ماذا تفعل في عشر دقائق؟ (6)

سأكون بأمة

New member
إنضم
31 يوليو 2009
المشاركات
234
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
تفريج الكُرب



تعتري الإنسان المسلم في طريقه كُرب كثيرة من حاجة إلى مال أو حاجة إلى جاه أو رأي ومشورة أو غير ذلك..فكن أنت خير معين له تسعى لقضاء حوائجه.وتهب لتخفيف مصابه وتقديم مشورة له..متعبداً الله عزوجل بهذه الخدمة التي تقدمها والمساعدة التي تؤديها..وإن لم يكن فبكلمة طيبة تطيِّب به خاطره وتهدئ من روعه وتعينه على نوائب الدهر0

وقضاء حوائج المسلمين يتم ببذل المال والجاه والنفس والوقت متفرقة أو مجتمعة...

فليحمد الله من جعل الله له نصيباً من المال أو الجاه وجعل الناس يأتون إليه ولم يكن مثلهم يذهب لغيره..فعليه بالسعي في قضاء حوائج الناس فإن هذه النعم التي رزقها الله إياه لا بد من زكاتها وتأدية حقها0

ومن أنعم الله عليه وقصده الناس فإن له أجراً عظيماً إذا تولى تفريج الكرب وإزالة الهموم والغموم وأخلص في ذلك لله عزوجل

· عن ابن عباس -رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من مشى في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكافه عشر سنين ومن اعتكف يوماً ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاث خنادق كل خندق أبعد ما بين الخافقين " [رواه الطبراني في الأوسط]

· وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه .من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته،ومن فرج عن مُسلم كُربة فرج الله بها كربة من كُرب يوم القيامة،ومن ستر على مسلم ستره الله يوم القيامة" [متفق عليه]

· وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله " وأحسبه قال: " وكالقائم لا يَفْترُ وكالصائم لا يُفطر" [متفق عليه]

وقضاء الحوائج قد يكون بالرأي والمشورة والنصيحة الصادقة فهناك كثير تطرقه الهموم والغموم لأمر نزل به مثل شقاق مع زوج أو مع زميل ونزاع مع قريب وطلاق ابنه أو مشكلة لابن أو غير ذلك من عوارض الدنيا اليومية...فيكون الصبر والحديث عنه باب لتفريج كربته وضحك سنه وهو أمر ميسور على من يسره الله عليه0

والسعي مع ضعفة المسلمين وعامتهم في هذا الزمن أصبح من الضرورات ومن الحقوق المهمة على المسلم لأن الكثير تتقطع به السبل وتضيق عليه الدروب ويحتاج إلى من يعينه في إدخال ابنه أو بنته للمدرسة أو لقضاء حاجة له حق واضح في دائرة معينة0

أما السعي والإنفاق بالمال الذي هو نعمة من الله لك أيها العبد فيجب عليك بذله للمحتاجين والشكر لله عزوجل أن جعل يدك تنفق ولم يجعل يدك تمتد لتأخذ...

وإني سائلك من الذي وهبك المال وأعطاك الجاه.أليس الله عزوجل ؟! بلى والله ولا تكن كالذي كفر وقال : )إنَّمَآ أُتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي([ القصص :78]

فلم نر أن الذكاء والموهبة وانتهاز الفرص هي المؤهلات لجني الأموال وتنميتها 0بل إن الله هو الرازق الواهب0 فكم من ذكي يحمل مؤهلات لم ينل من الدنيا شيئاً وكم من أبله غافل أمي لا يجيد القراءة ولا يحسن الكتابة فتح الله عليه أبواب الرزق.

ولأهمية الأمر في تنفيس الكرب وقضاء الحوائج وإدخال السرور على المسلمين :

يقول الحسن البصري رحمة الله :( لأن أقضي لمسلم حاجة أحب إليَّ من أصلي ألف ركعة، ولأن أقضي حاجة لأخ أحب إليَّّّ من أن أعتكف شهرين ) [1]

وكان ابن عباس - رضي الله عنهما - يقول : "لأن أعول أهل بيت من المسلمين شهراً، أو جمعة، أو ما شاء الله ، أحب إليَّ من حجةٍ ولطبق بدرهمٍ أهديه إلى أخ لي في الله ، أحب إليَّ من دينار أنفقه في سبيل الله"[2]







صلة الأرحــام



صلة الأرحام من الأمور العظيمة والصفات النبيلة تساهل الكثير بأمرها مبررين ذلك بضيق الوقت ومشاغل الحياة وتباعد المسافات وملهيات العصر0

والمسلم يصل رحمه....طاعة لربه وخوفاً من السؤال يوم القيامة ) وَاتَّقُواْ الّلهَ الذَِّي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأْرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ^ ( [ النساء]

وليست الصلة مقتصرة على من نحبهم من أقاربنا فحسب بل إنها في درجة أعلى لمن بينك وبينهم نفور ويتعقبونك بالسيئة 0

●عن أبي هريرة- رضي الله عنه - :أن رجلاً قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إليّ ، وأحلم عنهم ويجهلون عليّ؟! فقال صلى الله عليه وسلم : " لئن كنت كما قلت، فكأنما تَسِفُهم الملّ (1)،ولا يزيل معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك " [رواه مسلم]

وقد ذكر الله عزوجل من الذنوب ومن الأسباب التي تحول بين الإنسان والخير قطع الرحم

قال تعالى: )أُوْلَئكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَرَهُمْ ^ ( [ محمد]

قال بعض العلماء:إذا قطع رحمة أصابه الصمم وعمي البصيرة والمراد بالصمم أنه لا تنفع فيه موعظة ولو عرضت الموعظة التي تفتت الجبال ما أثرت فيه ،ولو أثرت فيه لحظة ثم تزول ) وَأَعْمَى أَبْصَرَهُمْ ( فلا يرى خيراً ولا يوفق لطاعة0

ولكي تقوم بأحب الأعمال إلى الله تعالى فلعلك أن تقوم بوصل مَنْ قطعك من أقاربك والإحسان إليهم ومقابلة الإساءة بالإحسان والظلم بالصفح والغفران 0

●عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ليس الواصل بالمكافئ،ولكن الواصل الذي إذا قُطعت رحمه وصلها " [ رواه البخاري وأحمد]

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: ههنا ثلاث درجات : واصل ومكافئ وقاطع فالواصل من يتفضل ولا يُتفضل عليه والمكافئ من يصل ،ولا يزيد على ما أخذ، والقاطع الذي يُفضل عليه ،وهو لا يتفضل0

وكما تقع المكافأة بالصلة من الجانبين كذلك تقع المقاطعة من الجانبين ،فمن بدأ حينئذ فهو الواصل ،فإن جُوزي سُمي من جازاه مكافئاً 0

ولصلة الرحم أبواب كثيرة:

ومنها: صلة الرحم بالمال،والإعانة بالجاه0

ومنها :العون على قضاء الحاجة0

ومنها: طلاقة الوجه،ودفع الضرر عنهم0

ومنها: الدعاء لهم، ودعوتهم إلى كل خير0



الشريط الإسلامي



الشريط الإسلامي فتح من الله عظيم لهذه الأمة ووسيلة سريعة سهلة لإيصال العلم الشرعي وتقوية الإيمان والإرشاد إلى الحق0

وبإمكان المسلم سماع جزء من شريط فيه ما يحيي القلوب وإكماله في عشر دقائق أخرى والبعض استفاد من ذلك في جلسة عائلية جميلة يستمع فيها أفراد الأسرة إلى شريط معين ثم بعد الانتهاء من سماعه يدور حوار وأسئلة عن مضمون الشريط وما هي الفائدة التي خرجوا بها..ومع ما في ذلك من خير عظيم من سماع الموعظة والعلم فإن فيه تقربياً بين أفراد الأسرة ونشراً للخير بصورة غير مباشرة وتعليم الجاهل وتنبيه الغافل0



الزيارة في الله



جعل الله المودة والمحبة عرى متينة لترابط المسلمين وتواصيهم بالحق وصبرهم على نوائب الزمن وتثبيتاً لهم على الطريق السوي....ومن أهم سمات المحبة في الله الزيارة والتواصل خصوصاً في عصرنا الذي لا يكاد المرء أن يجد فيه أعواناً على الخير0

وقد رتب الله عزوجل على لسان نبيه أجراً عظيماً لمن زار أخاً له في الله0

●عن أبي هريرة- رضي الله عنه - عن رسول الله قال : " إن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى فأرصد الله تعالى على مدرجته ملكاً، فلما أتى عليه قال: من تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية قال: هل لك عليه من نعمة تربها عليه .قال: لا، غير أني أحببته في الله تعالى.قال: إني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه " [ رواه مسلم ]0

وكان عطاء بن أبي رباح رحمه الله يقول: تفقدوا إخوانكم بعد ثلاث ،فإن كانوا مرضى فعودهم، أو مشاغيل فأعينوهم ، أو كانوا نسوا فذكروهم0

أما الإمام الشافعي رحمه الله فقد كان يمر بالرجل فيجلس إليه لغير قصد ولا مجالسة،فإذا قام سأل عنه فإن كان به فاقة وصله، وإذا مرض عاده حتى يجَّرهُ إلى مواصلته0

●وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " خيرُ الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه" [ رواه أحمد وصححه الألباني]



@ من مؤلّف الشيخ عبدالملك القاسم: ماذا تفعل في عشر دقائق ؟
 
إنضم
26 سبتمبر 2009
المشاركات
4,248
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
من كان الله همه كفاه مااهمه