سيرة أم المؤمنين خديجة عليها السلام

إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
28,471
مستوى التفاعل
7
النقاط
0
النسب


النسب :

هي : خديجة رضي الله عنها

أبوها : خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ... تَجْتَمِع مَعَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي قُصَيّ ، وَهِيَ مِنْ أَقْرَب نِسَائِهِ إِلَيْهِ فِي النَّسَب ، وَلَمْ يَتَزَوَّج مِنْ ذُرِّيَّة قُصَيّ غَيْرهَا إِلا أُمّ حَبِيبَة .

أمها : فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن الهرم بن رواحة بن حجر بن عبد معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ، فتجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم عند (لؤي) .



[FONT=MCS Kufy Madany E_I 3D.]الطاهرة [/FONT]



$ كانت خديجة رضي الله عنها تسمى بالطاهرة ، وذلك من قبل البعثة .

{قال الذهبي رحمه الله :

(( خديجة أم المؤمنين ، وسيدة نساء العالمين في زمانها .
أم القاسم ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب ، القرشية الأسدية .
أم أولاد رسول الله r ، وأول من آمن به وصدقه قبل كل أحد ، وثبتت جأشه ، ومضت به إلى ابن عمها ورقة .
ومناقبها جمة ، وهي ممن كمُل من النساء ، كانت عاقلة ديّنةً مصونةً كريمةً ، من أهل الجنة ، وكان النبي r يثني عليها ،ويفضلها على سائر أمهات المؤمنين ، ويبالغ في تعظيمها ))

$ولدت خديجة رضي الله عنها :

سنة 68 قبل الهجرة ، في بيت مجد وسؤدد ورياسة ، فنشأت على التخلق بالأخلاق الحميدة ، واتصفت بالحزم والعقل والعفة .


أزواجها قبل الرسول صلى الله عليه وسلم



(1)ذكرت خديجة لورقة بن نوفل بن أسد ، وهو ابن عمها ، و لكن لم يقدر بينهما زواج .

(2)تزوجها أبو هالة و اسمه هند بن النباش بن زرارة بن وقدان ، وكان أبوه ذا شرف في قومه و نزل مكة وحالف بها بني عبد الدار بن قصي ، و كانت قريش تزوج حليفها .
مات أبو هالة في الجاهلية .


[FONT=MCS Jeddah S_I engrave.]أولادها من أبي هالة[/FONT]


ولدت خديجة لأبي هالة ولدين :
الأول : اسمه هند .
والثاني : اسمه هالة .

فكانت خديجة تكنى بأم هند ، وقد أسلم كل من هند و هالة و كانا من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم كما أنهما تربيا في حجر النبي صلى الله عليه وسلم يرعاهم و يربيهم .

أما هند

فقد شهد بدرًا و أحدًا ، وكان وصافًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحلو شمائله فاحسن و أتقنوَحديثه فِي الشَّمَائِل للترمذي (( أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم أَزْهَر اللَّوْن )) ، وعنه أيضًا فِي صِفَة رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم عِنْد التِّرْمِذِيّ وَغَيْره (( فَلا يُجَاوِز شَعْره شَحْمَة أُذُنَيْهِ ، إِذَا هُوَ وَفْرَة )) ، وَفِي حَدِيث أخر فِي صِفَة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ (( إِنْ اِنْفَرَقَتْ عَقِيقَته - أَيْ شَعْر رَأْسه الَّذِي عَلَى نَاصِيَته - فَرَقَ وَإِلا فَلا يُجَاوِز شَعْره شَحْمَة أُذُنه )) .
7 وله حديث عند ابن منده وأبي نعيم قال :
(( مر النبي صلى الله عليه وسلم بالحكم أبي مروان ، فجعل الحكم يغمز النبي صلى الله عليه وسلم ، ويشير بإصبعه ، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ((اللهم اجعله وَزْغًا )) قال : فرجف مكانه )) .
والوَزْغُ:الارتعاش .

7 وكان يقول :
(( أنا أكرم الناس أبًا و أمًا و أخًا و أختًا ، أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمي خديجة و أختي فاطمة و أخي القاسم )) .
قلت : صدق والله .
7 وطال العمر بهند حتى قتل في معركة الجمل و كان في صف علي بن أبي طالب .

7 وهِنْد رَوَى عَنْهُ الْحَسَن بْن عَلِيّ رضي الله عنهما وكان إذا حدث عنه قال : حَدَّثَنِي خَالِي لأنَّهُ أَخُو فَاطِمَة لأُمِّهَا .

7 وَلِهِنْدٍ هَذَا وَلَد اِسْمه " هِنْد " ، ذَكَرَهُ الدُّولابِيّ وَغَيْره ، فَعَلَى قَوْل الْعَسْكَرِيّ فَهُوَ مِمَّنْ اِشْتَرَكَ مَعَ أَبِيهِ وَجَدّه فِي الاسْم

7ومن جميل ما يروى :
أن هندًا كان له من أولاده ولدًا أسماه هندًا كذلك ، ذكره صاحب أسد الغابة في الصحابة وذكر عنه أنه مات بالبصرة في الطاعون ، فازدحم الناس على جنازته وتركوا جنائزهم وقالوا : ابن ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وذكر في الاستيعاب: عن رجل من بني تميم قال: رأيت هند بن هند بن أبي هالة بالبصرة وعليه حلةٌ خضراءُ من غير قميص ، فمات في الطاعون ، فخرج بين أربعة لشغل الناس بموتاهم فصاحت امرأة : وا هنداه بن هنداه ، وابن ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فازدحم الناس على جنازته وتركوا موتاهم ، أخرجه ابن منده وأبو نعيم ، فهو ممن له صحبة وجدته خديجة عليها السلام .

[FONT=MCS Modern E_I 3d.]أما هالة :[/FONT]

فله صحبة مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، وروى عنه ابنه هند ، وقد دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو راقد فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فضم هالة إلى صدره ، فقال هالة ، هالة ، هالة .

(3) تزوجت بعد ذلك من : عتيق بن عابد بن عبدالله بن عمر بن مخزوم .

وأنجبت منه بنتًا سمتها هندًا ، و تزوج هند هذه ابن عم لها و أنجبت منه ولدًا سمته محمدًا .
فهي : أم محمد بن صيفي المخزومي .
وكان يقال لبني محمد هذا بنو الطاهرة نسبة للسيدة خديجة رضي الله عنها .وكان من نسل محمد هذا بقية وعقب بالمدينة فانقرضوا .

{ فهند بنت عتيق ، و هند وهالة ابنا أبي هالة ، كلهم أخوةُ أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها .


. قال صاحب أسد الغابة :

قيل : أن خديجة تزوج بها عتيق أولاً ، ثم خلف عليه أبو هالة .

قال قتادة :والقول الأول أصح إن شاء الله تعالى ، يعني أبو هالة ثم عتيق .


. قال الذهبي :
(( كانت خديجة أولاً تحت أبي هالة بن زرارة التميمي .
ثم خلف عليها بعده عتيق بن عابد بن عابد بن عبدالله بن عمر بن مخزوم .
ثم بعده النبي r ، فبنى بها وله خمس وعشرون سنة ، وكانت أسن منه بخمس عشرة سنة )) .

يتبع ....
 

}{داشـه عرض}{

*عضــوة شرف في منتديات كويتيات*
إنضم
3 أغسطس 2006
المشاركات
5,283
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
رضي الله عنها وأرضاها

جزاج الله خير ..
 
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
28,471
مستوى التفاعل
7
النقاط
0
قبل الزواج

من الأشياء التي كانت سببًا في رغبة السيدة خديجة من الزواج من النبي صلى الله عليه وسلم ، ما ذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة :

] قال :وروي عن المدايني بسند له عن ابن عباس :

أن نساء مكة اجتمعن في عيد لهن في الجاهلية ، فتمثل لهن رجل ، فلما قرب نادى بأعلى صوته : يا نساء مكة إنه سيكون في بلدكن نبي يقال له أحمد ، فمن استطاعت منكن أن تكون زوجًا له فلتفعل ، فحصبنه ، إلا خديجة ، فإنها عضت على قوله ولم تعرض له .
] وعن سعيد بن جبير قال :

اجتمعت نساء قريش في عيد لهن ، فجاءهن رجل يهودي فقال : يوشك أن يبعث فيكن نبي ، فأيتكن استطاعت أن تكون له أرضًا يطؤها فلتفعل ، فشتمنه وطردنه ، ووقر ذلك في صدر خديجة .


يتبع ,,,,
 
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
28,471
مستوى التفاعل
7
النقاط
0
زواج النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها
{ قال ابن كثير رحمه الله :
(( قال ابن إسحاق : وقد كانت خديجة بنت خويلد ذكرت لورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي ، وكان ابن عمها ، وكان نصرانياً قد تتبع الكتب وعلم من علم الناس ما ذكر لها غلامها من قول الراهب ، وما كان يرى منه إذ كان الملكان يظلانه .
فقال ورقة : لئن كان هذا حقاً يا خديجة إن محمداً لنبي هذه الأمة ، قد عرفت أنه كائن لهذه الأمة نبي ينتظر هذا زمانه - أو كما قال- فجعل ورقة يستبطئ الأمر و يقول حتى متى ؟ )) .

{ قال الحافظ في الفتح :
( خَدِيجَة ) : هِيَ أَوَّل مَنْ تَزَوَّجَهَا النبي صلى الله عليه وسلم ، وَتَزَوَّجَهَا سَنَة خَمْس وَعِشْرِينَ مِنْ مَوْلِده فِي قَوْل الْجُمْهُور ، زَوَّجَهُ إِيَّاهَا أَبُوهَا خُوَيْلِد ؛ ذَكَرَهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيث الزُّهْرِيِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَمَّار بْن يَاسِر ، وَقِيلَ : عَمّهَا عَمْرو بْن أَسَد ذَكَرَه الْكَلْبِيّ ؛ وَقِيلَ : أَخُوهَا عَمْرو بْن خُوَيْلِد ذَكَرَهُ اِبْن إِسْحَاق ، وَكَانَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَبْل أَنْ يَتَزَوَّج خَدِيجَة قَدْ سَافَرَ فِي مَالهَا مُقَارِضًا إِلَى الشَّام , فَرَأَى مِنْهُ مَيْسَرَة غُلامهَا مَا رَغَّبَهَا فِي تَزَوُّجه .ا.هـ

{ قال ابن كثير رحمه الله :
((قال ابن إسحاق : و كانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف و مال تستأجر الرجال على مالها مضاربة ؛ فلما بلغها عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه و عظم أمانته و كرم أخلاقه ، بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج لها في مال تاجرا إلى الشام و تعطيه أفضل ما تعطي غيره من التجار .
وقالت : ( إنه دعاني إلى البعث إليك ما بلغني من صدق حديثك وعظم أمانتك وكرم أخلاقك ) مع غلام لها يقال له ميسرة ، فقبله رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم منها و خرج في مالها ذلك ، و خرج معه غلامها ميسرة حتى نزل الشام .
فنزل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان، فاطلع الراهب إلى ميسرة .
فقال : من هذا الرجل الذي نزل تحت الشجرة ؟
فقال ميسرة : هذا رجل من قريش من أهل الحرم .
فقال له الراهب : ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي .
ثم باع رسول الله صلى الله عليه وسلم سلعته – يعني تجارته – التي خرج بها ، واشترى ما أراد أن يشتري ؛ ثم أقبل قافلا إلى مكة و معه ميسرة ، فكان ميسرة – فيما يزعمون – إذا كانت الهاجرة و اشتد الحر يرى ملكين يظلانه من الشمس و هو يسير على بعيره ، فلما قدم مكة على خديجة بمالها باعت ما جاء به فأضعف أو قريبا ، و حدثها ميسرة عن قول الراهب وعما كان يرى من إظلال الملائكة إياه .
وكانت خديجة امرأة حازمة شريفة لبيبة مع ما أراد اللَّه بها من كرامتها ؛ فلما أخبرها ميسرة ما أخبرها بعثت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقالت له – فيما يزعمون – :
(( يا ابن عم أني قد رغبت فيك لقرابتك وسِطَتِكَ في قومك وأمانتك وحسن خلقك وصدق حديثك )) .
ثم عرضت نفسها عليه ، وكانت أوسط نساء قريش نسباً وأعظمهن شرفا وأكثرهن مالاً ، كل قومها كان حريصا على ذلك منها لو يقدر عليه ، فلما قالت ذلك لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك لأعمامه ، فخرج معه عمه حمزة حتى دخل على خويلد بن أسد ، فخطبها إليه فتزوجها عليه الصلاة و السلام )) .ا.هـ

يتبع ...
 
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
28,471
مستوى التفاعل
7
النقاط
0
{ وفي المنتظم لابن الجوزي رحمه الله :
ذكر قصة ميسرة وفيها : ((حتى قدما بصرى من أرض الشام ، فنزلا في ظل شجرة .
فقال نسطور الراهب : ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي ، ثم قال لميسرة أفي عينيه حمرة ؟
فقال : نعم ، لا تفارقه .
قال : هو نبي ، وهو أخر الأنبياء .
ثم باع سلعته ، فوقع بينه وبين رجل تلاحٍ .
فقال له : احلف باللات والعزى .
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :ما حلفت بهما قط ، وإني لأمُرُّ فَأُعرِضُ عنهما .
فقال الرجل : القول قولك .
ثم قال لميسرة : هذا والله نبي تجده أحبارنا منعوتًا في كتبهم .
وكان ميسرة إذا كانت الهاجرة ، واشتد الحر يرى ملكين يُظلان رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشمس فوعى ذلك ميسرة ، وباعوا تجارتهم وربحوا ضعف ما كانوا يربحون ، ودخل مكة في ساعة الظهيرة ، وخديجة في عُلية لها فرأت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو على بعيره ، وملكان يظلانه ، فأرته نساءها فعجبن لذلك ، ودخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فخبرها بما ربحوا في تجارتهم ووجههم ، فسرت بذلك ، فلما دخل عليها ميسرة أخبرته بما رأت فقال : قد رأيت هذا منذ خرجنا من الشام وأخبرها بما قال الراهب نسطور ، وبما قال الآخر الذي خالفه في البيع .

وكانت خديجة امرأة حازمة جادة شريفة ، مع ما أراد الله من الكرامة والخير ، وهي يومئذ أوسط قريش نسبًا ، وأعظمهم شرفًا وأكثرهم مالاً ، وكل قومها كان حريصًا على نكاحها لو قدر على ذلك ، قد طلبوا ذلك ، وبذلوا الأموال .
فأرسلتني دسيسًا إلى محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن رجع من الشام .
فقلت : يا محمد ما يمنعك أن تزوج خديجة ؟
قال : ما بيدي ما أتزوج به .
قلت : فإن كفيت ذلك ودعيت إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة ..ألا تجيب ؟
قال : فمن هي ؟
قلت :خديجة ، قال وكيف لي بذلك ؟
قال : قلت عليّ .
قال : افعل .
فذهبت فأخبرتها فأرسلت إليه أن ائت الساعة كذا وكذا ، فأرسلت إلى عمها عمرو بن أسد ليزوجها ، فحضر ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمومته ، فتزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة وخديجة يومئذ بنت أربعين سنة )) .ا.هـ

{ وفي أسد الغابة :

(( ولما خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمها : محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب يخطب خديجة بنت خويلد هذا الفحل لا يُقدَع أنفه )) .ا.هـ

{ قال ابن كثير رحمه الله :

(( وروى البيهقي عن ابن عباس :
أن أبا خديجة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو - أظنه - قال سكران .
ثم قال البيهقي : أن عمار بن ياسر كان إذا سمع ما يتحدث به الناس عن تزويج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خديجة وما يكثرون فيه يقول :
أنا أعلم الناس بتزويجه إياها ، إني كنت له تِرباً وكنت له إلفاً وخدنا ، وإني خرجت مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذات يوم حتى إذا كنا بالحزورة أجزنا على أخت خديجة وهي جالسة على أدم تبيعها فنادتني فانصرفت إليها ووقف لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم .
فقالت : أما بصاحبك هذا من حاجة في تزويج خديجة ؟
قال عمار : فرجعت إليه فأخبرته .
فقال : ( بلى لعمري ) .
فذكرت لها قول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم .
فقالت : اغدوا علينا إذا أصبحنا .
فغدونا عليهم فوجدناهم قد ذبحوا بقرة و ألبسوا أبا خديجة حلة ، وصفرت لحيته ، وكلمت أخاها فكلم أباه و قد سقي خمراً فذكر له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ومكانه وسألته أن يزوجه فزوجه خديجة ، وصنعوا من البقرة طعاما فأكلنا منه ، ونام أبوها ثم استيقظ صاحيًا .
فقال : ما هذه الحلة وما هذه الصفرة وهذا الطعام ؟
فقالت له ابنته التي كانت قد كلمت عمارًا : هذه حلة كساكها محمد بن عبد اللَّه ختنك ، وبقرة أهداها لك فذبحناها حين زوجته خديجة .
فأنكر أن يكون زوجه ، وخرج يصيح حتى جاء الحجر ، وخرج بنو هاشم برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فجاؤوه فكلموه .
فقال : أين صاحبكم الذي تزعمون أني زوجته خديجة ؟
فبرز له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فلما نظر إليه قال : إن كنت زوجته فسبيل ذاك و إن لم أكن فعلت فقد زوجته)) .ا.هـ

{ وروى الإمام أحمد :

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ :
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ خَدِيجَةَ ، وَكَانَ أَبُوهَا يَرْغَبُ أَنْ يُزَوِّجَهُ فَصَنَعَتْ طَعَامًا وَشَرَابًا فَدَعَتْ أَبَاهَا وَزُمَرًا مِنْ قُرَيْشٍ ، فَطَعِمُوا وَشَرِبُوا حَتَّى ثَمِلُوا ، فَقَالَتْ خَدِيجَةُ لأَبِيهَا إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَخْطُبُنِي فَزَوِّجْنِي إِيَّاهُ ، فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ فَخَلَعَتْهُ وَأَلْبَسَتْهُ حُلَّةً ، وَكَذَلِكَ كَانُوا يَفْعَلُونَ بِالآبَاءِ فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ سُكْرُهُ نَظَرَ فَإِذَا هُوَ مُخَلَّقٌ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ .
فَقَالَ : مَا شَأْنِي مَا هَذَا ؟
قَالَتْ : زَوَّجْتَنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ .
قَالَ : أَنَا أُزَوِّجُ يَتِيمَ أَبِي طَالِبٍ لا لَعَمْرِي .
فَقَالَتْ خَدِيجَةُ : أَمَا تَسْتَحِي تُرِيدُ أَنْ تُسَفِّهَ نَفْسَكَ عِنْدَ قُرَيْشٍ تُخْبِرُ النَّاسَ أَنَّكَ كُنْتَ سَكْرَانَ فَلَمْ تَزَلْ بِهِ حَتَّى رَضِيَ )

{[font=mcs khaybar e_i normal.] و روي كذلك [/font]

أنه لما رأت خديجة من صدق النبي صلى الله عليه وسلم وأمانته وما تميز به عن رجال قريش ، بالإضافة إلى ما سمعته من ميسرة ، فوقع في قلبها محبة أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم زوجًا لها ، فكلمت صديقة لها تسمى نفيسة بنت منبه عن رغبتها في الزواج من النبي صلى الله عليه وسلم ، فخرجت نفيسة من عندها وذهبت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقالت له :ما يمنعك أن تتزوج ؟
قال صلى الله عليه وسلم : ما بيدي ما أتزوج به .
قالت : فإن كفيت ودعيت إلى المال والجمال والشرف والكفاءة فهل تجيب ؟
فقال صلى الله عليه وسلم : بمن ؟
قالت : خديجة .
فقال صلى الله عليه وسلم : إن وافقت فقد قبلت .
فبشرت نفيسة خديجة بهذه البشرى ، وذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أعمامه ، وأخبرهم برغبته في الزواج من خديجة ، فقام أبو طالب وذهب إلى عمها عمرو بن أسد فخطبها ودفعوا إليه الصداق .

{ قال ابن كثير رحمه الله :

(( قال المؤملي : المجمع عليه أن عمها عمرو بن أسد هو الذي زوجها منه وهذا هو الذي رجحه السهيلي ، وحكاه عن ابن عباس .
وعائشة قالت : وكان خويلد مات قبل الفجار ، و هو الذي نازع تبعاً حين أراد أخذ الحجر الأسود إلى اليمن ، فقام في ذلك خويلد و قام معه جماعة من قريش ، ثم رأى تبع في منامه ما روعه ، فنزع عن ذلك و ترك الحجر الأسود مكانه
وذكر ابن إسحاق : في آخر السيرة أن أخاها عمرو بن خويلد هو الذي زوجها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فاللَّه أعلم )).ا.هـ
{ كان عمر النبي صلى الله عليه وسلم يومئذٍ خمسة و عشرون عامًا ، وكان عمر خديجة أربعون سنة ، و قيل غير ذلك و لكن هذا هو الصحيح إن شاء الله تعالى .



يتبع ....
 

**فراولة**

New member
إنضم
29 أبريل 2008
المشاركات
1,058
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رضي الله عنها وارضاها..

جزاج الله خير فالنسيا..

:)
 
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
28,471
مستوى التفاعل
7
النقاط
0
خطبة النكاح

ورد في كتب السير أن الذي قام بخطبة النكاح هو أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم

قال ابن الجوزي :

وذكر ابن فارس : أن أبا طالب خطب يومئذ فقال :
" الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم ، وزرع إسماعيل ، وضئضي معد ، وعنصر مضر وجعلنا حضنة بيته ، وسواس حرمه ، وجعل لنا بيتًا محجوبًا ، وحرمًا آمنًا ، وجعلنا الحكام على الناس .

ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبدالله لا يوزن به رجل إلا رجح به ، وإن كان في المال قل ، فإن المال ظل زائل ، وأمر حائل .
ومحمد من قد عرفتم قرابته ، وقد خطب خديجة بنت خويلد ، وبذل لها من الصداق ما آجله وعاجله من مالي ، وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم ، وخطر جليل " .ا.هـ

يتبع ...
 
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
28,471
مستوى التفاعل
7
النقاط
0
صداق السيدة خديجة رضي الله عنها

قال ابن هشام :
(( فأصدقها عشرين بكرة .
وكانت أول امرأة تزوجها ، ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت )).ا.هـ


وقد ذكر الدولابي وغيره :
أن النبي صلى الله عليه وسلم أصدق خديجة رضي الله عنها اثنتى عشرة أوقية ذهبًا .
ولا تضاد بين ذلك وبين ما سبق ، إذ يجوز أن يكون أصدقها أبو طالب ، وزاد النبي في صداقها ، فكان الكل صداقًا .ا.هـ

يتبع ...
 
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
28,471
مستوى التفاعل
7
النقاط
0
وليمة الزواج

ذكر الملا في سيرته :

أن النبي صلى الله عليه وسلم لما تزوج خديجة رضي الله عنها ، ذهب ليخرج .
فقالت له : إلى أين يا محمد ؟
اذهب وانحر جزورًا ، أو جزورين ، وأطعم الناس .
ففعل ذلك صلى الله عليه وسلم ، وهي أول وليمة أولمها صلى الله عليه وسلم .ا.هـ

يتبع ...
 
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
28,471
مستوى التفاعل
7
النقاط
0
صور من حسن العشرة

كان هذا الزواج مباركًا طيبًا ، و كانت خديجة تحب النبي صلى الله عليه وسلم و توقره و تتودد إليه

قال الحافظ في الفتح :
(( وَرَوَى الْفَاكِهِيّ فِي كِتَاب مَكَّة عَنْ أَنَس أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ عِنْد أَبِي طَالِب ، فَاسْتَأْذَنَهُ أَنْ يَتَوَجَّه إِلَى خَدِيجَة فَأَذِنَ لَهُ ، وَبَعَثَ بَعْده جَارِيَة لَهُ يُقَال لَهَا نَبْعَة .
فَقَالَ لَهَا : اُنْظُرِي مَا تَقُول لَهُ خَدِيجَة ؟
قَالَتْ نَبْعَة : فَرَأَيْت عَجَبًا .
مَا هُوَ إِلا أَنْ سَمِعَتْ بِهِ خَدِيجَة فَخَرَجَتْ إِلَى الْبَاب فَأَخَذَتْ يده بِيَدِهَا فَضَمَّتْهَا إِلَى صَدْرهَا وَنَحْرهَا .
ثُمَّ قَالَتْ : بِأَبِي وَأُمِّي ، وَاَللَّه مَا أَفْعَل هَذَا لِشَيْءٍ ، وَلَكِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُون أَنْتَ النَّبِيّ الَّذِي سَتُبْعَثُ فَإِنْ تَكُنْ هُوَ فَاعْرِفْ حَقِّي وَمَنْزِلَتِي وَادْعُ الإلَه الَّذِي يَبْعَثك لِي .
قَالَتْ :
فَقَالَ لَهَا : وَاَللَّه لَئِنْ كُنْت أنا هُوَ قَدْ اِصْطَنَعْت عِنْدِي مَا لا أُضَيِّعُهُ أَبَدًا , وَإِنْ يَكُنْ غَيْرِي فَإِنَّ الإلَه الَّذِي تَصْنَعِينَ هَذَا لأجْلِهِ لا يُضَيِّعُك أَبَدًا )) .

* ومن ذلك أيضًا :

أنها وهبت زيد بن حارثة للنبي صلى الله عليه وسلم :
قال ابن هشام : ((كان حكيم بن حزام قدم للشام برقيق ، فيهم زيد بن حارثة وصيف ، فدخلت عليه عمته خديجة بنت خويلد ، وهي يومئذ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لها اختاري يا عمة أي هؤلاء الغلمان شئت فهو لك ، فاختارت زيدًا فأخذته ، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها فاستوهبه منها ، فوهبته له )).ا.هـ

* ومن صور عشرتها :
ومن صور عشرتها الجميلة مع النبي صلى الله عليه وسلم ما حدث لها من كرهها للأصنام كما كان النبي يكرهها و ذلك قبل البعثة :
فعن عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
حَدَّثَنِي جَارٌ لِخَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ لِخَدِيجَةَ
* أَيْ خَدِيجَةُ وَاللَّهِ لا أَعْبُدُ اللاتَ وَالْعُزَّى وَاللَّهِ لا أَعْبُدُ أَبَدًا .
* قَالَ فَتَقُولُ خَدِيجَةُ خَلِّ اللاتَ خَلِّ الْعُزَّى .
قَالَ كَانَتْ صَنَمَهُمْ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ ثُمَّ يَضْطَجِعُونَ )) .ا.هـ

ويستفاد مما سبق :
- حسن عشرة المرأة الصالحة لزوجها ، وحسن مقابلتها له عند عودته إلى المنزل ، وتلطفها معه بانتقاء الطيب من القول ، والحسن من الفعل ، وهذا مما يديم الألفة والمحبة بين الزوجين .
- احتساب أجر ذلك عند الله تعالى وهذا من قولها " والله ما أفعل هذا لشيء.."
- متابعة المرأة لزوجها ، وموافقتها له فيما فيه مرضاة الله تعالى ، وذلك من تركها عبادة الأصنام لترك النبي صلى الله عليه وسلم لها .
- من أسباب المودة والمحبة هبة المرأة لزوجها ما يرغب فيه ، أو إهداء الهدايا له والعكس ، وذلك من هبتها زيدًا للنبي صلى الله عليه وسلم ، كما أن فيه طلب الزوج من الزوجة ما يحتاجه من مال ونحوه لا حرج فيه ، ما دام أن أخذ ذلك يكون برضاها .

يتبع ...
 
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
28,471
مستوى التفاعل
7
النقاط
0
أولاد النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها

لم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم أولاد إلا من خديجة رضي الله عنها ، عدا إبراهيم عليه السلام فإنه كان من مارية .

قال ابن كثير :
(( وهي أم أولاده كلهم سوى إبراهيم فإنه من مارية )).ا.هـ


وبهذا تكون قد ولدت خديجة رضي الله عنها للنبي ستًا وهم كما يلي :

(1)القاسم عليه السلام
و كان به يكنى ، وهو أكبر أولاد النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد ورد النهي عن التكني بكنية النبي صلى الله عليه وسلم
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : (( كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي السُّوقِ .
فَقَالَ رَجُلٌ : يَا أَبَا الْقَاسِمِ .
فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم .
فَقَالَ إِنَّمَا دَعَوْتُ هَذَا .
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : سَمُّوا بِاسْمِي وَلا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي )) .


وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ :
(( وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلامٌ فَسَمَّاهُ الْقَاسِمَ ، فَقَالَتْ الأَنْصَارُ لا نَكْنِيكَ أَبَا الْقَاسِمِ ، وَلا نُنْعِمُكَ عَيْنًا . فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم .
فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وُلِدَ لِي غُلامٌ ، فَسَمَّيْتُهُ الْقَاسِمَ ، فَقَالَتْ الأَنْصَارُ لا نَكْنِيكَ أَبَا الْقَاسِمِ وَلا نُنْعِمُكَ عَيْنًا .
فَقَالَ النَّبِيُّ : أَحْسَنَتْ الأَنْصَارُ ، سَمُّوا بِاسْمِي وَلا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي فَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ ))

وفي رواية عَنْ جَابِرٍ قَالَ :
(( وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلامٌ ، فَسَمَّاهُ الْقَاسِمَ ، فَقُلْنَا : لا نَكْنِيكَ أَبَا الْقَاسِمِ ، وَلا كَرَامَةَ .
فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : سَمِّ ابْنَكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ))


قال النووي رحمه الله :
(( اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَة عَلَى مَذَاهِب كَثِيرَة ، وَجَمَعَهَا الْقَاضِي وَغَيْره :
أَحَدهَا : مَذْهَب الشَّافِعِيّ وَأَهْل الظَّاهِر أَنَّهُ لا يَحِلّ التَّكَنِّي بِأَبِي الْقَاسِم لأَحَدٍ أَصْلاً سَوَاء كَانَ اِسْمه مُحَمَّدًا أَوْ أَحْمَد أَمْ لَمْ يَكُنْ ، لِظَاهِرِ هَذَا الْحَدِيث .
وَالثَّانِي : أَنَّ هَذَا النَّهْي مَنْسُوخ ، فَإِنَّ هَذَا الْحُكْم كَانَ فِي أَوَّل الأَمْر لِهَذَا الْمَعْنَى الْمَذْكُور فِي الْحَدِيث ثُمَّ نُسِخَ . قَالُوا : فَيُبَاح التَّكَنِّي الْيَوْم بِأَبِي الْقَاسِم لِكُلِّ أَحَد ، سَوَاء مَنْ اِسْمه مُحَمَّد وَأَحْمَد وَغَيْره ، وَهَذَا مَذْهَب مَالِك . قَالَ الْقَاضِي : وَبِهِ قَالَ جُمْهُور السَّلَف وَفُقَهَاء الأَمْصَار وَجُمْهُور الْعُلَمَاء . قَالُوا : وَقَدْ اُشْتُهِرَ أَنَّ جَمَاعَة تَكَنَّوْا بِأَبِي الْقَاسِم فِي الْعَصْر الأَوَّل وَفِيمَا بَعْد ذَلِكَ إِلَى الْيَوْم ، مَعَ كَثْرَة فَاعِل ذَلِكَ وَعَدَم الإِنْكَار .
الثَّالِث : مَذْهَب اِبْن جَرِير أَنَّهُ لَيْسَ بِمَنْسُوخٍ , وَإِنَّمَا كَانَ النَّهْي لِلتَّنْزِيهِ وَالأَدَب لا لِلتَّحْرِيمِ .
الرَّابِع : أَنَّ النَّهْي عَنْ التَّكَنِّي بِأَبِي الْقَاسِم مُخْتَصّ بِمَنْ اِسْمه مُحَمَّد أَوْ أَحْمَد ، وَلا بَأْس بِالْكُنْيَةِ وَحْدهَا لِمَنْ لا يُسَمَّى بِوَاحِدٍ مِنْ الاسْمَيْنِ ، وَهَذَا قَوْل جَمَاعَة مِنْ السَّلَف وَجَاءَ فِيهِ حَدِيث مَرْفُوع عَنْ جَابِر .
الْخَامِس : أَنَّهُ يَنْهَى عَنْ التَّكَنِّي بِأَبِي الْقَاسِم مُطْلَقًا ، وَيَنْهَى عَنْ التَّسْمِيَة بِالْقَاسِمِ لِئَلا يُكَنَّى أَبُوهُ بِأَبِي الْقَاسِم ، وَقَدْ غَيَّرَ مَرْوَان بْن الْحَكَم اِسْم اِبْنه عَبْد الْمَلِك حِين بَلَغَهُ هَذَا الْحَدِيث فَسَمَّاهُ عَبْد الْمَلِك وَكَانَ سَمَّاهُ أَوَّلاً الْقَاسِم ، وَفَعَلَهُ بَعْض الأَنْصَار أَيْضًا .
السَّادِس : أَنَّ التَّسْمِيَة بِمُحَمَّدٍ مَمْنُوعَة مُطْلَقًا ، سَوَاء كَانَ لَهُ كُنْيَة أَمْ لا وَجَاءَ فِيهِ حَدِيث عَنْ النَّبِيّ : ( تُسَمُّونَ أَوْلادكُمْ مُحَمَّدًا ثُمَّ تَلْعَنُونَهُمْ ) .
وَكَتَبَ عُمَر إِلَى الْكُوفَة : لا تُسَمُّوا أَحَدًا بِاسْمِ نَبِيّ ، وَأَمَرَ جَمَاعَة بِالْمَدِينَةِ بِتَغْيِيرِ أَسْمَاء أَبْنَائِهِمْ مُحَمَّد حَتَّى ذَكَرَ لَهُ جَمَاعَة أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أَذِنَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ وَسَمَّاهُمْ بِهِ فَتَرَكَهُمْ .

قَالَ الْقَاضِي : وَالأَشْبَه أَنَّ فِعْل عُمَر هَذَا إِعْظَام لاسْمِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لِئَلا يُنْتَهَك الاسْم كَمَا سَبَقَ فِي الْحَدِيث ( تُسَمُّونَهُمْ مُحَمَّدًا ثُمَّ تَلْعَنُونَهُمْ ) .
وَقِيلَ : سَبَب نَهْي عُمَر أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلاً يَقُول لِمُحَمَّدِ بْن زَيْد بْن الْخَطَّاب : فَعَلَ اللَّه بِك يَا مُحَمَّد فَدَعَاهُ عُمَر فَقَالَ : أَرَى رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُسَبّ بِك ، وَاللَّه لا تَدَّعِي مُحَمَّدًا مَا بَقِيت وَسَمَّاهُ عَبْد الرَّحْمَن )) .

قلت :
والذي تدل عليه الأحاديث أنه لا يجوز التكني بأبي القاسم بحال من الأحوال ، للنهي الوارد في ذلك ، كما أنه يمنع من تسمية الابن بالقاسم ، كما ورد في الحديث من إقرار النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار وتغييره لاسم ابن الأنصاري إلى عبدالرحمن .
كما أنه يجوز التسمي باسم النبي صلى الله عليه وسلم لصحة الحديث بذلك ((تسموا باسمي)) ، والله تعالى أعلم.

عن مجاهد قال : مكث القاسم ابن النبي صلى الله عليه وسلم سبع ليال ثم مات .
قال المفضل : وهذا خطأ ، والصواب أنه عاش سبعة عشر شهراً .
وقال الحافظ أبو نعيم : قال مجاهد : مات القاسم و له سبعة أيام .
وقال الزهري : و هو ابن سنتين .
وقال قتادة : عاش حتى مشى .
وقال غيره: بلغ القاسم أن يركب الدابة و النجيبة ثم مات بعد النبوة


يتبع ....

 
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
28,471
مستوى التفاعل
7
النقاط
0
(2) عبدالله عليه السلام

عبد الله عليه السلام :
وهو الطيب ، والطاهر ، وقد ولد بعد البعثة و مات صغيرًا .


قال الزبير بن بكار :
عبداللَّه هو الطيب ، وهو الطاهر ، سمي بذلك لأنه ولد بعد النبوة .
وأما بناته فأدركن البعثة و دخلن في الإسلام و هاجرن معه صلى الله عليه وسلم .



يتبع ....
 
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
28,471
مستوى التفاعل
7
النقاط
0
(3) زيـنـب عليها السلام

زينب عليها السلام : هي أكبر بنات الرسول صلى الله عليه وسلم .

*ولدت ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثون سنة .

*تزوجت من أبي العاص بن الربيع ، وكان أبو العاص من رجال مكة المعدودين مالاً وأمانة وتجارة .

*وكانت أُمّه هَالَة بِنْت خُوَيْلِد أُخْت خَدِيجَة ـ فَكَانَ اِبْن أُخْتهَا ـ

*وكانت خديجة هي التي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزوجه بابنتها زينب ، وكان لا يخالفها وذلك قبل الوحي .

*فَتَزَوَّجَ زَيْنَب قَبْل الْبَعْثَة ، ولما أظهر النبي صلى الله عليه وسلم الدعوة قالت له قريش طلقها ونزوجك غيرها فأبى .

*ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة تركها بمكة ، وَقَدْ أُسِرَ أَبُو الْعَاصِ بِبَدْرٍ مَعَ الْمُشْرِكِينَ وَفَدَتْهُ زَيْنَب فَشَرَطَ عَلَيْهِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُرْسِلهَا إِلَيْهِ فَوَفَى لَهُ بِذَلِكَ 00 فَهَذَا مَعْنَى قَوْله صلى الله عليه وسلم فِي آخِر الْحَدِيث " وَوَعَدَنِي فوَفَى لِي " ؛ ثُمَّ أُسِرَ أَبُو الْعَاصِ مَرَّة أُخْرَى فَأَجَارَتْهُ زَيْنَب فَأَسْلَمَ ، فَرَدَّهَا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إِلَى نِكَاحه .

*أبو العاص شهد بدرًا مع المشركين فأسره عبدالله بن جبير الأنصاري ، فلما بعث أهل مكة في فداء أسراهم قدم في فداء أبي العاص أخوه عمرو بن الربيع ، وبعثت معه زينب عليها السلام و هي يومئذ بمكة بقلادة لها كانت لخديجة بنت خويلد ، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم القلادة عرفها ، ورَقَ لها وذكر خديجة وترحم عليها ، وقال : إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا إليها متاعها فعلتم قال الصحابة : نعم يا رسول الله ، فأطلقوا أبا العاص وردوا على زينب قلادتها وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم على أبي العاص أن يخلي سبيلها إليه فوعده ذلك ففعل .
وخرجت زينب مع كنانة بن الربيع فخرجت قريش في طلبها ، فأدركها هبار بن الأسود فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها وألقت ما في بطنها ، و هريقت دمًا ، واشتجر فيها بنو هاشم وبنو أمية ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة ليجيء بها و أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم خاتمه كأمارة ، فتلطف زيد في الدخول إلى مكة ، وأرسل إليها بالخاتم فخرجت إليه فحملها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقيل أن الذي خرج بها كنانة و سلمها إلى زيد بن حارثة .

*وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( هي أفضل بناتي أصيبت فيّ )) .
وقال الحافظ في الفتح : وقد أخرج الطحاوي والحاكم بسند جيد عَنْ عَائِشَة أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي حَقّ زَيْنَب اِبْنَته لَمَّا أُوذِيَتْ عِنْد خُرُوجهَا مِنْ مَكَّة : ((هِيَ أَفْضَل بَنَاتِي , أُصِيبَتْ فِيَّ )) .


*قال الحافظ ابن حجر : وَقَعَ فِي رِوَايَة اِبْن إِسْحَاق إِنْ وَجَدْتُمْ هَبَّار اِبْن الأَسْوَد وَالرَّجُل الَّذِي سَبَقَ
مِنْهُ إِلَى زَيْنَب مَا سَبَقَ فَحَرِّقُوهُمَا بِالنَّارِ " يَعْنِي زَيْنَب بِنْت رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم وَكَانَ زَوْجهَا أَبُو الْعَاصِ بْن الرَّبِيع لَمَّا أَسَرَهُ الصَّحَابَة ثُمَّ أَطْلَقَهُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مِنْ الْمَدِينَة شَرَطَ عَلَيْهِ أَنْ يُجَهِّز لَهُ لِبِنْتِهِ زَيْنَب فَجَهَّزَهَا , فَتَبِعَهَا هَبَّار بْن الأَسْوَد وَرَفِيقه فَنَخَسَا بَعِيرهَا فَأُسْقِطَتْ وَمَرِضَتْ مِنْ ذَلِكَ , وَالْقِصَّة مَشْهُورَة عِنْد اِبْن إِسْحَاق وَغَيْره , وَقَالَ فِي رِوَايَته " وَكَانَا نَخَسَا بِزَيْنَب بِنْت رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم حِين خَرَجَتْ مِنْ مَكَّة " وَقَدْ أَخْرَجَهُ سَعِيد بْن مَنْصُور عَنْ اِبْن عُيَيْنَةَ عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح " أَنَّ هَبَّار بْن الأَسْوَد أَصَابَ زَيْنَب بِنْت رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم بِشَيْءٍ وَهِيَ فِي خِدْرهَا فَأُسْقِطَتْ , فَبَعَثَ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم سَرِيَّة فَقَالَ : إِنْ وَجَدْتُمُوهُ فَاجْعَلُوهُ بَيْن حُزْمَتَيْ حَطَبٍ ثُمَّ أَشْعِلُوا فِيهِ النَّار " ثُمَّ قَالَ " إِنِّي لأَسْتَحْيِي مِنْ اللَّه , لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يُعَذِّب بِعَذَابِ اللَّه " الْحَدِيث , فَكَأَنَّ إِفْرَاد هَبَّار بِالذِّكْرِ لِكَوْنِهِ كَانَ الأَصْل فِي ذَلِكَ وَالآخَر كَانَ تَبَعًا لَهُ .
وَسَمَّى اِبْن السَّكَن فِي رِوَايَته مِنْ طَرِيق اِبْن إِسْحَاق الرَّجُل الآخَر نَافِع بْن عَبْد قَيْس , وَبِهِ جَزَمَ اِبْن هِشَام فِي " زَوَائِد السِّيرَة " عَلَيْهِ , وَحَكَى السُّهَيْلِيُّ عَنْ مُسْنَد الْبَزَّار أَنَّهُ خَالِد بْن عَبْد قَيْس فَلَعَلَّهُ تَصَحُّف عَلَيْهِ , وَإِنَّمَا هُوَ نَافِع , كَذَلِكَ هُوَ فِي النُّسَخ الْمُعْتَمَدَة مِنْ مُسْنَد الْبَزَّار , وَكَذَلِكَ أَوْرَدَهُ اِبْن بَشْكُوَالٍ مِنْ مُسْنَد الْبَزَّار , وَأَخْرَجَهُ مُحَمَّد بْن عُثْمَان بْن أَبِي شَيْبَة فِي تَارِيخه مِنْ طَرِيق اِبْن لَهِيعَة كَذَلِكَ .

قُلْت : وَقَدْ أَسْلَمَ هَبَّار هَذَا , فَفِي رِوَايَة اِبْن أَبِي نَجِيح " فَلَمْ تُصِبْهُ السَّرِيَّة وَأَصَابَهُ الإِسْلام فَهَاجَرَ " فَذَكَر قِصَّة إِسْلامه , وَلَهُ حَدِيث عِنْد الطَّبَرَانِيِّ وَآخَر عِنْد اِبْن مَنْدَهْ , وَذَكَرَ الْبُخَارِيّ فِي تَارِيخه لِسُلَيْمَان بْن يَسَار عَنْهُ رِوَايَة فِي قِصَّة جَرَتْ لَهُ مَعَ عُمَر فِي الْحَجّ , وَعَاشَ هَبَّار هَذَا إِلَى خِلافَة مُعَاوِيَة , وَلَمْ أَقِف لِرَفِيقِهِ عَلَى ذِكْر فِي الصَّحَابَة فَلَعَلَّهُ مَاتَ قَبْل أَنْ يُسْلِم .

*وفي السنة السادسة من الهجرة خرج أبو العاص في عير لقريش فخرج عليهم الصحابة فكان ممن أسر ، فلما وصل المدينة تسلل إلى زينب وهي زوجته فاستجار بها .
فلما خرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الفجر قامت زينب بعد أن دخل الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة في الصلاة فقالت : ( إني أجرت أبا العاص بن الربيع ) .
فقال صلى الله عليه وسلم: أيها الناس هل سمعتم ما سمعت ؟
قالوا : نعم .
قال صلى الله عليه وسلم : فوالذي نفسي بيده ما علمت بشيء مما كان حتى سمعت الذي سمعتم ، المؤمنون يد على من سواهم يجير عليهم أدناهم ، وقد أجرنا من أجارت .
فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم إلى منزله دخلت عليه زينب ، فسألته أن يرد على أبي العاص ما أخذ منه ففعل النبي صلى الله عليه وسلم ، وأمرها أن لا يقربها فإنها لا تحل له ما دام مشركًا .
ورجع أبو العاص إلى مكة فأدي إلى كل ذي حق حقه ، ثم أسلم و رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فرد إليه زينب مرة أخرى .


*ولدت زينب غلامًأ اسمه علي ، و توفي رضي الله عنه وقد ناهز الاحتلام ، و كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح .

*وولدت أيضًا بنتًا اسمها أمامة ولدتها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها ويحملها في الصلاة .

قال الحافظ : وَتَزَوَّجَ – ابن العاص - زَيْنَب بِنْت رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم قَبْل الْبَعْثَة وَهِيَ أَكْبَر بَنَات النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أُسِرَ أَبُو الْعَاصِ بِبَدْرٍ مَعَ الْمُشْرِكِينَ وَفَدَتْهُ زَيْنَب فَشَرَطَ عَلَيْهِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُرْسِلهَا إِلَيْهِ فَوَفَى لَهُ بِذَلِكَ , فَهَذَا مَعْنَى قَوْله فِي آخِر الْحَدِيث " وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي " , ثُمَّ أُسِرَ أَبُو الْعَاصِ مَرَّة أُخْرَى فَأَجَارَتْهُ زَيْنَب فَأَسْلَمَ , فَرَدَّهَا النَّبِيّ إِلَى نِكَاحه , وَوَلَدَتْ أُمَامَةُ الَّتِي كَانَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يَحْمِلهَا وَهُوَ يُصَلِّي كَمَا تَقَدَّمَ فِي الصَّلاة , وَوَلَدَتْ لَهُ أَيْضًا اِبْنًا اِسْمه عَلِيّ كَانَ فِي زَمَن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مُرَاهِقًا , فَيُقَال إِنَّهُ مَاتَ قَبْل وَفَاة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم , وَأَمَّا أَبُو الْعَاصِ فَمَاتَ سَنَة اِثْنَتَيْ عَشْرَة .

* روى البخاري عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الأنْصَارِيِّ  :
(( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم وَلأبِي الْعَاصِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ فَإِذَا سَجَدَ وَضَعَهَا وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا )) .


* وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ :
(( قَدِمَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِلْيَةٌ مِنْ عِنْدِ النَّجَاشِيِّ أَهْدَاهَا لَهُ ، فِيهَا خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ فَصٌّ حَبَشِيٌّ قَالَتْ : فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِعُودٍ مُعْرِضًا عَنْهُ ، أَوْ بِبَعْضِ أَصَابِعِهِ ، ثُمَّ دَعَا أُمَامَةَ ابْنَةَ أَبِي الْعَاصِ ابْنَةَ ابْنَتِهِ زَيْنَبَ ، فَقَالَ : تَحَلَّيْ بِهَذَا يَا بُنَيَّةُ )).


*وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ :
(( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُهْدِيَتْ لَهُ قِلادَةُ جَزْعٍ ، فَقَالَ : لأدْفَعَنَّهَا إِلَى أَحَبِّ أَهْلِي إِلَيَّ .
فَقَالَتْ النِّسَاءُ : ذَهَبَتْ بِهَا ابْنَةُ أَبِي قُحَافَةَ .
فَعَلَّقَهَا فِي عُنُقِ أُمَامَةَ بِنْتِ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم )).


*ولما كبرت أمامة تزوجها علي بن أبي طالب بعد موت فاطمة رضي الله عنها ، وكانت فاطمة أوصت عليًا أن يتزوجها ، فلما توفيت فاطمة تزوجها ، زوجها الزبير بن العوام لأن أباها قد أوصاه بها ، فلما جرح علي خاف أن يتزوجها معاوية ، فأمر المغيرة بن نوفل بن الحارث ابن عبدالمطلب أن يتزوجها بعده ، فلما توفي علي وقضت العدة تزوجها المغيرة ، فولدت له يحيى وبه كان يكنى فماتت عند المغيرة ، و قيل أنها لم تلد لعلي و لا المغيرة )).

*ابنة أخرى لزينب و هي أميمة إن لم تكن أمامة هي أميمة :
وقد قال الحافظ أن أميمة تصغير لأمامة ، وأن أهل العلم اتفقوا أنها لم تلد سوى علي وأمامة ويأتي كلامه .

* روى أحمد بسند متصل رواته ثقات عَنْ أُسَامَة بْنِ زَيْدٍ قَالَ :
(( أُتِيَ رَسُولُ اللَّهُ صلى الله عليه وسلم بِأُمَيْمَةَ ابْنَةِ زَيْنَبَ وَنَفْسُهَا تَقَعْقَعُ كَأَنَّهَا فِي شَنٍّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلِلَّهِ مَا أَعْطَى وَكُلٌّ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ، فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ .
فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَبْكِي ! ، أَوَلَمْ تَنْهَ عَنْ الْبُكَاءِ ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّمَا هِيَ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ )).


*وعند البخاري عن أُسَامَة بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ :
(( أَرْسَلَتْ ابْنَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (وهي زينب) إِلَيْهِ إِنَّ ابْنًا لِي قُبِضَ فَأْتِنَا .

فَأَرْسَلَ يُقْرِئُ السَّلامَ وَيَقُولُ : إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ .
فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تُقْسِمُ عَلَيْهِ لَيَأْتِيَنَّهَا .
فَقَامَ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، وَمَعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ، وَرِجَالٌ فَرُفِعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصَّبِيُّ وَنَفْسُهُ تَتَقَعْقَعُ قَالَ حَسِبْتُهُ أَنَّهُ قَالَ كَأَنَّهَا شَنٌّ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ .
فَقَالَ سَعْدٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا ‍!؟
فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ )).


قال الحافظ في الفتح :
قَوْله ( إِنَّ اِبْنًا لِي ) قِيلَ هُوَ عَلِيّ بْن أَبِي الْعَاصِ بْن الرَّبِيع ، وَهُوَ مِنْ زَيْنَب كَذَا كَتَبَ الدِّمْيَاطِيّ بِخَطِّهِ فِي الْحَاشِيَة ، وَفِيهِ نَظَر لأَنَّهُ لَمْ يَقَع مُسَمًّى فِي شَيْء مِنْ طُرُق هَذَا الْحَدِيث .

وَأَيْضًا فَقَدْ ذَكَرَ الزُّبَيْر بْن بَكَّار وَغَيْره مِنْ أَهْل الْعِلْم بِالأَخْبَارِ أَنَّ عَلِيًّا الْمَذْكُور عَاشَ حَتَّى نَاهَزَ الْحُلُم ، وَأَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أَرْدَفَهُ عَلَى رَاحِلَته يَوْم فَتْح مَكَّة ، وَمِثْل هَذَا لا يُقَال فِي حَقّه صَبِيّ عُرْفًا وَإِنْ جَازَ مِنْ حَيْثُ اللُّغَة .
وقال :لَكِنَّ الصَّوَاب فِي حَدِيث الْبَاب أَنَّ الْمُرْسِلَة زَيْنَب وَأَنَّ الْوَلَد صَبِيَّة كَمَا ثَبَتَ فِي مُسْنَد أَحْمَد عَنْ أَبِي مُعَاوِيَة بِالسَّنَدِ الْمَذْكُور وَلَفْظه " أُتِيَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بِأُمَامَةَ بِنْت زَيْنَب " زَادَ سَعْدَان بْن نَصْر فِي الثَّانِي مِنْ حَدِيثه عَنْ أَبِي مُعَاوِيَة بِهَذَا الإِسْنَاد " وَهِيَ لأَبِي الْعَاصِ بْن الرَّبِيع وَنَفْسهَا تَقَعْقَع كَأَنَّهَا فِي شَنّ " فَذَكَرَ حَدِيث الْبَاب ، وَفِيهِ مُرَاجَعَة سَعْد بْن عُبَادَة . وَهَكَذَا أَخْرَجَهُ أَبُو سَعِيد بْن الأَعْرَابِيّ فِي مُعْجَمه عَنْ سَعْدَان ، وَوَقَعَ فِي رِوَايَة بَعْضهمْ أُمَيْمَة بِالتَّصْغِيرِ ، وَهِيَ أُمَامَةُ الْمَذْكُورَة .

فَقَدْ اِتَّفَقَ أَهْل الْعِلْم بِالنَّسَبِ أَنَّ زَيْنَب لَمْ تَلِد لأَبِي الْعَاصِ إِلا عَلِيًّا وَأُمَامَة فَقَطْ .
وَقَدْ اِسْتَشْكَلَ ذَلِكَ مِنْ حَيْثُ إِنَّ أَهْل الْعِلْم بِالأَخْبَارِ اِتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ أُمَامَةَ بِنْت أَبِي الْعَاصِ مِنْ زَيْنَب بِنْت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عَاشَتْ بَعْد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تَزَوَّجَهَا عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب بَعْد وَفَاة فَاطِمَة ، ثُمَّ عَاشَتْ عِنْد عَلِيّ حَتَّى قُتِلَ عَنْهَا .

وَيُجَاب بِأَنَّ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ فِي حَدِيث الْبَاب " أَنَّ اِبْنًا لِي قُبِضَ " أَيْ قَارَبَ أَنْ يُقْبَض وَيَدُلّ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ فِي رِوَايَة حَمَّاد " أَرْسَلَتْ تَدْعُوهُ إِلَى اِبْنهَا فِي الْمَوْت " وَفِي رِوَايَة شُعْبَة " أَنَّ اِبْنَتِي قَدْ حَضَرَتْ " وَهُوَ عِنْد أَبِي دَاوُدَ مِنْ طَرِيقه أَنَّ اِبْنِي أَوْ اِبْنَتِي وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ الصَّوَاب قَوْل مَنْ قَالَ اِبْنَتِي لا اِبْنِي .
وَمُؤَيِّده مَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ عن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف قَالَ " اُسْتُعِزَّ بِأُمَامَةَ بِنْت أَبِي الْعَاصِ فَبَعَثَتْ زَيْنَب بِنْت رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ تَقُول لَهُ " فَذَكَرَ نَحْو حَدِيث أُسَامَة وَفِيهِ مُرَاجَعَة سَعْد فِي الْبُكَاء وَغَيْر ذَلِكَ ، وَقَوْله فِي هَذِهِ الرِّوَايَة " اُسْتُعِزَّ " بِضَمِّ الْمُثَنَّاة وَكَسْر الْمُهْمَلَة وَتَشْدِيد الزَّاي أَيْ اِشْتَدَّ بِهَا الْمَرَض وَأَشْرَفَتْ عَلَى الْمَوْت .

وَاَلَّذِي يَظْهَر أَنَّ اللَّه تَعَالَى أَكْرَمَ نَبِيّه صلى الله عليه وسلم لَمَّا سَلَّمَ لأَمْرِ رَبّه وَصَبَّرَ اِبْنَته وَلَمْ يَمْلِك مَعَ ذَلِكَ عَيْنَيْهِ مِنْ الرَّحْمَة وَالشَّفَقَة بِأَنْ عَافَى اللَّه اِبْنَة اِبْنَته فِي ذَلِكَ الْوَقْت فَخَلَصَتْ مِنْ تِلْكَ الشِّدَّة وَعَاشَتْ تِلْكَ الْمُدَّة ، وَهَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُذْكَر فِي دَلائِل النُّبُوَّة وَاَللَّه الْمُسْتَعَان .

قَوْله ( فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تُقْسِم ) وَقَعَ فِي حَدِيث عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف أَنَّهَا رَاجَعَتْهُ مَرَّتَيْنِ وَأَنَّهُ إِنَّمَا قَامَ فِي ثَالِث مَرَّة ، وَكَأَنَّهَا أَلَحَّتْ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ دَفْعًا لِمَا يَظُنّهُ بَعْض أَهْل الْجَهْل أَنَّهَا نَاقِصَة الْمَكَانَة عِنْده ، أَوْ أَلْهَمَهَا اللَّه تَعَالَى أَنَّ حُضُور نَبِيّه عِنْدهَا يَدْفَع عَنْهَا مَا هِيَ فِيهِ مِنْ الأَلَم بِبَرَكَةِ دُعَائِهِ وَحُضُوره ، فَحَقَّقَ اللَّه ظَنّهَا .

وَالظَّاهِر أَنَّهُ اِمْتَنَعَ أَوَّلاً مُبَالَغَة فِي إِظْهَار التَّسْلِيم لِرَبِّهِ أَوْ لِيُبَيِّن الْجَوَاز فِي أَنَّ مَنْ دُعِيَ لِمِثْلِ ذَلِكَ لَمْ تَجِب عَلَيْهِ الإِجَابَة بِخِلَافِ الْوَلِيمَة مَثَلاً )) .ا.هـ
عَنْ أَنَسٍ قَالَ (( رَأَيْتُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَمِيصَ حَرِيرٍ سِيَرَاءَ )) أي مخططة

وفاتها :

*ماتت زينب رضي الله عنها في بداية السنة الثامنة من الهجرة .

*وقامت على غسلها أم عطية رضي الله عنها ، وقد أعطاها النبي صلى الله عليه وسلم إزاره لتجعله في كفنها.
 روى مسلم : عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قَالَتْ :
(( لَمَّا مَاتَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اغْسِلْنَهَا وِتْرًا ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا وَاجْعَلْنَ فِي الْخَامِسَةِ كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ فَإِذَا غَسَلْتُنَّهَا فَأَعْلِمْنَنِي قَالَتْ فَأَعْلَمْنَاهُ فَأَعْطَانَا حَقْوَهُ وَقَالَ أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ )) .


0 الحقو هو الإزار ، أشعرنها إياه أي اجعلنه الثوب الذي يلي جسدها .
 وعنها رضي الله عنها أيضًا قَالَتْ :
(( أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَغْسِلُ إِحْدَى بَنَاتِهِ فَقَالَ اغْسِلْنَهَا وِتْرًا خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكِ
وقَالَتْ : فَضَفَرْنَا شَعْرَهَا ثَلاثَةَ أَثْلاثٍ قَرْنَيْهَا وَنَاصِيَتَهَا )) .


 وعند البخاري قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَهُنَّ فِي غَسْلِ ابْنَتِهِ :
(( ابْدَأْنَ بِمَيَامِنِهَا وَمَوَاضِعِ الْوُضُوءِ مِنْهَا )) .
والذي قام بتغسيلها أم عطية وأسماء بنت عميس وصفية بنت عبدالمطلب .. ذكره الحافظ .


*قال ابن كثير:
وذكر حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه أنها لما هاجرت دفعها رجل على صخرة فأسقطت حملها ، ثم لم تزل وجعة ختى ماتت ، فكانوا يرونها ماتت شهيدة .


*وفي أسد الغابة قال :
توفيت زينب في السنة الثامنة من الهجرة ، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبرها و هو مهموم ومحزون فلما خرج سري عنه وقال : (( كنت ذكرت زينب و ضعفها ، فسألت الله تعالى أن يخفف عنها ضيق القبر و غمه،ففعل و هون عليها )) ، وَأَمَّا أَبُو الْعَاصِ فَمَاتَ سَنَة اِثْنَتَيْ عَشْرَة .


ويستفاد مما سبق معنا من الأحاديث

*رحمة النبي صلى الله عليه وسلموشفقته ورأفته ، وذلك حين بكى لرؤية حفيدته وهي تحتضر ، وحرصه على حضور غسل ابنته رضي الله عنها وتكفينها بحقوه ، ونزوله صلى الله عليه وسلم في قبرها .
*محبته صلى الله عليه وسلم للبنات وحسن معاملته لهن ، وإكرامهن ،وذلك من حمله أمامة في الصلاة ، وإعطاءها القلادة ، وحسن معاملته لزينب ، وهذا عكس ما يدعيه دعاة تحرير المرأة من أن الإسلام أساء لها وأهانها .
* إبطال ما كان عليه أهل الجاهلية من كرههم للبنات والإساءة إليهن ودفنهن وهن أحياء.
تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لأمته كيفية الاهتمام بأمور النساء .
*رقة قلب النبي صلى الله عليه وسلم وصفاءه ، ووفاءه ، وذلك من رقته عندما رأى قلادة خديجة.


يتبع ...
 
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
28,471
مستوى التفاعل
7
النقاط
0
(4) رقـيـة عليها السلام

رقية عليها السلام : وهي أصغر من زينب .
* زوجها الرسول صلى الله عليه وسلم من عتبة بن أبي لهب ، وزوج أختها أم كلثوم من عتيبة بن ابي لهب ، فلما نزلت سورة (تبت) قال لهما أبوهما أبو لهب ، و أمهما أم جميل حمالة الحطب : فارقا ابنتي محمد (صلى الله عليه وسلم) ، ففارقهما قبل أن يدخلا بهما كرامة من الله تعالى لهما ، وهوانًا لابني أبي لهب ، فتزوج عثمان بن عفان رضي الله عنه رقية بمكة .

وعتبة بن أبي لهب دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقتل ، وفي قصة مقتله آية من آيات الله تعالى ، وهي كالتالي : عن محمد بن كعب القرظي وعثمان بن عروة بن الزبير قالا : (( كانت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها عتبة بن أبي لهب فطلقها ، فلما أراد الخروج إلى الشام قال لآتين محمدا فلأوذينه فأتاه فقال : يا محمد هو يكفر بالذي دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ثم قفل ورد على رسول الله ابنته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم سلط عليه كلبًا من كلابك ، وأبو طالب حاضر فوجم لها فقال ما كان أغناك عن دعوة ابن أخي ، ثم خرج إلى الشام فنزل منزلا فأشرف عليهم راهب من الدير فقال : أرض مسبع ، فقال أبو لهب :يا معشر قريش أعينوا بهذه الليلة فإني أخاف دعوة محمد فجمعوا أحمالهم ففرشوا لعتبة في أعلاها وناموا حوله ، فجاء الأسد فجعل يتشمم وجوههم ثم ثنى ذنبه فوثب فضربه حصول واحدة فخدشه فقال قتلني ، ومات )) .

* هاجرت رقية عليها السلام مع عثمان رضي الله عنه الهجرة الأولى إلى الحبشة ، وكان السَّبَب فِي ذَلِكَ (( أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لأصْحَابِهِ لَمَّا رَأَى الْمُشْرِكِينَ يُؤْذُونَهُمْ ، ولا يَسْتَطِيع أَنْ يَكُفَّهُمْ عَنْهُمْ :
" إِنَّ بِالْحَبَشَةِ مَلِكًا لا يُظْلَم عِنْده أَحَد ، فَلَوْ خَرَجْتُمْ إِلَيْهِ حَتَّى يَجْعَل اللَّه لَكُمْ فَرَجًا " ، فَكَانَ أَوَّل مَنْ خَرَجَ مِنْهُمْ عُثْمَان بْن عَفَّانِ وَمَعَهُ زَوْجَته رُقَيَّة بِنْت رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم )).

* وَأَخْرَجَ يَعْقُوب بْن سُفْيَان بِسَنَدٍ مَوْصُول إِلَى أَنَس قَالَ :
(أَبْطَأَ عَلَى رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم خَبَرهمَا ، فَقَدِمَتْ اِمْرَأَة فَقَالَتْ لَهُ : لَقَدْ رَأَيْتهمَا وَقَدْ حَمَلَ عُثْمَان اِمْرَأَته عَلَى حِمَار ، فَقَالَ:صَحِبَهُمَا اللَّه إِنَّ عُثْمَان لأَوَّل مَنْ هَاجَرَ بِأَهْلِهِ بَعْد لُوط ).
ولدت رقية في الحبشة لعثمان ولدًا اسمه عبدالله ، و كان عثمان يكنى به ، فبلغ الغلام ست سنين فنقر عينه ديك ، فورم وجهه ومرض ومات ، وكان موته في جمادى الأولى في السنة الرابعة من الهجرة و صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونزل الرسول صلى الله عليه وسلم في قبره ، ونزل أبوه عثمان رضي الله عنه في قبره كذلك ، وكانت وفاته بعد وفاة أمه رقية بسنتين .

قال الحافظ في الفتح : وَأَمَّا كُنْيَته فَهُوَ الَّذِي اِسْتَقَرَّ عَلَيْهِ الأَمْر , وَقَدْ نَقَلَ يَعْقُوب بْن سُفْيَان عَنْ الزُّهْرِيّ أَنَّهُ كَانَ يُكَنَّى أَبَا عَبْد اللَّه بِابْنِهِ عَبْد اللَّه الَّذِي رَزَقَهُ مِنْ رُقَيَّة بِنْت رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم , وَمَاتَ عَبْد اللَّه الْمَذْكُور صَغِيرًا وَلَهُ سِتّ سِنِينَ , وَحَكَى اِبْن سَعْد أَنَّ مَوْته كَانَ سَنَة أَرْبَع مِنْ الْهِجْرَة , وَمَاتَتْ أُمّه رُقَيَّة قَبْل ذَلِكَ سَنَة اِثْنَتَيْنِ وَالنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَة بَدْر.
وَكَانَ عُثْمَان مِمَّنْ رَجَعَ مِنْ الْحَبَشَة ، فَهَاجَرَ مِنْ مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة ، وَمعه زَوْجَته رُقَيَّة بِنْت النَّبِي صلى الله عليه وسلم فهما قد هاجرا في سبيل الله تعالى هجرتين ، هجرة الحبشة وهجرة المدينة .

* وفي السنة الثانية من الهجرة مرضت رقية عليها السلام ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعد للخروج إلى بدر ، وأمر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عُثْمَان وَأُسَامَة بْن زَيْد بالبقاء لرعاية رُقَيَّة فِي مَرَضهَا ، فَمَاتَتْ رُقَيَّة عليها السلام حِين وَصَلَ زَيْد بْن حَارِثَة بِالْبِشَارَة .ِ
وقد روى الإمام البخاري رحمه الله من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل لعثمان أجر من شهد بدر وسهمه لأنه إنما تغيب بأمره صلى الله عليه وسلم لتمريض السيدة رقية عليها السلام .

ـ (( عن عُثْمَانُ هُوَ ابْنُ مَوْهَبٍ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ حَجَّ الْبَيْتَ فَرَأَى قَوْمًا جُلُوسًا فَقَالَ : مَنْ هَؤُلاءِ الْقَوْمُ ؟ فَقَالُوا : هَؤُلاءِ قُرَيْشٌ ، قَالَ : فَمَنْ الشَّيْخُ فِيهِمْ ؟ قَالُوا : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : يَا ابْنَ عُمَرَ إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ شَيْءٍ فَحَدِّثْنِي هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ عُثْمَانَ فَرَّ يَوْمَ أُحُدٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : تَعْلَمُ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَدْرٍ وَلَمْ يَشْهَدْ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : تَعْلَمُ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ فَلَمْ يَشْهَدْهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ؛ قَالَ ابْنُ عُمَرَ : تَعَالَ أُبَيِّنْ لَكَ أَمَّا فِرَارُهُ يَوْمَ أُحُدٍ فَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَفَا عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ ، وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَدْرٍ فَإِنَّهُ كَانَتْ تَحْتَهُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَتْ مَرِيضَةً فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ ، وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ فَلَوْ كَانَ أَحَدٌ أَعَزَّ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ عُثْمَانَ لَبَعَثَهُ مَكَانَهُ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عُثْمَانَ وَكَانَتْ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ بَعْدَ مَا ذَهَبَ عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ الْيُمْنَى هَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ فَضَرَبَ بِهَا عَلَى يَدِهِ فَقَالَ هَذِهِ لِعُثْمَانَ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ اذْهَبْ بِهَا الآنَ مَعَكَ )) .

قال الحافظ في الفتح : رَوَى الْحَاكِم فِي " الْمُسْتَدْرَك " مِنْ طَرِيق حَمَّاد بْن سَلَمَة عَنْ هِشَام بْن عُرْوَة عَنْ أَبِيهِ قَالَ " خَلَّفَ النَّبِيّ عُثْمَان وَأُسَامَة بْن زَيْد عَلَى رُقَيَّة فِي مَرَضهَا لَمَّا خَرَجَ إِلَى بَدْر , فَمَاتَتْ رُقَيَّة حِين وَصَلَ زَيْد بْن حَارِثَة بِالْبِشَارَةِ , وَكَانَ عُمْر رُقَيَّة لَمَّا مَاتَتْ عِشْرِينَ سَنَة , قَالَ اِبْن إِسْحَاق : وَيُقَال إِنَّ اِبْنهَا عَبْد اللَّه بْن عُثْمَان مَاتَ بَعْدهَا سَنَة أَرْبَع مِنْ الْهِجْرَة وَلَهُ سِتّ سِنِينَ.
كَانَ عُمْر رُقَيَّة لَمَّا مَاتَتْ عِشْرِينَ سَنَة رضي الله عنها .

يتبع ...
 
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
28,471
مستوى التفاعل
7
النقاط
0
(5) أم كلثوم عليها السلام

أم كلثوم عليها السلام :

*وهي أصغر من رقية ، تزوجها عتيبة ابن أبي لهب كما سبق ثم فارقها ، ولم يدخل عليها .

* وزوجها النبي صلى الله عليه وسلم من عثمان بن عفان و ذلك بعد وفاة أختها رقية .

* تزوجها عثمان في ربيع أول من السنة الثالثة من الهجرة ، و بنى بها في جمادى الآخرة .

* وسمي عثمان بذي النورين لزواجه ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم .

* لم تلد أم كلثوم ، وقد توفيت في السنة التاسعة من الهجرة .

* روى أبو داود أَنَّ لَيْلَى بِنْتَ قَانِفٍ الثَّقَفِيَّةَ قَالَتْ :
(( كُنْتُ فِيمَنْ غَسَّلَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ وَفَاتِهَا ، فَكَانَ أَوَّلُ مَا أَعْطَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْحِقَاءَ ، ثُمَّ الدِّرْعَ ، ثُمَّ الْخِمَارَ ، ثُمَّ الْمِلْحَفَةَ ، ثُمَّ أُدْرِجَتْ بَعْدُ فِي الثَّوْبِ الآخَرِ قَالَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ عِنْدَ الْبَابِ مَعَهُ كَفَنُهَا يُنَاوِلُنَاهَا ثَوْبًا ثَوْبًا ))

*وعَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قَالَتْ :
(( دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ وَنَحْنُ نُغَسِّلُ ابْنَتَهُ أُمَّ كُلْثُومٍ ، فَقَالَ : اغْسِلْنَهَا ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا ، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ ، وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي ، فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ ، فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ ، وَقَالَ : أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ ، وفي رواية اغْسِلْنَهَا وِتْرًا ، وَكَانَ فِيهِ اغْسِلْنَهَا ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا ، وَكَانَ فِيهِ ابْدَءُوا بِمَيَامِنِهَا وَمَوَاضِعِ الْوُضُوءِ مِنْهَا ، وَكَانَ فِيهِ أَنَّ أُمَّ عَطِيَّةَ قَالَتْ وَمَشَطْنَاهَا ثَلاثَةَ قُرُونٍ ))

* وروى البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
(( شَهِدْنَا بِنْتًا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ عَلَى الْقَبْرِ .
قَالَ : فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ .
قَالَ فَقَالَ : هَلْ مِنْكُمْ رَجُلٌ لَمْ يُقَارِفْ اللَّيْلَةَ ؟
فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ : أَنَا .
قَالَ : فَانْزِلْ قَالَ فَنَزَلَ فِي قَبْرِهَا ))

* وذكر البخاري في كتاب اللباس عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
(( أَنَّهُ رَأَى عَلَى أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بُرْدًا سِيَرَاءَ قَالَ وَالسِّيَرَاءُ الْمُضَلَّعُ بِالْقَزِّ)

والمقصود به جواز لبس الحرير للنساء ، و من المعلوم أن أنسًا كان صغير السن ، و يحتمل أن يكون رأى ذلك قبل الحجاب ، ولا يَلْزَم مِنْ رُؤْيَة الثَّوْب عَلَى اللابِس رُؤْيَة اللابِس فَلَعَلَّهُ رَأَى ذَيْل الْقَمِيص مَثَلاً .

يتبع ...
 
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
28,471
مستوى التفاعل
7
النقاط
0
(6) فاطمة عليها السلام

فاطمة عليها السلام :

* سيدة نساء العالمين رضي الله عنها ، و هي صغرى بنات النبي صلى الله عليه وسلم .

* تزوجها علي بن أبي طالب بالمدينة

* وأنجبت منه سيدا شباب أهل الجنة وريحانتا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين ، وأنجبت محسنًا وأم كلثوم وزينب .

* وهي الوحيدة التي بقي نسلها من أولاد النبي صلى الله عليه وسلم ، وسيظهر من نسلها المهدي بإذن الله تعالى

* توفيت رضي الله عنها ، بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر في الثالث من رمضان .
* ولها ترجمة خاصة بإذن الله تعالى ، منذ ولادتها وحتى وفاتها رضي الله عنها .

يتبع ...
 
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
28,471
مستوى التفاعل
7
النقاط
0
ماشطة السيدة خديجة رضي الله عنها



* عن عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ :
قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَلا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟
قُلْتُ : بَلَى .
قَالَ : هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ ، أَتَتْ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي .
قَالَ صلى الله عليه وسلم ((إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ )) .
فَقَالَتْ : أَصْبِرُ ، فَقَالَتْ إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لا أَتَكَشَّفَ ، فَدَعَا لَهَا .
وعَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّهُ رَأَى أُمَّ زُفَرَ تِلْكَ امْرَأَةً طَوِيلَةً سَوْدَاءَ عَلَى سِتْرِ الْكَعْبَةِ )).

*قال الحافظ في الفتح :
(( وَذَكَرَ اِبْن سَعْد وَعَبْد الْغَنِيّ فِي " الْمُبْهَمَات " مِنْ طَرِيق الزُّبَيْر أَنَّ هَذِهِ الْمَرْأَة هِيَ مَاشِطَة خَدِيجَة الَّتِي كَانَتْ تَتَعَاهَد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بِالزِّيَارَةِ )).



وفي هذا الحديث فوائد عظيمة منها :

* فضل الصبر على البلاء .

* إيثار الصحابيات للآخرة على الدنيا .

* حرص النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم على الستر والحجاب .

* قرب النبي صلى الله عليه وسلم من الناس واهتمامه بشؤونهم ، وحرصه على ما فيه المنفعة لهم .



يتبع .....
 
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
28,471
مستوى التفاعل
7
النقاط
0
قابلة السيدة خديجة رضي الله عنها


القابلة : أي المرأة التي تقوم بتوليد النساء

* قال ابن الجوزي :
(( وقال محمد بن عمر :وكانت سلمى مولاة صفية بنت عبدالمطلب ، تُقَبّل خديجة في ولادها وكانت تعق عن كل غلام شاتين ، وعن الجارية شاة ، وكان بين كل ولدين لها سنة ، وكانت تسترضع لهم ، وتُعِد ذلك قبل ولادتها )


يتبع ...