جدل بشأن تدريس المثلية الجنسية للاطفال فى مدارس فى بريطانيا

إنضم
3 فبراير 2019
المشاركات
3,948
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
أثارت دروس عن العلاقات الجنسية بين المثليين والمتحولين جنسيا احتجاجات أمام مدارس ابتدائية في مدينة برمنغهام البريطانية، كما تمخضت عن تحويل تلاميذ من فصول لأخرى، فضلا عن تهديد مديري تلك المدارس.
<h2>ولكن كيف بدأ الأمر؟</h2>
تفتّق ذهن أندرو موفات، وكيل مدرسة باركفيلد الأهلية في برمنغهام، عن مشروع عنوانه "لا للغرباء".
واستهدف موفات عبر هذا المشروع تعليم التلاميذ أشياء عن قانون المساواة الصادر في 2010 وعن القيم البريطانية. كما أراد موفات للتلاميذ أن "يزدهوا بأنفسهم على ما هم عليه من إدراك الاختلافات والتنوعات، والاحتفاء بذلك".
واستخدم المشروع كُتُبا تحكي عن كلب لا يشعر بالتكيف، وعن اثنين من ذكور البطريق يتبنيان معا بطريقا صغيرا، وعن ولد يروق له ارتداء ملابس الحوريات.
يقول موفات: "إن المشروع يستهدف تعليم الأطفال الصغار منذ استقبال حياتهم التعليمية وفي عامهم الدراسي الأول أننا مختلفون. إننا نتحدث عن أن نكون مختلفين وأصدقاء".
وقال موفات، وهو مثلي الجنس، لبي بي سي إنه متهّمٌ بالترويج لـ"معتقدات شخصية" وإنه تلقى "رسائل إلكترنية خطيرة" وتهديدات جاء في أحدها تحذير يقول: "لن تعمّر طويلا".
وانتشرت التظاهرات في مدارس أخرى في برمنغهام، بما في ذلك مدرسة أندرتون بارك الابتدائية، في منطقة بولسَل هيث في برمنغهام.
وقالت مديرة مدرسة أندرتون بارك الابتدائية، سارة هيويت كلاركسون، لمؤتمر الرابطة الوطنية لمديري المدارس في بريطانيا إن المتظاهرين من آباء التلاميذ رفعوا شعارات تقول: "آدم وإيف (حواء)، وليس آدم وستيف"، وأخرى تقول: "لنا كلمة فيما يتعلمونه".
<h2>مَن يقود التظاهرات؟</h2>
شارك أمير أحمد في تنظيم تظاهرات أمام مدارس ابتدائية في برمنغهام واستخدم مُكبّر صوت في مخاطبة أولياء الأمور وغيرهم من نشطاء الحملة في باركفيلد.
وعلى الرغم من أنه ليس لديه أطفال في أي من المدارس المعنية، إلا إنه قال إنه فعل ذلك بدافع من معتقداته الدينية ومخاوفه بشأن ما يتعلمه الأطفال في مجتمعه.
وقال أمير لبي بي سي: "نحن مجتمع تقليدي، لدينا قيم أُسرية تقليدية ولا نقبل على الصعيد الأخلاقي بالمثلية الجنسية كعلاقة".
"نحن لا نعتقد في المثلية الجنسية، لكن ذلك لا يجعلنا كارهين لها".
ونبّه أمير إلى أن الدروس لم تكن عن "حقوق المثليين والمساواة؛ وإنما هي تحتفي بأسلوب حياة المثليين وتحث عليه بين الأطفال".
وبسؤاله عما إذا كان يمكن دفع الأطفال على طريق المثلية، قال أمير: "نعم، يمكن تهيئتهم لذلك... وهذا يجعل الأطفال عابثين جنسيا وحائرين عندما يكبرون".
<h2>أين انتشرت التظاهرات؟</h2>
توصل تحقيق أجرته بي بي سي إلى أن خطابات رافضة لتعليم الأطفال أمورا عن العلاقات بين مثلي الجنس أُرسلَت إلى عدد من المدارس في أنحاء البلاد.
وأرسل آباءٌ مسلمون محافظون خطابات رافضة إلى مدارس في كل من برمنغهام، وبرادفورد، وبريستول، وكرويدون، وإيلينغ، ومانشستر، ونورثامبتون، ونوتينغهام.
وأرسل آباءٌ مسيحيون خطابات رافضة كذلك إلى مدارس في منطقة كِنت.
وأشارت تقارير إلى أن آباءً قلقين حوّلوا أبناءهم من مدارس في منطقة بريستول.
وعلى غرار موفات، تقول مديرة مدرسة أندرتون بارك إنها تلقت تهديدات عبر البريد الإلكتروني والهاتف.
وقالت هيويت كلاركسون: "ثمة خليط متنوع من المشاعر: خجلٌ لأن كثيرين في مجتمعنا وآباءنا يرون أن ما يحدث مريع؛ وإحباطٌ لأن الأمر طال أمده؛ وإحباط أيضا في ظل قوانين بريطانيا العظمى التي تسمح بالتظاهر سلميا، وهو في واقع الأمر ما يسبب لنا مشكلة".