأهل الشام إلا بدا ليا</strong>

<strong>ولا سميّت عندى لها من سميّة</strong>

<strong>من الناس إلا بلّ دمعى ردائيا</strong>

<strong>ولا هبّت الريح االجنوب لأرضها</strong>

<strong>من الليل إلا بتّ للريح جانيا</strong>

<strong>ــــــــــــــــــ</strong>

<strong>فإن تمنعوا ليلى وتحموا بلادها</strong>

<strong>علىّ ، فلن تحموا علىّ القوافيا</strong>

<strong>فأشهد عند الله أنى أحبها</strong>

<strong>فهذا لها عندى .. فما عندها ليا</strong>

<strong>قضى الله بالمعروف منها لغيرنا</strong>

<strong>وبالشوق منى والغرام قضى ليا</strong>

<strong>ـــــــــــــــــ</strong>

<strong>أعدّ الليالى ليلة بعد ليلة</strong>

<strong>وقد عشت دهرا لا أعد اللياليا</strong>

<strong>وأخرج من بين البيوت لعلنى</strong>

<strong>أحدّث عنك النفس بالليل خاليا</strong>

<strong>أرانى إذا صليت يممت نحوها</strong>

<strong>بوجهى ، وإن كان المصلّى ورائيا</strong>

<strong>وما بى إشراك ، ولكنّ حبها</strong>

<strong>وعظْم الجوى أعيى الطبيب المداويا</strong>

<strong>ــــــــــــــــــ</strong>

<strong>أحب من الأسماء ما وافق اسمها</strong>

<strong>وأشبهه أو كان منهمدانيا</strong>

<strong>ـــــــــــ</strong>

<strong>خليلىّ .. ليلى أكبر الحاج والمنى</strong>

<strong>فمن لى بليلى ، أو فمن ذا لها بيا ؟!</strong>


وقد حظي الشعر الغزلي العذري على مر الأزمنة بجمهور عظيم، ولقي إقبالاً كبيرًا من قِبَل الشعراء والمستمعين، لعفّته وطهارته وإيقاعه العذب على مسامع الآذان. لذلك، دام هذا النوع من الشعر وحافظ على شعبيّته مع تواتر السنين و العقود، لدرجة أنه ما زال شائعًا ليومنا هذا. حتى أن بعض الشعراء قد تخصصوا في كتابة الشعر الغزلي، لقدر ما يوحي بأحاسيس الشّاعر ويعبّر عنها بطريقةٍ لبقة ومحبّبة لدى القرّاء والجماهير.