العلم والإيمان

حديث الروح

*مشرفة ساحة الابداع و المنتديات الإسلامية*
إنضم
30 سبتمبر 2011
المشاركات
10,233
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الكويت


العلم والإيمان قرينان ..
وهما جناحي المؤمن ..
يسبح بهما في ملكوت السماوات والأرض
طالباً بهما.. الدرجات العلى ..
*
*
لقد خصّ الله تعالى الذين أوتوا العلم والإيمان ..
برفعهُ بالأقدار والدرجات..
قال تعالى :
( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )11المجادلة .
*
*
ورفعُ الدرجات والأقدار يكون ..
على قدر معاملة القلوب بالعلم والإيمان ..!
فنرى بعض الناس يختم القرآن في يومين ..
وبعضهم يقوم ولا ينام الليل إلا قليلاً..
وآخرون يصومون فلا يفطروا إلا قليلاً ..
ومع هذا هناك غيرهم ممن هم أقل منهم عبادة ..
أرفع قدراً في قلوب الناس .
*
*
كذلك قد نرى رجلاً بسيطاً متواضعاً ..
هجر المغريات ، وترك الشهوات ..
أحب وأقرب إلى القلوب من صاحب علم ..
وما ذلك إلا لخلوص النية ، وصفاء الباطن..
وطهارة النفس من أكدار البشرية .. ونقاء القلب
من شوائب الخُلُق .
*
*
يقول تعالى :
( والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أُنزل إليك ) 36 / الرعد
إن أرفع درجات القلوب ..
فرحها وابتهاجها بما جاء به الرسول من الحق ..
وقوة يقينهم به .. وكمال تصديق قلوبهم..
والإقرار أن الدين كله لله .
إن الفرح بفضل الله ورحمته وهما :
القرآن والإيمان ..
هو الفرح الحقيقي ..
وهو خير مما يجمع الإنسان من متاع الدنيا ..
*
*
هذا الفرح إن استقر في القلب ..
ورافقه العلم ..
ولا يزال المؤمن فيه ساعياً طالباً المزيد ..
من شأنه أن يرتقي به درجات العلو والارتفاع ..
على قدر جهده وخلوص نيته .
*
*
القرآن الكريم أولى بأن يحاط به الناس علماً ..
وأحسن العلم به ماكان بعد فهم معانيه..
التدبر بألفاظه ..
والعمل به .. والتخلق بخلقه ..
والاستشهاد بآياته في مواطن الشهادة ..
وإذا تعارضت علوم الناس مع ماجاء به رُدت ..
وإذا توافقت فتلك شهادة لها بالتزكية ..
وأن نتعلم علوم القرآن ..
ولكن لانجعل همنا مقتصراً في القراءة على خروج الحروف ..
من ترقيق وتفخيم ومد وإمالة وغيرها ..
فتفوتنا حقائق القرآن ..
لأن ذلك قد يكون حائلاً لقلوبنا ..
قاطعاً لها عن فهم المراد من كلام الحق .
*
*
وتحسين الصوت ومراعاة النغم وتتبع وجوه الإعراب
مرغوبة ومطلوبة في هذا العلم الرباني ..
كذلك الابتعادعن التأويلات المستكرهة ..
التي هي أقرب للأحاجي والألغاز منها بالبيان .
*
*
وحذاري من صرف الذهن إلى أقوال الناس وأفكارهم ..
وتأويل القرآن على حسب قول كل مذهب..
فقد يتعسف البعض بكل الطرق ليجعل القرآن موافقاً لمذهبه
أو شاهداً على إمامه ..
واتباع المصادر الموثوقة عن العلماء المشهود لهم بالنزاهة والصدق
هو خير باب يطرقه المؤمن للتعلم .
*
*
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في تفسير هذه الآية :
( شهد الله أنه لاإله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط)
18/ آل عمران .
أن الله تعالى خص برفعة الدرجات هؤلاء فاستشهد بهم ورفع قدرهم
وهم الذين يرون أن ماأنزل على الرسول هو الحق:
( ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق )
6/ سبأ.
هؤلاء الذين تعلموا وآمنوا وصدقوا ..
هم المستحقون لرفع الدرجات :
( نرفع درجات من نشاء ) 83/الأنعام .
*
*
جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول ..
ويتبعون أحسن ..
ولا أحسن قولاً من كلام الله ..
فلنكن على بينة منه


حديث الروح / ولي نبض آخر