بين الأمس واليوم

المحاميه ن

New member
إنضم
28 يناير 2014
المشاركات
2,918
مستوى التفاعل
0
النقاط
0


مع الطفرات التقنية
وغزو النت
نرى أننا قد فقدنا في شهر رمضان الكثير من الخصال
التي كان يتمتع بها المسلمون من قبل
كانت التسابق والتشجيع بين الاهل لختم كتاب الله ...
عكس ماهو عليه الآن حيث تتسابق الفضائيات
في عرض برامج اعدت خصيصا لشهر رمضان
وهي بعيدة كل البعد عن عادات المسلمين
وعن الدعوة إلى الخير
وعن الترغيب في العمل الصالح
كمسلسلات يباح فيها المحظور ....
تروج لها وسائل الأعلام كل يوم
وينتظرها الكثير بشغف لقضاء ساعات الليل الطويلة....
مع مالذ وطاب من طعام حتى الفجر ....
بدل التزود من سائر العبادات
كالتراويح وقيام الليل وقراءة القرآن
***
رمضان الامس ..
ابسط واكثر روحانية وأكثر دفئا في التقارب
بين الاهل والاحباب
وأكثر عمقاً وتفرغاً للعبادة فهو شهر العبادة
لايشغل فيه المرء شاغلاً عنها ....
وقد يقول البعض أن واقع الحياة اليوم
والرتم السريع الذي تسير عليه ...
قد غيرنا ،
وأن الترفيه عن النفس قليلاً أمر نرغبه
ولن يعوقنا عن العبادة والطاعة والاستزادة من عمل الخير
لكن الجواب : كلا
هذا النوع من الترفيه الذي يحتوي الحرام مضمونا وشكلا
ويغري بالباطل تحت مسمى الحب ..
ويحتوي الفجور ويدعو إليه بمسميات مختلفة
هذا الذي يجب الابتعاد عنه في رمضان وغير رمضان
وعدم تشجيع أمثال هذه المسلسلات بمتابعته
نحن الذين نرفعه إلى الأعلى ونجعل أبطاله قدوة
نتعاطف معهم ونعيش أحداثهم ..
وتلك هي حبائل الشيطان التي نقع فيها
والأدهى حين يبصرنا داعي الحق بأخطائنا وعاقبة ذلك
تأخذنا الحمية والانتصار لما نحب
****
والمصيبة أن وسائل الترفيه أصبحت لاتعد ولا تحصى
تقابلنا أينما نتجه ....
في البيت وخارج البيت ..
والكثير ينغمر فيها :
مجمعات
مطاعم
سفرات
وغيره ... والاستغراق في الترفيه مع الأصدقاء
حتى أن الكثير يتسحر مع ( شلته ) خارج البيت
ثم. يعود ليصلي الفجر وينام
حتى قبيل أذان المغرب .. وهكذا
فأين الصوم، والمغزى منه ، والفائدة ؟!!
****
المغريات تدعونا ونحن نستجيب
ولا أحد يجبرنا على ذلك
هي نفوسنا فقط التي تأخذنا إلى الاستزادة من الطاعة
وعدم الاستجابة لعوامل الشر
او التقصير وتضييع أيام رمضان في الترفيه
وعدم انتهاز أيامه التي يضاعف فيها العمل
ومن يفعل ذلك فقد خسر نفسه ..
****
أيام ماقبل هذا الزمن السريع ..
كان للعائلة جهاز تلفزيون واحد تجتمع عنده خلال الإفطار
وبعده بقليل لمشاهدة :
حديث ديني
مسابقة من صميم البيئة
مسلسل محلي يخاطب حياة الناس اليومية ويحاكيها
رمضان حول العالم
ثم وخلال ذلك كله يتفقد الأفراد أحوال بعضهم
وينفض الجمع الى حين
يتفقد الأهل أسرهم واقاربهم ..
يتابعون التراويح وقراءة القرأن وتعقد لأجل ذلك المسابقات
وتحفز الهمم
ويتفقد الناس المحتاج والفقير
ويصلى الليل
ويجتمعون في السحور تحت سقف المنزل ..
هذه الصورة الحميمة للأسرة تضاءلت
****
لكن لايعم ذلك الجميع فدين الإسلام يتألق بالفئة الواعية المؤمنة
لاتزال روح رمضان وقيمه حية بهم وبفضلهم
ولا يزال رمضان بكل وجوه الخير يتمثل بحياتهم وعطائهم
ومعاني رمضان تسري في حياتهم في الشهر الفضيل
وفي كل الشهور
إلا أنها تبلغ القمة في شهر العطاء والخير والطاعة

- المحامية نون -