كيف ينشأ الأطفال فى قرية" اندونسية" بلا امهات

إنضم
3 فبراير 2019
المشاركات
3,948
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
هناك مناطق شرقي إندونيسيا تعمل فيها كل الأمهات الشابات تقريبا في الخارج. ويسمي الإندونيسيون هذه المجتمعات "قرى بلا أمهات".
ريبيكا هينشكي مراسلة بي بي سي ذهبت للقاء الأطفال، الذين تركتهم أمهاتهم من أجل السفر.
كانت إيلي سوسياواتي في الحادية عشرة من عمرها، حين تركتها والدتها في رعاية جدتها.
كان والداها قد انفصلا للتو، ومن أجل إعالة أسرتها الصغيرة، حصلت والدتها - مارتيا - على وظيفة مساعدة منزلية في المملكة العربية السعودية.
حين قابلت إيلي للمرة الأولى، كانت في عامها الأخير بالمدرسة. أخبرتني كم كانت بائسة بعد مغادرة والدتها، وبدا واضحا أن الفراق لا يزال مؤلما.

وقالت: "عندما أرى أصدقائي مع أولياء أمورهم في المدرسة، أشعر بمرارة شديدة. أشتاق لعودة أمي من الغربة".
"لا أريد أن تضطر أمي إلى البقاء بعيدا. أريد أن تعود إلينا وتعتني بإخوتي".
في قرية وانسابا بمنطقة لومبوك الشرقية بإندونيسيا، التي تنتمي إليها إيلي، من المقبول أن تعمل الأمهات الشابات في الخارج، من أجل توفير حياة أفضل لأطفالهن.
ويعمل معظم الرجال هنا كمزارعين أو عمال، ويكسبون الفتات، مقارنة بما يمكن أن تكسبه النساء، من عملهن كخادمات في المنازل أو مربيات في الخارج.
وتتكون القرية من منازل متراصة بالقرب من الطريق، تفصلها عن بعضها أزقة ضيقة، تتسع بالكاد لمرور الدراجات النارية، وتقع خلف تلك البيوت حقول الأرز التي تبدو بلا نهاية.
وحين تغادر الأمهات للسفر، يتدخل باقي أفراد العائلة والأزواج لتولي رعاية الأطفال، وينتبه الجميع هنا لأطفال بعضهم البعض.
لكن من المؤلم أن يودع أي طفل أحد والديه.
<span class="class=" image-and-copyright-container""="]I<span class="class=" media-caption__****""="]https://ichef.bbci.co.uk/news/375/cpsprodpb/DD6A/production/_106828665_baiqkarimatul976.jpg" datasrc="https://ichef.bbci.co.uk/news/320/cpsprodpb/DD6A/production/_106828665_baiqkarimatul976.jpg" class="responsive-image__img js-image-replace" alt="كريماول مع خالتها "بايق"." width="976" height="549" data-highest-encountered-width="375" style="border: 0px; color: rgb(189, 189, 189); font-style: inherit; font-variant: inherit; font-stretch: inherit; font-family: inherit; font-weight: inherit; letter-spacing: inherit; line-height: inherit; margin: 0px; padding: 0px; vertical-align: baseline; height: auto; user-select: none; width: 344px; transition: opacity 0.2s ease-in 0s; display: block;]<figcaption></figcaption>
وربَّت خالتها، بايق نورجانة، تسعة أطفال آخرين، واحد منهم فقط ابنها، والآخرين هم أبناء إخوتها، الذين ذهبوا للعمل في الخارج.
وتقول بايق ضاحكة: "يسمونني الأم الكبرى".
الآن هي في الخمسينيات من عمرها، مبتسمة في أغلب الأحيان، وتقول الحمد لله في كل جملة تقريبا.
وتقول: "أنا أعاملهم على حد سواء. إنهم مثل الأشقاء، وإذا كانوا على غير ما يرام أو بحاجة إلى أي شيء، الحمد لله، أستطيع مساعدتهم."
وبدأت النساء في هذه المنطقة من إندونيسيا بالسفر إلى الخارج للعمل، في الثمانينيات من القرن الماضي.
وبدون حماية قانونية، تكون النساء عرضة لانتهاكات. هناك قصص لبعضهن رجعن إلى وطنهن في نعوش. وتعرضت أخريات للضرب المبرح، على أيدي أصحاب العمل، لدرجة أنهن أصبن بإصابات خطيرة. وعادت أخريات إلى بلدهن دون الحصول على أجورهن.
وفي بعض الأحيان تعود الأمهات إلى الوطن، بمزيد من الأطفال، الذين يولدون نتيجة علاقات جنسية قسرية أو توافقية.
ويشار إلى هؤلاء الأطفال هنا باسم "أطفال الهدايا التذكارية".
ولأنهم من عرق مختلط، فإنهم يلفتون الأنظار في تلك القرى.
تقول فاطمة، البالغة من العمر 18 عاما، إنها تحب انتباه الناس إليها في بعض الأحيان.
وتقول فاطمة بضحكة عالية: "غالبا ما ينظر إلي الناس بدهشة. أبدو مختلفة. البعض يقول لي 'أنت جميلة للغاية، لأن دماءك عربية '".
<span class="class=" image-and-copyright-container""="]I<span class="class=" media-caption__****""="][IMG]https://ichef.bbci.co.uk/news/375/cpsprodpb/EB20/production/_106829106_suprihati2_976.jpg" datasrc="https://ichef.bbci.co.uk/news/320/cpsprodpb/EB20/production/_106829106_suprihati2_976.jpg" class="responsive-image__img js-image-replace" alt="النادي المدرسي الذي تديره سوبريهاتي." width="976" height="650" data-highest-encountered-width="375" style="border: 0px; color: inherit; font-style: inherit; font-variant: inherit; font-stretch: inherit; font-family: inherit; font-weight: inherit; letter-spacing: inherit; line-height: inherit; margin: 0px; padding: 0px; vertical-align: baseline; height: auto; user-select: none; width: 344px; transition: opacity 0.2s ease-in 0s; display: block;]
ومع ارتفاع أذان المغرب في جميع أنحاء القرية، يندفع الأطفال عقب الصلاة من المسجد إلى منزل قديم واسع، بناه الهولنديون عندما كانت إندونيسيا مستعمرة، تاركين خلفهم كومة من الأحذية الخفيفة الملونة على درجات السلم.
وفي كل حالة، يعمل أحد والدي الطفل أو كلاهما في الخارج، وهذا المكان هو نادي مدرسي، تديره نساء محليات ومنظمة لحقوق المهاجرين.
وبينما يتقدم الأطفال، مرتدين أغطية الرأس والملابس اللامعة، تسرد المعلمة البلدان التي يوجد فيها أمهاتهم وآباؤهم. وتقول: "ماليزيا، السعودية، سنغافورة، هذه في دولة عربية، هذه في ماليزيا".
ويرجع هذا المنزل إلى السيدة سوبريهاتي، التي ذهبت للعمل في السعودية، عندما كان ولداها طفلين صغيرين.
وتقول: " لقد كانت مغامرة عاطفية حققت ثمرتها".