عندما يكون الحب حقيقيا

ماكنتوش 1988

مراقبه عامه
إنضم
26 يونيو 2011
المشاركات
31,855
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
-يقول رجل"وقعتُ في حُب هذه السيدة، مؤخرًا احتفلنا بذكرى زواجنا الخمسين في ولاية ميزوري، وفي طريق عودتنا إلى البيت استمرتْ في إخباري أننا نسلك طريقًا خاطئًا، كانت لحوحة جدًا. فلم أُجادلها، سمحتُ لنفسي أن أذهب بالاتجاه الذي تُريده رغم معرفتي الجيّدة بطريق البيت. كان الخرفُ يضربُ دماغها، سرعان ما بدأتْ تنسى الأسماء إلى أن ساءتْ الأمور أكثر، فأرادت أن تترك البيت وتمشي بعيدًا، كنتُ أستلقي أمام باب البيت لأمنعها من الخروج خوفًا عليها.وفي ذات صباحٍ لم أجدها، فُزِعتُ ورحتُ أبحثُ عنها بين سواد الليل، بالكاد رأيتها تعبرُ الشارع عند إضاءةٍ مُنبعثة، فركضتُ ممسكًا بها، قاومتني مُحاولةً الإفلاتْ، لم ترد أن تعود معي إلى البيت"."أفتقدُنا ونحنُ نخرجُ للرقص، أو لزيارة اشخاصٍ آخرين، أفتقدُ الأربعاء الذي كنا فيه نتطوعُ في دارٍ لكبار السن، أفتقدُ شغفها بالموسيقى، حبها للبيانو، اللحظات التي كنتُ أقلّب فيها ورق العزف لتستمر في العزف أكثر، لكنها تخلتْ عن شغفها، ولم يكن هناك من خيارٍ سوى اخبار موظفي المركز أن يبحثوا عن شخصٍ آخرٍ ليعزف.نحن الآن محكومون بهذا المكان ولا نخرج منه، ولكني لا أرَ الأمر كشقاءٍ .. بل كشرفٍ ..هي مسؤولية وسخرني الله لها، حان دوري لأخدمها بعد أن خدمتني وعائلتي، ربما لا أملك عقليتها، لكني أملكها، وأملك القدرة لأجعلها تبتسم، أحيانًا أصنعُ أصوات فقاعات وأتظاهرُ بنفخها في وجهها فقط لتبتسم، كل صباح تجلسُ في حضني على هذا الكرسي حتى الظهر.أهتمُ لهذه السيدة وأحبها أكثر مما أهتمُ وأحبُ أحفادي، تهوى أن تترك أصابع يدها تنزلقُ بين أزرار قميصي لتشعر بجلدي، حتى أنها تُحب أن تفاجئني بالقبلاتْ، فبين كل فترةٍ وأخرى تأتي وتمنحني قبلة، وفي بعض الأحيان تبدأ بالثرثرة ولا تستخدم أي كلمات معروفة وعليهِ فكلامها لا يحمل أي معنى. ولكني لا أخبرها أن تهدأ أو تصمت لأن هذا القليل منها أفضل من لا شيء..!"