بابا نويل ... لكن من دون دشداشة وعقال
باستثناء المملكة العربية السعودية حيث لا يزال بابا نؤيل ضيفا غير مرغوب فيه، تستقبل معظم الدول الخليجية الغنية بالنفط بابا نؤيل بحفاوة ويبرز ذلك خصوصا في المحال التجارية الكبرى والفنادق الفخمة.
وتبدو هذه الحفاوة بشكل خاص في دبي، احدى الامارات السبع التي تتألف منها دولة الامارات العربية المتحدة والتي تشهد ازدهارا كبيرا وتطمح لتكون الوجهة الاولى على الخارطة السياحية للمنطقة.
وقد امتلات الاسواق التجارية في دبي بزينة العيد بينما ازدانت الشوارع الرئيسية بالاضواء المختلفة الاشكال والالوان، ونصبت اشجار الميلاد في ردهات الفنادق الكبرى بينما راحت الاذاعات المحلية تبث اغاني الميلاد لتضفي المزيد من الفرح على اجواء دبي حيث يعيش الالاف من الاجانب.
لكن مظاهر العيد التي تنم عن تسامح ديني، لا تقتصر على امارة دبي حيث تغص الكنائس بالمصلين ايام الآحاد وتختلط اصوات المؤذنين بالتراتيل التي تنطلق من الكنائس القريبة.
ففي مملكة البحرين المجاورة، تغمر الفرحة قلوب اعضاء الجالية البريطانية الكبيرة، وهم يرون الفنادق تغمرها زينة وتتلألأ ردهاتها تتلألأ بالاضواء المختلفة الالوان.
وقال تيم كاستيلينو، احد اعضاء النادي البريطاني البحريني "اقيم في البحرين منذ 22 عاما، وعيد الميلاد هنا رائع (...) فهو كاعياد الميلاد في اي مكان آخر، حتى ولو كنت اتمنى ان احتفل به في داري مع عائلتي".
وفي سلطنة عمان، حيث يعيش نحو 35 الف كاثوليكي بحسب كاهن محلي، نصبت لافتات تدعو للقاء بابا نؤيل الذي قدم مباشرة من فنلندا ليتوقف في الساحات العامة ويستقبل الكبار والصغار على حد سواء، وتتنافس الفنادق على استقطاب المشاركين في الاعياد التي تبلغ ذروتها بسهرة راس النسة.
وقالت جوديت فرناندز، احدى الامهات العاملات، "نشعر هنا في عمان وكاننا في بلدنا وبامكاننا ان نمارس شعائرنا الدينية كما نفعل في غوا في الهند".
وزايدت احدى صديقاتها، ليندا دومينيك "ان عدد اشجار عيد الميلاد المعروضة للبيع في المحلات الكبرى هذه السنة اكثر مما كان عليه في السنوات السابقة وهي اكثر تنوعا".
وفي امارة قطر عمت الزينة الفنادق والكثير من الاماكن العامة وهي كسائر الدول الخليجية الاخرى تحتفل براس السنة بحفاوة خاصة.
وقال مواطن قطري مسن طلب عدم ذكر اسمه، "لقد ولى زمن حظر الاحتفال بعيد راس السنة. وبعض القطريين يشاركون اصدقاءهم الاجانب في الاحتفال بهذا العيد".
ويبلغ عدد الاجانب وغالبيتهم من الاسيويين، قرابة 12 مليون شخص من اصل مجموع عدد السكان في الدول الاعضاء الست في مجلس التعاون الخليجي البالغ 8،35 مليونا.
وثمة نحو 250 الف مسيحي يقيمون في الكويت وبامكانهم ان يحتفلوا بكل حرية باعياد الميلاد في مختلف الكنائس في الدولة وحضور قداس منتصف الليل في اكبر الكنائس الكاثوليكية في العاصمة.
لكن الاحتفالات في الاماكن العامة محظورة في الكويت وكذلك الملاهي الليلية والكحول. وقد يصل سعر زجاجة الويسكي نحو 200 دولار في السوق السوداء.
واكد جون، احد الرعايا الغربيين المقيمين في الكويت "نجد دوما وسيلة للاحتفال بالعيد. فالسلطات الكويتية لا تتدخل في الحياة الشخصية للناس".
ويبلغ عدد الجالية الغربية في الكويت نحو 23 الف شخص اضافة الى الجنود الاميركيين والبالغ عددهم اكثر من 25 الفا.
لكن بابا نويل لا يزال غائبا في المملكة العربية السعودية رغم وجود الاف المسيحيين في هذه المملكة الغنية بالنفط كما لا يمكن العثور على بطاقات للمعايدة بهذه المناسبة في المملكة المحافظة المعروفة بتشددها وتطبيقها الشريعة الاسلامية بصرامة.
وقال مواطن غربي وهو يشير الى احدى الاشجار التي بدت شبيهة بشجرة ميلاد اقيمت على عجل في حديقة منزله "لقد طلبت من العامل الذي يعتني بالحديقة ان يعطي هذه النبتة شكل شجرة الميلاد".
م
ن
ق
و
ل
