د منى العرفج رحمها الله ..

إنضم
1 يونيو 2012
المشاركات
27
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
قرأت أحد الوسوم في موقع التويتر يتحدث عن مركز لتحفيظ القرآن في إندونيسيا يحمل اسم الدكتورة منى العرفج التي توفيت قبل سنوات، ولا يعرف من يقرأ هذا الوسم من هي الداعية منى العرفج.

خلق الله الإنس والجن، كما خلق الله الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأتمرون به، ومن البشر من به سمو خلق مع دين، وطيب معشر، حتى لتعتقد أنه ملك يمشي على الأرض، وأنه ليس من جنس البشر، من هؤلاء كانت أختنا رحمها الله، وليس هذا رأيي فقط، بل رأي كل من عايشها. ولننظر في أمرها هل صدقنا حين قلنا عنها ملكا يمشي على الأرض!؟.
كانت تغدق بعاطفتها على الجميع دون استثناء، في زمن بخل الناس فيه بالعاطفة. و قصروها على المقربين، بل تردى حالهم وقصروها على النفس والأولاد فقط وما بعدهم.. فليكن الطوفان.
كانت تجيد فن التعامل مع جميع فئات المجتمع، ومهما كانت تركيباتهن الفكرية والنفسية والاجتماعية. بل تحتويهم بحبها.
فتحت بيتها للغريب، في زمن أصبحت بيوتنا لا يدخلها حتى القريب، وأصبحنا لا ندخل البيوت إلا في العزاء، فتحت بيتها لتزيد من وعي نساء بلدها، وأنا أكاد أجزم بأنها أقل واحدة من الحضور تؤهلها ظروفها لذلك، فهي امرأة عاملة و أم لأطفال، وتدرس دراسات عليا، والأعجب من ذلك أنها لم تكن لديها عاملة منزلية تعينها، وهذه نادرة على مستوى دول الخليج، لو كنت مكانها لقلت مالي ومال الناس، فلدي ما يكفيني، بل إني بحاجة لمن يعينني، كان لها نشاط في الدعوة مؤثر في المنطقة، ورغم وظيفتها وأنشطتها الدعوية، إلا أنها لم تهمل في بيتها أو حق زوجها أو أهله فلقد كانت مبدعة بحق في كل أمورها.
كانت في أثناء إلقاء دروسها في منزلها، تمسك الكتاب بيد واليد الأخرى تمسح بها رأس بنياتها، تقبلهن تارة وتقرأ تارة أخرى.
ومع كل انشغالاتها إلا أنها كانت تحلم بتطور مجتمعها، وكانت لديها الكثير من المشاريع، أعانها زوجها في أنشطتها وكان نعم السند، لم يكن أنانيا، ولم يحتكر طاقاتها لخدمته هو وأطفاله، بل فتح لها المجال، كان يقوم بتشجيعها ومحاولة تيسير العقبات التي تعترضها، ورغم شدة انشغالها إلا أنها تستقبل الناس بوجه طلق، وبتبسم نقي، صادر عن قلب طاهر، وما نملك إلا أن نردد (خلق ودين) نفرح حين نراها ونحزن حين تغادر، بعكس كثير من البشر، حين يقبلون تتساءل لماذا حضروا؟! وحين يغيبون تفرح لغيابهم.
ومن عجيب أمرها كرمها في زمن كثر فيه البخل، وخاصة فئة الموظفات، فنحن نمتنع عن استقبال الناس وضيافتهن؛ لأننا نعاني الكثير كي نحصل على هذا الراتب. فلماذا أنفقه على الناس؟! بل أنفقه على نفسي، فلا بأس أن أنفق 7 آلاف ريال على حقيبة ذات ماركة معروفة، أو 12 ألفاً على علاج البشرة، ولكن أن أنفق 500 ريال على وليمة للأهل. فلا وألف لا.
فكانت دائمة الدعوة، وكثيرة الإهداء، وكثير هن معارفها، قد تعطي للمرأة الحامل هديتها قبل ولادتها من عظم فرحتها لحملها، كيف لا وهي قد خرجت من بيت كريم، و عاشت في كنف زوج كريم.
وكانت تحاول تقديم المساعدة للجميع، و لا ترد سؤال سائل، فكنا نعلق عليها: هؤلاء يضحكن عليك، ويأخذن كل راتبك، فترد بابتسامة صافية عليهن بالعافية فلم تكن من طلاب الدنيا.
ولم تقتصر مساعدتها على الدعم المادي فقط، بل تعدى إلى الدعم النفسي، حيث لا يتوقف هاتفها عن استقبال طالبات الاستشارة الاجتماعية والأسرية والنفسية والفتاوى الدينية، حتى تذمر محبوها من انشغال هاتفها الدائم، خاصة أنها كانت تعمل في كلية البنات، وكانت الطالبات كثيرات الازدحام عليها، حتى إنها كانت تخجل من انزعاج زميلاتها في المكتب.
نالت الماجستير ومن بعدها الدكتوراه، ولم يزدها ذلك إلا تواضعا.
وكعادة الملائكة لا يستقرون في الأرض، رحلت وبحسن خاتمة، أصرت على أمها أن تبيت عندها، وهي الحنون على الغريب فكيف بحنانها على أمها؟ وأهدت والدتها ملابس العيد، ولقيت ربها في نهار رمضان صائمة، وأنتم شهداء الله في أرضه، فقد خرجت الكثيرات لتغسيلها والصلاة عليها، في مشهد غير مألوف، وشهد جنازتها خلق كثير، خرج أصحاب الأعمال حول المقبرة يتساءلون جنازة من هذه؟
(وكان أبوهما صالحا) رزق الله أيتامها زوجة أب تخاف الله فيهم، تحمل اسم أمهم نفسها، تحن عليهم وينادونها يا ماما من شدة تعلقهن بها.
رحم الله د مني العرفج وجمعنا وإياها في جنات النعيم.
لم أذكر سيرتها لإعادة الحزن، ولكن لنتخذ من سيرتها قدوة ولنعطيها بعض حقها علينا.

د بشرى عبدالله اللهو ...
 

أم صابر

New member
إنضم
6 يناير 2014
المشاركات
8
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
مصر
رحمها الله وغفر لها وجعل كل ذلك فى ميزان حسناتها