كلمات. من القلب

حديث الروح

*مشرفة ساحة الابداع و المنتديات الإسلامية*
إنضم
30 سبتمبر 2011
المشاركات
10,233
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الكويت
حين تصفو الحياة ..
تغرد أرواحنا في فضاء السعادة
وتتراقص قلوبنا جذلة على ترجيعها ..
فتجدد خلايانا التالفة ..
ونعانق الوجود الرحب بحب لامحدود
كأن لحظات من الخلد تغزو أنظارنا وتتكشف لنا
عن سحرها الأزلي ..!

**

لكن ساعات الصفاء قليلة
ثم يطغي فيضان الهمّ فتغرق وتمتصها الأعماق
**
إلا أنه مع كل المتاعب التي تزاولنا ..
لانزال نتشبث بالحياة ..
ونرى هذا الكون جميلاً ..
مخلوق لأجلنا نمارس فيه الإرادة وحرية الاختيار ..
ونحقق فيه احتياجاتنا الروحية والمادية.

**
عندما تضعف صحتنا نلجأ إلى الطبيب ..
لمعرفة العلّة ،وطلبا للشفاء ..
و قد يعجز الطبيب ..أو غيره عن مد يد المساعدة
فنلجأ إلى القوة الروحية العظمى التي صنعت ..
جسمنا وعقلنا وروحنا .

**

وعندما لانتوفق في الحصول على كفايتنا المادية
والقيام باحتياجاتنا ، رغم بذل الجهد والطاقة ..
ونتعرض لضغوطات الحياة ،
منّا من تكون مقاومته ضعيفة أمام المشكلات
فلا يستطيع أن يتخطاها ..
أو تكون الفرص المتاحة له شبه معدومة ..!

**

هذه المتاعب البدنية والفكرية والروحية القاهرة
تجعلنا ندرك ..
كم أن قوانا في هذا العالم المادي محدودة ..!!
فترانا نتطلع بأقصى رجاء إلى القوة غير المحدودة ..
نستمد منها العون على مواجهة الحياة..
تلك هي القوة الإلهية ..!
التي تمدنا بطاقةِ العيش
وتقوينا على مواجهة المصاعب !.

**

إن الحل الدائم لمشكلاتنا ينبع من إيماننا
فهو الذي يفتح الطرق المسدودة أمامنا ...
ويبدأ بالصلاة وهي المطلب الروحي..
الذي يمدّ حياتنا بالأمان والسكينة .

**

و قد لاتستجاب صلوات البعض ودعاءهم
ربما لأنهم اختاروا وطلبوا من الله تعالى
مالا يليق أن يختاروه أو يطلبوه..
أو لأنهم ربطوها بتحقيق حاجاتهم المادية فقط
فهم كمثل من ضل طريقه في البحر فدعا الله مخلصاً
لئن أنجاه ليكونن من الشاكرين ..
فلما بلغ برّ الأمان نسي ماكان يدعو إليه من قبل ..
إذن في كل صلاة ودعاء يجدر بنا الإخلاص و التعمق
على صعيد المستوى الروحي ..
بحيث يشع الدعاء من داخلنا ..
وينبع من صادق حاجتنا ويوحد وجهة قلوبنا
نحو قبلة الله ..
ويغيرنا إلى الأحسن ..
هناك تكمن الاستجابة !.

**
عزيزتي ~
المشاكل تحيط بنا من كل جانب
تعقد معنا هدنة يوماً .. فنسكن ونرتاح
وتثور علينا أياما..بدون هوادة !
وبالاعتماد على القوة الإلهية..
وترك القلق والعصبية في انتظار الاستجابة
ومداومة الدعاء بحرارة وثقة وإيمان
وباليقين أن الله لايريد بنا إلا الخير ..
وبالعزم والمثابرة وتوجيه إرادتنا إلى الوجهة الصحيحة
بحيث تكون مناغمة مع إرادة الله متكلة عليه
نكسر صلابة الظروف ..
ويمدنا إيماننا بقوة نتخطى بها قساوة المحن
ونسير خطوات في اتجاه تحقيق مانرجوه .

**

آمني بإمكانية الحصول على ماتبغينه
صلي وادعي بعمق لكي يكون من نصيبك
هناك من يدعو للحصول على أمنية وهو يراها مستحيلة
أطردي هذا التفكير فإنه يضع سداً أمامك ..
ولكن لاتتركي أمنيتك ..!
اعملي لأجلها باستمرار حتى لو بدأت من الصفر
كمثل عام :
أمنيتك في امتلاك بيت أو سيارة
أو إكمال دراستك ..!
وترين أن كل الدروب مغلقة أمامك ..!
وأن هذه أمنية مستحيلة ..!
لاتدعي ذلك يثنيك ويجهض حلمك ..!
اسعي ماتستطيعين لأجل تلك الأمنية وابدأي التفكير
والإعداد لها..
ولو تعدى الأمر السنين الطوال ..!
فكما رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة .. ثم تليها أخرى
كذلك لتكون بدايتك ..!
ابدأي من الصفر ..!
فأنت لاتدرين عظيم صنع الله وما أضمره لك في الغيب
استمري في جهدك وعملك وإرادتك التي لاتضعف
استمري على صدق توجهك لله ودعاءك وصلاتك ..
وأيقني..!!
ورغم أن كل ماتسعين إليه ليس له بذرة وجود
فإن الإرادة الإلهية فوق الموجود ...
والاستجابة منه تعالى إن شاء..
ليس لها حدود

**

لايسلم إنسان مهما كان موقعه في العالم ..
من البلايا والمحن ..
وهي لاتأتي لتحطمه وتشل إرادته ..
ولكن لتشذبه كما الشجرة ..
حين تحتاج لمن يقص عنها أغصانها النافرة
ويزيل عنها أوراقها الميتة..!
المحن تجعلنا نعرف قدرنا ، ونعظم قدر الله وقدرته
تقربنا إلى الله وتوقظنا من سبات الوعي
من الغفلة .. من الجهل إلى المعرفة!
( وما قدروا الله حق قدره ) ..!
بعض الناس إن مرت بهم المصاعب
تذكروا قدرة الله فدعوه مخلصين ..
فلما كشف عنهم الغمة إذا بهم يعودون
إلى ماتعودوه من اللهو ..
أما من مسّ قلبه النور .. واعتبر من محنته
فأولئك هم الذين شذبتهم التجربة
فأثمرت أغصانهم الفضيلة والسعادة الحقة
وطرحوا عنهم فاسد الثمر مما كان سيؤدي إلى تلف
مزرعة دنياهم وإتلاف جنى أخراهم .

**
عزيزتي
ليكن لنا في كل تجربة تقويم للنفس وإصلاح
وترقية في السلوكيات والأخلاق..
ونحمد الله على كل فرج و رخاء بعد الشدة
وذلك بالقيام بواجب الشكر..
وإسعاد الآخرين ..

**
القاعدة السليمة تقول :
أن الأيام والأعوام وما تحمله من تجارب ..
تعلمنا وتزيدنا حكمة ونضوجاً ..
وتقدماً نحو الأمام..
وليس عدواً إلى الخلف...
وتجعل إرادتنا أقوى وعودنا أصلب ..
فلا يكسرنا الفشل وإن تكرر ..
ولا نفقد الأمل وإن انعدمت الاسباب
فهناك مسبب الأسباب ..
المطلع على مقدار جهدنا وتعبنا ..
خاصة أولئك الأمهات المجهولات اللاتي يفقن الأبطال
عطاء وعزماً وعملاً وصبراً واحتمالاً ..
قد لايعرف الكثير مقدار تضحياتهن و جهدهن ..
ولكن الله يعلمهن ..
لهاته الأخوات ولغيرهن من الصامدات
نقول صبراً على المشقات
زادكن الله عزماً فوق عزمكن ..
وهذا اليوم إن قطّب وجهه لكنّ ..
فغداً.. ستبتسم الحياة .

**

كلمة فاصلة ~
من أجل حياة أفضل لك ..
وازني بين طموحاتك المادية وأشواق الروح
لاتلغي أي منهما ، ولا تدعيه يطغي على الآخر ..
واشطبي إرادة الفشل الضعيفة من قاموسك
فمهما فشلت أعيدي المحاولة ..
ولايغيبن عن خاطرك أن هناك إرادة إلهية لاحدود لها
تخبرنا أن لاشيء مستحيل ..!
فلتجددي في صلاتك كل يوم بارق الأمل ..
ولتتدفق منها إليك طاقة تمدّ إرادتك بالعون .
واتخذي لك صحبة صالحة تمدك بالنصح والمشورة
فإن الصاحب الوفي سراج لك في الظلمة
وسند لك في وجه العواصف..!
والقلب يطمئن ويرتاح حين يعلم أن شعوره
يترددفي صدر آخر ..
فلازمي الروح المخلص ..
الذي يعزز إيمانك ويشحن عزيمتك .

**
إن النور الإلهي قوة تهبك إرادة الحياة
تهبك الشفاء ..والنجاح ..
وتخطي العقبات والمعضلات...
فمارسي قوة الإيمان روحاً وعقلاً وجسداً
لتحافظي على لغة التفاؤل والأمل ..
وايقني ان الحياة جميلة بكل نواقصها
وان لاشيء فيها كامل
فالكمال لله وحده .



/ حديث الروح
ولي نبض آخر