فى الخد أن عزم الخليط رحيلا" للمتنبىء

إنضم
3 فبراير 2019
المشاركات
3,948
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
فى الغد أن عزم الخليط رحيلا" للمتنبىء


في الخد أن عزم الخليط رحيلا :
مدح أبو الطيب بدر بن عمّار في القصيدة الآتية:
 في الخَدّ أنْ عَزَمَ الخَليطُ رَحيلا 
مَطَرٌ تَزيدُ بهِ الخُدودُ مُحُولا
 يا نَظْرَةً نَفَتِ الرُّقادَ وغادَرَتْ 
في حَدّ قَلبي ما حَيِيتُ فُلُولا 
كَانَتْ مِنَ الكَحْلاءِ سُؤلي
 إنّما أجَلي تَمَثّلَ في فُؤادي سُولا
 أجِدُ الجَفَاءَ على سِواكِ مُرُوءَةً 
والصّبرَ إلاّ في نَواكِ جَميلا
 وأرَى تَدَلُّلَكِ الكَثيرَ مُحَبَّباً 
وأرَى قَليلَ تَدَلُّلٍ مَمْلُولا
 حَدَقُ الحِسانِ من الغواني هِجنَ لي
 يَوْمَ الفِراقِ صَبابَةً وغَليلا
 حَدَقٌ يُذِمّ مِنَ القَواتِلِ غيرَها
 بَدْرُ بنُ عَمّارِ بنِ إسْماعِيلا 
ألفَارِجُ الكُرَبَ العِظامَ بمِثْلِها 
والتّارِكُ المَلِكَ العزيزَ ذَليلا 
مَحِكٌ إذا مَطَلَ الغَريمُ بدَيْنِهِ
 جَعَلَ الحُسامَ بمَا أرَادَ كَفيلا
 نَطِقٌ إذا حَطّ الكَلامُ لِثامَهُ 
أعْطَى بمَنْطِقِهِ القُلُوبَ عُقُولا
 أعْدَى الزّمانَ سَخاؤهُ فَسَخا بهِ
 ولَقَدْ يكونُ بهِ الزّمانُ بَخيلا
 وكأنّ بَرْقاً في مُتُونِ غَمامةٍ
 هِنْدِيُّهُ في كَفّهِ مَسْلُولا
 ومَحَلُّ قائِمِهِ يَسيلُ مَواهِباً
 لَوْ كُنّ سَيْلاً ما وَجَدْنَ مَسيلا 
رَقّتْ مَضارِبُهُ فَهُنّ كأنّمَا
 يُبْدينَ مِنْ عِشقِ الرّقابِ نُحُولا
 أمُعَفِّرَ اللّيْثِ الهِزَبْرِ بسَوْطِهِ
 لمَنِ ادّخَرْتَ الصّارِمَ المَصْقُولا
 وَقَعَتْ على الأُرْدُنّ مِنْهُ بَلِيّةٌ
 نُضِدَتْ بها هامُ الرّفاقِ تُلُولا
 وَرْدٌ إذا وَرَدَ البُحَيرَةَ شارِباً
 وَرَدَ الفُراتَ زَئِيرُهُ والنّيلا 
مُتَخَضّبٌ بدَمِ الفَوارِسِ لابِسٌ
 في غِيلِهِ مِنْ لِبْدَتَيْهِ غِيلا 
ما قُوبِلَتْ عَيْناهُ إلاّ ظُنّتَا
 تَحْتَ الدُّجَى نارَ الفَريقِ حُلُولا
 في وَحْدَةِ الرُّهْبَانِ إلاّ أنّهُ 
لا يَعْرِفُ التّحْرِيمَ والتّحْليلا 
يَطَأُ الثّرَى مُتَرَفّقاً مِنْ تِيهِهِ
 فكأنّهُ آسٍ يَجُسّ عَلِيلا 
ويَردّ عُفْرَتَه إلى يَأفُوخِهِ
 حتى تَصِيرَ لرَأسِهِ إكْليلا
 وتَظُنّهُ مِمّا يُزَمْجِرُ نَفْسُهُ 
عَنْها لِشِدّةِ غَيظِهِ مَشْغُولا