الصابرة المحتسبة
**مشرفة قسم ذوي الإعاقة **
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يصادف اليوم الجمعة الموافق 29\1\2010 السنة الرابعة لتولي سمو أمير البلاد الشيخ\ صباح الأحمد الجابر الصباح - حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم .
إنجازات وعطاءات بارزة رسمت مسيرة العام الرابع من حكم سموه
كلمات الأمير ترسم الطريق لسفينة الكويت
الخميس 28 يناير 2010 - الأنباء
إصدار خاص بمناسبة مرور أربعة أعوام على تولي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم
قادة دول مجلس التعاون الخليجي في قمة الكويت الـ 30 يتوسطهم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد
.. وتستمر مسيرة العطاء
تدخل الكويت غدا عامها الخامـس في عـهد صاحـب السمو الأميـر الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، لتستمر مسيرة الخير والعطاء والتنمية والتطوير والنهضة التي شكلت وتشكل على الدوام الشغل الشاغل لسموه.
باقتدار وحكمة يقود صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد دفة الحكم في وجه كل التحديات لحماية الوطن وصيانة القيم التي قام عليها مجتمعنا وفي مقدمتها التآزر والتآخي تحت جناح وحدتنا الوطنية الغالية.
لطالما كانت الكويت في قلب صاحب السمو الأميــر الشيخ صباح الأحمد وضميره، يحمل أمانة ازدهارها وأمنها واستقرارها وبناء مستقبل زاهر لأبنائها، وسموه كما أكد مراراً، هو والد الجميع وأبوابه مفتوحة على الدوام لأبنائه جميعاً.
في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا نستذكـر المواقف المشهودة لصاحب السمـو الأميـر الشيـخ صباح الأحمد على مدى مسيرته المضيئة وفي مختلف المناصب التي تبوأها وما قدمه ويقدمه للكويت وشعبها، داعين الله أن يمده بموفور الصحة والعافية لمواصلة المسيرة بمزيد من الإنجازات والرفعة لكويتنا الحبيبة، وواضعين نصب أعيننا التوجيهات السامية التي تفضل بها سموه في مجمل خطاباته لأنها الطريق الأمثل لنحافظ على النعم التي حبانا الله بها ولنحقق المستقبل الأفضل لنا ولأبنائنا وبلدنا.
الأنباء
قادة دول مجلس التعاون الخليجي في قمة الكويت الـ 30 يتوسطهم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد
إنجازات وعطاءات بارزة رسمت مسيرة العام الرابع من حكم سموه
كلمات الأمير ترسم الطريق لسفينة الكويت
الحفاظ على وحدتنا الوطنية واجب مقدس ولن أسمح بالعبث بنسيجنا الوطني
أقدار الأوطان ومقدراتها أغلى من أن تختلط بها وتخالطها مصالح ضيقة زائلة
صاحب السمو: أي اعتداء على شبر من أراضي المملكة هو اعتداء على الكويت
سموه يفتتح المركز الثقافي الإسلامي في نيويورك ويلتقي أوباما في واشنطن
نجاحات تنموية وديبلوماسية وسياسية حققتها الكويت تحت راية أميرها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي تدخل بلادنا معه غدا عاما جديدا من المسيرة المباركة التي بدأت عام 2006 ليستمر نهر العطاء متدفقا.
وسجلت أحداث العام الرابع لحكم سموه عددا كبيرا من النشاطات والانجازات التي تنوعت لتشمل كل الجوانب ولعل ابرزها انجاز قمة الكويت الخليجية المتمثل بتدشين الربط الكهربائي بين دول الخليج وعزم دوله على الدخول في برنامج زمني لاتفاقية الاتحاد النقدي بالإضافة إلى العديد من النشاطات التي ميزت العام المنصرم.
وتفضل سموه في 9 مارس برعاية افتتاح الدورة الـ 42 للمؤتمر العام لمجلس اتحاد الجامعات العربية والذي احتضنته جامعة الكويت بمشاركة 180 جامعة عربية.
القمة العربية المصغرة
وفي 11 مارس لبى صاحب السمو الأمير دعوة تلقاها من أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية لحضور القمة العربية المصغرة التي عقدت في العاصمة الرياض وجمعت الرئيس المصري والرئيس السوري بهدف تنقية الأجواء العربية وتحقيق المصالحة استكمالا لما بدأ في قمة الكويت الاقتصادية.
وفي اليوم ذاته حضر صاحب السمو الأمير العرض العسكري المشترك والذي اقيم في منطقة صبحان وشاركت فيه جميع فصائل القوات المسلحة من الجيش والشرطة والحرس الوطني وتخلل العرض تحليق للطائرات العمودية والمقاتلات الحربية الكويتية بمختلف انواعها.
حل مجلس الأمة
وفي 18 مارس أصدر صاحب السمو الأمير مرسوما حمل الرقم 85/2009 حل بموجبه وفق المادة 107 من الدستور مجلس الأمة.
ودعا إلى حركة تصحيحية في بعض وسائل الإعلام.
ومما قاله سموه في قرار الحل: «يعلم الله أن القرار الذي اتخذته اليوم لم يكن يسيرا على قلبي بل هو قرار حتمي تمليه علي أمانة المسؤولية حيث أصبح اللجوء إلى هذا الخيار أمرا ملحا وعاجلا ومن الأمور التي تستوجبها المصلحة الوطنية وهو أن ألجأ إلى حل مجلس الأمة وفقا لاحكام المادة 107 من الدستور ودعوة الشعب الكويتي الى انتخاب مجلس نيابي جديد ينهض بمسؤولياته الجسام في صيانة أمن الوطن وسيادته ويتحمل مسؤولية التطوير والتنمية في روح من التعاون الواعي بين السلطتين التشريعية والتنفيذية».
وأكد سموه أنه «ليس هناك أكبر وأهم وأغلى من الكويت وأهلها الأوفياء وأنها تستحق أن نفديها بكل غال ومن روحنا ودمنا في يومنا وامسنا ومستقبلنا المعمور بالإيمان».
وكرم صاحب السمو في هذا الشهر 176 متفوقا من خريجي كليات ومعاهد الهيئة العامة للتعليم التطبيقي للعام الدراسي 2007/2008 في حفل حضره كبار الشيوخ والوزراء وفي 23 من هذا الشهر شمل صاحب السمو برعايته حفل تخريج الدفعة الـ 13 من الطلبة الضباط الجامعيين والدفعة الـ 36 من الطلبة الضباط بكلية علي الصباح العسكرية ثم رعى حفل تخريج الدفعة الـ 35 من الطلبة الضباط والدفعة العشرين من الطلبة ضباط الاختصاص والدفعة الأولى من طالبات معهد الهيئة المساندة وذلك في ميدان اكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية.
وحدة الصف العربي
وفي الفترة من 29 إلى 31 مارس ترأس صاحب السمو الأمير وفد الكويت في اجتماع مؤتمر القمة العربية الـ 21 لجامعة الدول العربية والقمة الثانية للدول العربية ودول اميركا الجنوبية اللذين عقدا في العاصمة القطرية الدوحة.
ودعا صاحب السمو الى وقفة جادة ومخلصة نتلمس من خلالها مواطن الضعف والاختلال في عملنا العربي المشترك والأسباب التي تقف وراء تراجع ذلك العمل وما ادى إليه من تعطيل لكل فرص المعالجات السليمة وقدرتنا على النهوض بأوضاع امتنا الى ما نصبو إليه من تقدم ورقي ووحدة في الصف العربي وهو الامر الذي ادى الى استفحال روح الفرقة بدلا من الوحدة والتضامن واسهم في تعطيل مسيرة التنمية في وطننا العربي وبات معه موقفنا العربي يعاني من الضعف والهوان في مواجهة مخاطر اقليمية ودولية تحيط بنا.
ولنا ان نتساءل عن ماهية خلافاتنا العربية؟ هل هي على السيادة ام خلاف في الرأي؟ لا شك انه خلاف في الرأي واذا كان الامر كذلك فلماذا ندخل شعوبنا العربية في هذه الخلافات بين الانظمة؟ ولماذا لا ننأى بها عنها؟
أما في قمة الدوحة العربية اللاتينية فقد دعا صاحب السمو المجتمع الدولي لإنشاء نظام مالي يساهم في استقرار الاقتصاد العالمي ويجنب العالم بأسره المزيد من الاضرار.
السلام العادل والشامل
وشدد صاحب السمو على ان السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة بأسرها هو الالتزام بقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام وخارطة الطريق وتكثيف الجهود من خلال اللجنة الرباعية والمجتمع الدولي لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي لكافة الاراضي العربية التي احتلتها عام 1967.
وفي 6 أبريل حضر سموه اوبريت «نحبها قول وفعل» وذلك على مسرح قصر بيان حيث قامت مجموعات من طلاب وطالبات المراحل الدراسية المختلفة في مدارس الكويت وبمشاركة عدد من المطربين بتقديم لوحات فنية مختلفة عكست حب الانتماء والولاء للكويت.
وكرم صاحب السمو الأمير في 7 ابريل الطلبة المتفوقين من ابناء الشهداء في مختلف المرحل الدراسية في حفل اقيم بقصر بيان وذلك بمناسبة حصولهم على تقدير امتياز للعام الدراسي 2007/2008.
كما شمل سموه برعايته السامية في 8 ابريل حفل تكريم الفائزين في جائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية بقاعة سلوى.
وفي 5 مايو شارك صاحب السمو الأمير في اللقاء التشاوري الحادي عشر لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي عقد في العاصمة السعودية الرياض.
وفي 6 مايو بحث صاحب السمو العلاقات الثنائية مع السلطان قابوس بن سعيد سلطان سلطنة عمان.
زيارة تاريخية
اما في 10 مايو فقد وصل صاحب السمو الأمير الى بكين في زيارة رسمية للصين استمرت 3 أيام اجرى خلالها مباحثات مع الرئيس الصيني هوجينتاو تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها اضافة الى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك واسفرت الزيارة عن توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية شملت مذكرة تفاهم في مجال انشاء البنية الأساسية للطرق السريعة والممرات المائية ومحضر تبادل وثائق التصديق على اتفاقية التعاون في مجال النفط والغاز واتفاقية بشأن التعاون في مجال التعليم العالي والبرنامج التنفيذي للتعاون في المجال الرياضي لعامي 2009/2010 اضافة الى اتفاقية قرض لمشروع حماية وتطوير في حوض روافد بحيرة بوستن.
وفي 31 مايو شكل النطق السامي لصاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد في افتتاح دور الانعقاد الـ 13 لمجلس الامة بداية مرحلة سياسية جديدة حيث دعا سمو الامير الى تجاوز آثار المرحلة السياسية السابقة والتركيز على التنمية الاقتصادية، وقال سموه: لم يعد هناك وقت لغير العمل.. وما قلناه كان واضحا وشدده سموه على ان ديموقراطيتنا ستظل راسخة الجذور، مؤكدا ضرورة صيانة الوحدة الوطنية وحمايتها من مظاهر الفرقة، وزاد سموه: نحتاج الى نهج تغييري ملموس لمواجهة التراكمات الثقيلة للتجارب الماضية.
محمية مبارك الكبير
وتفضل سموه في 3 يونيو بتدشين الحملة الوطنية للحفاظ على البيئة البحرية (سنيار3) بإطلاق اسم محمية مبارك الكبير الطبيعية على الجزء المخصص للمحمية في جزيرة بوبيان حيث اكد سموه اهمية تضافر الجهود من اجل حماية البيئة ومكوناتها والعمل على نشر الوعي بأهمية التوازن البيئي بما يسهم بالمحافظة على البيئة في وطننا العزيز.
في 18 يونيو كرم صاحب السمو الفائزين بجائزة الكويت الإلكترونية لعام 2009 في مجالات الحكومة الإلكترونية والتعليم الإلكتروني والتراث الإلكتروني والتجارة الإلكترونية.
وتحت رعاية وحضور صاحب السمو الأمير تم في 19 يونيو افتتاح المطار الأميري الجديد بالقرب من قاعة التشريفات الأميرية بمطار الكويت الدولي الذي يعد صرحا معماريا متميزا ومعلما عمرانيا عالميا فريدا من نوعه في طريقة استخدامه لكون جميع مكوناته متصلة ببعضها على شكل مجمع مبان واحد مغلق ومكيف.
وفي 24 يونيو منحت جمهورية القوقاز صاحب السمو الأمير وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى تقديرا لجهود سموه في خدمة قضايا الامة الاسلامية.
عدم الانحياز
اما في 15 يوليو ترأس صاحب السمو الأمير وفد الكويت في مؤتمر القمة الخامس عشر لحركة عدم الانحياز الذي عقد في مدينة شرم الشيخ المصرية حيث اكد في كلمته التي القاها أمام القمة التزام الكويت بمبادئ واهداف حركة عدم الانحياز مشددا على دورها البارز الذي تقوم به في مواجهة التحديات والمخاطر الدولية.
وقال سموه في كلمته: إن العالم يشهد بروز تحديات ومخاطر دولية جديدة تعوقه وتعطل جهود التنمية المستدامة في كثير من الدول وعلى وجه الخصوص الدول النامية وأهمها الأزمة الاقتصادية والمالية والازمة الغذائية وظاهرة التغير المناخي، واضاف سموه أن التحديات الأمنية كالارهاب وانتشار اسلحة الدمار الشامل وانتهاكات حقوق الإنسان تمثل تهديدا جديا للسلم والأمن الدوليين.
وجدد صاحب السمو الأمير دعوة الكويت لمواصلة المساعي لإصلاح النظام الاقتصادي العالمي والمؤسسات المالية الدولية بشكل يضمن تعزيز مشاركة الدول النامية في عملية صنع القرار وتمثيل أوسع يتناسب مع حجم هذه الدول وتأثيرها في النظام الاقتصادي العالمي.
واعاد صاحب السمو الأمير التأكيد على دعم الكويت لجهود الحكومة العراقية لتحقيق المصالحة الوطنية وفرض الأمن في جميع المحافظات العراقية، مشددا سموه على أهمية العمل الجاد لجعل منطقة الشرق الاوسط خالية من جميع اسلحة الدمار الشامل بما فيها الاسلحة النووية.
وفي 18 يوليو قام سموه بزيارة أخوية إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام في المملكة العربية السعودية وذلك في مقر إقامة سموه في مدينة أغادير المغربية حيث اطمأن على صحة سموه.
المركز الثقافي الإسلامي
وفي 30 يوليو شمل سموه برعايته وحضوره حفل افتتاح مدرسة المركز الثقافي الاسلامي في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الاميركية حيث تفضل سموه بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية للمدرسة وقام بجولة في ارجائها.
وفي 3 اغسطس التقى صاحب السمو الامير في البيت الابيض في العاصمة واشنطن الرئيس الاميركي باراك أوباما وناقش معه مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك واتفقا على تعزيز التعاون القائم بين البلدين والشعبين في المجالات كافة وبما يخدم مصالحهما المشتركة.
وفي 18 اغسطس وعقب حادث ضحايا حريق صالة أفراح الجهراء أمر صاحب السمو الأمير بمكرمة أميرية سامية تشمل ذوي شهداء حريق العيون كما تبرع سموه بإنشاء صالة أفراح في منطقة الجهراء في مكرمة اميرية جديدة وتتابعت ايادي الخير لسموه بالعطاءات عندما أمر في 26 اغسطس بعلاج جرحى الانفجارات التي وقعت في بغداد وتقديم جميع التسهيلات والرعاية الصحية لهم في الكويت.
وفي الأول من سبتمبر شارك سموه في احتفالات الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى بالعيد الاربعين لثورة الفاتح من سبتمبر التي اقيمت في طرابلس.
العشر الآواخر
وفي 13 سبتمبر القى صاحب السمو الأمير خطاب العشر الأواخر، الذي جاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم (ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة) صدق الله العظيم.
الحمد لله رب العالمين اله الأولين والآخرين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نحمد الله تبارك وتعالى حمدا يليق بجلاله وعظيم سلطانه ونشكره على ما أفاء به علينا من خير وعطاء وإحسان وبما أحاطنا به من مودة وتواصل وإخاء ضارعين اليه في هذا الشهر الفضيل وهذه الايام المباركة أن يتقبل صيامنا وقيامنا وصالح اعمالنا وان يحفظ وطننا العزيز ويجعله آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين ويحقق كل ما ننشده له من عزة ورفعة ورخاء.
أهنئكم بشهر رمضان المبارك وبالعشر الاواخر منه أعاده الله على وطننا العزيز وعلى امتينا العربية والاسلامية بوافر الخير واليمن والبركات.
ان حديث العشر الأواخر من رمضان له عندي خصوصية وأهمية وحب لما تحمله هذه الليالي العشر من روحانية خاصة لدينا جميعا وحسبكم ايها الاخوة والاخوات بهذه الليالي العشر التي خصها الرحمن بليلة هي خير من ألف شهر وجعلها موسما للمغفرة والرحمة والعتق من النار.
حريق الجهراء
اخواني وأخواتي
عايشنا جميعا طوال الشهر الماضي بكل الألم والأسى حادث حريق الجهراء المؤسف الذي أودى بحياة واصابة العشرات من الامهات والبنات والابناء والذي توحدت فيه مشاعر المواطنين والمقيمين تجاه هذه الفاجعة وتعاطفهم مع اسر الضحايا مجسدين بذلك اصالة شعبنا الوفي وتكاتفه بالسراء والضراء.
شاكرين ومثمنين في الوقت ذاته تعازي ومواساة اخواننا واصدقائنا اصحاب الجلالة والفخامة والسمو وقادة الدول الشقيقة والصديقة بهذا الحادث المفجع وتعاطفهم معنا.
مبتهلين الى المولى تعالى في هذا الشهر الكريم أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته ويلهم ذويهم جميل الصبر وحسن العزاء وان يمن على المصابين بسرعة الشفاء والعافية.
اخواني واخواتي: ان الكويت هي الكيان الذي يجمعنا وهي الوجود الثابت والملاذ الآمن لنا جميعا، حافظ عليها اهلنا على مر الازمان فكان منهم الشهداء الذين روت دماؤهم الزكية ارضها الطاهرة، وكان منهم الشرفاء الذين قامت على اكتافهم نهضتها، ولايزال فيها الاوفياء العاملون في خدمتها بحب واخلاص فأضحى كل فرد على هذه الارض راعيا ومسؤولا عن رعيته حافظا لامانة المسؤولية التي تقتضي الاخلاص في العمل والصدق في القول والايثار في المحبة.
ولعل في طليعة المسؤوليات الملقاة على عاتق كل مواطن التزامه بدينه واعتزازه بوطنيته والتمسك بما يدعو اليه من مكارم الاخلاق والبعد عن الفتنة والفاحش من القول والعمل واحترام القوانين التي ارتضيناها لانفسنا وشرعناها لحفظ الحقوق وبيان الواجبات وتنظيم شؤون المواطنين والتي علينا الالتزام بها وتطبيقها على الجميع ومنها ايضا احترام ما ورثناه من قيم وتقاليد داعية للفضائل والتراحم والتواصل ووحدة الصف ونبذ الخلافات.
وحدتنا الوطنية
اخواني واخواتي: لا يخفى عليكم ما يشهده العالم من حولنا من تطورات متسارعة وتغيرات مستجدة واحداث مؤلمة لسنا بمعزل عنها يتوجب علينا ازاءها ان نعي حجمنا وامكانياتنا وان نستخلص العبر والعظات منها فنكون صفا واحدا في مواجهتها حكماء في التعامل معها مقتدين بسلوك الاباء والاجداد الذين كانت افعالهم ومواقفهم خير دليل على حب هذا الوطن والحفاظ على امنه واستقراره ووحدته الوطنية.
اخواني واخواتي
لقد آلمني ما قرأت وتابعت وسمعت من تصنيفات وتقسيمات لابناء الوطن واثارة للنعرات الطائفية والقبلية وهي تصنيفات ومسميات لم نعتد عليها ولم نكن نعرفها او نقبل بها في وطن واحد لا يفرق بين ابنائه.
وعلينا ان نتذكر ان وحدتنا الوطنية هي التي جمعت اهل الكويت في احلك الظروف والمحن وان الحفاظ عليها وصونها من كيد العابثين والحاقدين واجب وطني مقدس ولن اسمح لكائن من كان بالمساس او العبث في نسيجنا الوطني وإذا كانت حرية القول والعمل مكفولة للجميع فان ذلك لا يعني سوء استخدامها والاساءة للوطن وثوابته بل الواجب ان يكون ذلك مدعاة لتوحيد الصفوف في مواجهة كل من يريد بهذا الوطن سوءا او تفرقة بين ابنائه وتعكيرا لصفو امنه واستقراره.
أواصر المحبة
وانني اكرر دعوتي لوسائل إعلامنا المسموع والمقروء والمرئي ان تحفظ للحرية مساحتها المقبولة وان تلتزم في ممارسة دورها حدود المسؤولية الملقاة عليها وألا تكون أدوات ووسائل لبث الفتنة والفوضى والشقاق والصراع بين فئات المجتمع.
إن الواجب يملي على وسائل إعلامنا المختلفة أن تكون منارات هدى ووعي تمارس نقدها برزانة وتبرز ما تريد إبرازه بمصداقية دون تهويل وأن تنتقد ما تريده دون تضليل.
فنحن بحاجة إلى كل جهد مخلص يزيد من تلاحم مجتمعنا ويقوي أواصر المحبة والترابط فيه ويبرز القيم الفاضلة والنبيلة له ويوحد صفوفنا لنكون يدا واحدة قادرة على بناء هذا الوطن الذي يزخر بالخيرات وبالأوفياء من أبنائه.
فالعالم من حولنا في سباق محموم لأخذ زمام المبادرة في كل المجالات ولابد لنا من مواكبة هذا الركب دون تقاعس أو تباطؤ.
إن من أهم أسباب تخلف الأمم كثرة الجدل وقلة العمل فاستبدلوا الجدل بالعمل والتفرقة بالتكاتف والخلاف بالتسامح ولنعلم بأن العمل عبادة وبأن وطننا بحاجة إلى كل عمل دؤوب وليكن رائدنا في حب الوطن العمل المخلص والقول الصادق والايثار الواضح لوطننا الكويت الذي لم يبخل على أبنائه بشيء.
إخواني وأخواتي: يعاني وطننا العزيز كغيره من دول أجمع من مخاطر انتشار إنفلونزا الخنازير وقد اتخذت الأجهزة المختصة في الدولة الإجراءات الكفيلة لمواجهة هذا المرض وعملت على تكثيف الحملات التوعوية والارشادية لتجنب الإصابة به ونحمد الله تعالى أن انتشارها لازال في أدنى حدودها حسب الإحصاءات العالمية.
سائلين المولى تعالى أن يحفظ وطننا الغالي وشعبنا الكريم والمقيمين على أرضه من هذا المرض وأن ينعم على المصابين بعاجل الشفاء.
إخواني وأخواتي
نستذكر في هذه الليالي المباركة أميرنا الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح وأميرنا الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح طيب الله ثراهما مبتهلين إلى المولى تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته وأن يسكنهما فسيح جناته وأن يمن على أخينا سمو الشيخ سالم العلي الصباح رئيس الحرس الوطني بالشفاء وموفور العافية ويعيده إلى أرض الوطن معافى ليواصل عطاءه المعهود في خدمة الوطن العزيز وأن يتغمد شهداءنا الأبرار ويعلي درجاتهم في جنات النعيم بفضله وكرمه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جامعة الملك عبدالله
وفي 23 سبتمبر حضر صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في المملكة العربية السعودية حفل الافتتاح الرسمي لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الذي شارك فيه عدد كبير من قادة الدول العربية والإسلامية ودول العالم لمناسبة احتفال المملكة باليوم الوطني التاسع والسبعين.
واعتبر سموه في مؤتمر روسيا والعالم الإسلامي ان مشاركة الكويت في مثل هذه الانشطة الاسلامية تستهدف تعزيز مفهوم التعايش السلمي والحوار والوسطية، وتفعيل الرأي وايضاح مفهوم المواطنة بالنسبة للمسلم والتأكيد على ضرورة الوفاق القومي والديني والتوافق الاجتماعي والوطني بين القوميات المختلفة في البلد الواحد، خاصة في الدول التي بها اقليات مسلمة من أجل تحقيق الاهداف السامية من عدالة اجتماعية وحرية فكرية وسلم اجتماعي ودولي بعيدا عن روح العداوات والحروب التي جلبت على العالم الخراب والدمار والتطرف والارهاب وافرزت الكثير من النعرات الاقليمية والعصبيات العرقية وغيرها من الظواهر السلبية في العلاقات الدولية المعاصرة.
واعتبر سموه ان الاعمال الارهابية المشينة التي تتعرض لها العديد من الدول العربية والاسلامية والدول الصديقة لا تتفق مع رسالة الاسلام السماوية السمحة المناهضة للإرهاب والعدوان والداعية الى التآلف والوسطية والتسامح والمحبة بين الشعوب وتحريم قتل الأبرياء.
وفي 6 اكتوبر قام سموه بزيارة اخوية لدولة الامارات العربية المتحدة حيث اجرى مباحثات مع اخيه سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات تناولت العلاقات الاخوية المتميزة بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات كافة اضافة الى القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي 21 اكتوبر أثنى صاحب السمو الأمير بعد حضوره حفل تكريم كوكبة من المعلمين للعام الدراسي 2008/2009 بمناسبة اليوم العالمي للمعلم على مسرح كلية التربية الأساسية بمنطقة الشامية على الجهود الحثيثة التي يبذلها المعلمون والمعلمات في حقل التعليم وعلى عطائهم المتواصل في تنشئة الاجيال، مطالبا اياهم بمضاعفة الجهود ومراعاة ابنائه الطلبة في مدارسهم للنهوض بالمسيرة التعليمية وتخريج جيل متميز قادر على مواجهة التحديات والصعاب.
والد الجميع
وتفضل صاحب السمو في 27 اكتوبر بافتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الـ 13، وأكد سموه في النطق السامي بالمناسبة ان ابوابه مفتوحة كوالد للجميع، داعيا الى تكريس دولة القانون والمؤسسات بمقومات عصرية، بما يعزز هيبتها ويصون سيادتها ويحفظ كرامة العاملين فيها ويجسد كفاءة ونزاهة القضاء الكويتي واستقلاليته وان تتضافر جميع الاجهزة المعنية لحفظ النظام وترسيخ العدالة وفق نهج قوامه سيادة القانون وتطبيقه على الجميع، وشدد سموه على اهمية الوحدة الوطنية وعلى ان الكويت لا تفرق بين ابنائها.
ودعا سموه السلطتين الى التعاون موجها رسائل الى كلتيهما قائلا سموه: لاشك في ان هناك جهدا كبيرا قد بذلته الحكومة في اعداد برنامج عملها للمرحلة المقبلة وقد يكون هناك اختلاف حول ما جاء به من مضامين ولكن المصلحة تدعو لأن يتعامل مجلس الأمة مع مقتضيات برنامج العمل على نحو ايجابي وموضوعي، واضاف سموه: واذا كانت الحكومة مسؤولة عن تنفيذ برنامجها ومشروعاتها وأعمالها وتطبيق القوانين وهي موضع المتابعة والمراقبة والمساءلة فإن على المجلس تقع مسؤولية ضبط ممارساته وأعماله والنأي بها عن اي انحراف وان يباشر تفعيل لائحته وأدواته بما يكفل ان تكون جميع ممارساته منضبطة بأحكام الدستور والقانون ومحققة للصالح العام، وتطرق سموه الى وسائل الإعلام قائلا: ان الإعلام بوسائله المرئية والمسموعة والمقروءة يبقى الأداة الحضارية للداخل والخارج، واذا كانت حرية التعبير مكفولة للجميع فإن ذلك لا يعطي الحق لأحد أيا كان في ان يسيء الى الغير بالتجريح واستباحة الخصوصيات وتفصيل القضايا المطروحة على ايقاع طائفي او قبلي او فئوي انتقائي ينال من ثوابتنا الوطنية الراسخة وعليه ان يكون منارة للحرية المسؤولة ومساندا للجهود الاصلاحية بما يجسد دوره المأمول والمنشود.
وأكد صاحب السمو ان الكويت المعتزة بأهلها والثرية بثوابتها المؤمنة بالديموقراطية والمنفتحة على مكونات العصر الحديث صاحبة الأيادي البيضاء والمواقف الانسانية والحضارية المشهودة في العالم اجمع هي في عيون ابنائها دائما وهي اولا وفوق كل اعتبار وستبقى كذلك.
وفي 3 نوفمبر وتحت رعاية وحضور سموه تم افتتاح المؤتمر الدولي لتطبيقات الطاقة البديلة (خيار أم ضرورة) وذلك في فندق ماريوت كورت يارد والذي أقيم باشراف جمعية المهندسين الكويتية.
الدعم للمملكة
ووجه صاحب السمو في 8 نوفمبر رسالة خطية الى خادم الحرمين الشريفين تضمنت تأكيد موقف الكويت الداعم للمملكة العربية السعودية لحماية اراضيها ومواطنيها وجددت التأكيد على ان اي اعتداء على شبر من اراضي المملكة هو اعتداء على الكويت.
وألقى صاحب السمو في 9 نوفمبر كلمة في مؤتمر القمة الاقتصادية الخامسة والعشرين للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري (كومسيك) لمنظمة المؤتمر الاسلامي في اسطنبول أكد فيها ان الكويت لم ولن تدخر جهدا في سبيل دعم العمل المشترك سواء في الاطار العربي او في الاطار الاسلامي، وقال صاحب السمو الأمير ان مما يدعو للتفاؤل بخصوص الازمة المالية العالمية ان هناك مؤشرات ايجابية بدأت تلوح في الأفق توحي بأن اسواق العالم شرعت في الدخول الى مرحلة التعافي ولو بمعدلات بطيئة، واستذكر صاحب السمو الأمير دور الكويت في دعم التعاون الاقتصادي العربي والاسلامي، مستشهدا في ذلك باستضافتها للقمة الاقتصادية والاجتماعية بداية العام الحالي ومبادرتها بإنشاء صندوق دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة برأسمال قدره مليارا دولار ساهمت فيه بمبلغ 500 مليون دولار تحقيقا للتكامل فيما بين الدول العربية، الى جانب زيادة مساهمتها في ميزانية البنك الاسلامي للتنمية الى 12% ودعمها الصندوق الدولي المخصص للقضاء على الفقر والتابع للبنك الاسلامي للتنمية وايضا مبادرتها بالدعوة الى انشاء صندوق يوفر الحياة الكريمة للدول المحتاجة برأسمال قدره 100 مليون دولار ومشاركتها في تمويل هذا الصندوق.
رئيس الغرفة الفخري
وفي 11 نوفمبر شمل صاحب السمو الأمير برعايته وحضوره احتفال غرفة تجارة وصناعة الكويت بذكرى مرور 50 عاما على انشائها، حيث تم تكريم سموه بصفته الرئيس الفخري للغرفة، حيث قدم له رئيس الغرفة علي الغانم الوثيقة الموجهة الى سموه من قبل الاتحاد العربي للغرف العربية المؤرخة بتاريخ 20 يونيو عام 1959.
وفي 9 ديسمبر أصدر صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد توجيهاته بنقل الجرحى والمصابين العراقيين اثر الهجمات الارهابية البغيضة التي تعرضت لها بغداد الى الكويت لتلقي العلاج اللازم.
وبحضور اكثر من 200 شخصية وبمباركة عالمية من الاتحاد الأوروبي وآسيا افتتح صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد انشطة المؤتمر السنوي الثامن لمؤسسة الفكر العربي «فكر 8» الذي يعقد بالكويت تحت عنوان «التكامل الاقتصادي العربي.. شركاء من أجل الرخاء» بقاعة الراية وبحضور رئيس مؤسسة الفكر العربي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ووسط حضور كثيف لكبار الشخصيات السياسية والاقتصادية العربية والعالمية وبمشاركة مجموعة من المفكرين والكتاب والاقتصاديين والمبدعين.
وأكد سموه في 13 ديسمبر في لقاء صحافي مع وكالة الأنباء الكويتية ان مجلس التعاون لدول الخليج العربية يعتبر من اهم المنظمات الاقليمية التي تنطلق في عملها من اهداف وغايات مشتركة هدفها تحقيق مزيد من الأمن والاستقرار والرفاه لدول وشعوب العالم.
وركز سموه على الاهمية المتزايدة لدول مجلس التعاون في تحقيق الأمن والاستقرار الاقليمي والموارد الطبيعية الضخمة التي حباها الله بها وفاعلية دول مجلس التعاون في تحريك وتنشيط الاقتصاد العالمي أوجدت رغبة من جميع المنظمات الدولية والإقليمية للتعاون مع مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
قمة «التعاون» الـ 30
وافتتح صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في 14 ديسمبر القمة الـ 30 لقادة دول مجلس التعاون الخليجي بكلمة له جدد فيها استنكاره واستنكار القادة المشاركين للاعتداء على أراضي المملكة العربية السعودية من قبل الحوثيين، وقال صاحب السمو الأمير: ان استهداف السعودية من قبل الحوثيين يشكل مساسا بالأمن الجماعي لدول مجلس التعاون الخليجي. وشدد صاحب السمو الأمير على ادانة مجلس التعاون للهجمات الارهابية بالعراق داعيا العراقيين الى رص الصفوف والتكاتف. وأكد سموه أهمية القمة باعتبارها لبنة مباركة في بناء الصرح الخليجي الشامل وإضافة بناءة إلى مسيرته المباركة. وقال صاحب السمو: يأتي احتفالنا وتدشيننا اليوم للربط الكهربائي بين دول المجلس، وعزمنا على الدخول في البرنامج الزمني لاتفاقية الاتحاد النقدي وكذلك إنشاء هيئة سكة حديد دول المجلس، تجسيدا لحرصنا على تحقيق المزيد من الانجازات والمكاسب. كما جدد صاحب السمو دعوته للفلسطينيين لنبذ الخلافات وتجاوزها والحرص على تكريس العمل الجاد لخدمة قضيتهم العادلة، لافتا سموه إلى ضرورة حل ازمة الملف النووي الايراني بالحوار والطرق السلمية.
وزار صاحب السمو الأمير في 15 ديسمبر أخاه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات.
مدينة صباح الأحمد البحرية
وفي 17 ديسمبر افتتح صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مدينة صباح الأحمد البحرية وسط حضور حاشد، وقال سموه وهو يطلق المياه: «أشكر كل من عمل في هذا المشروع وعلى رأسهم أخي خالد المرزوق وأبناؤه فواز واخوانه وجميع الشركات والمقاولين الذين قدموا هذا الانجاز، وتمنى سموه التوفيق والنجاح لما يقوم به القطاع الخاص وتمنى الاستمرار بهذه المشاريع». وبعد خمسة ايام وفي المجال الاقتصادي ايضا رعى صاحب السمو في 22 ديسمبر حفل مرور 75 عاما على تأسيس شركة نفط الكويت بحضور كبار القيادات السياسية الاقتصادية ورئيس الجمهورية التركي عبدالله غول.
الأمن غاية الغايات
وتوجه صاحب السمو في 29 ديسمبر بكلمة للمواطنين عبر فيها عن حزنه لما تشهده الساحة السياسية من اجواء قاتمة، وجاء فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
(يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب) صدق الله العظيم
الحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات نستعينه ونستغفره ونتوب إليه والصلاة والسلام على رسول الله وصحبه الأكرمين ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين.
لقد علمنا تاريخ الكويت ان أمنها وسيادتها ومكانتها وتقدمها يصنعه أبناؤها بجهدهم وعرقهم وتضحياتهم صانوها فاحتضنتهم وعمروها فآوتهم ودأبوا جيلا بعد جيل على الالتزام بقيم أصيلة ترسخ المحبة والاحترام وتوثق التلاحم والترابط والتكاتف بينهم من أجل أمهم الكويت ورفعة شأنها.
إن أمن الكويت واستقرارها غاية الغايات ومركز القوة الحقيقية في الدفاع عنها يكمن في نفوسنا نحن أهل الكويت وواجبنا دائما أن نترجم شعار الولاء للوطن الى سلوك ملموس وأن نكون جميعا على رؤية واحدة في تجسيد مفهوم عملي واضح للوحدة الوطنية يحفظها ويصونها ويحرم المساس بها.
الثوابت الوطنية
إخواني وأخواتي.. إني ومن منطلق المسؤولية الغالية الملقاة على عاتقي أؤكد ما طالما أفضت فيه وأسهبت من اننا في صلب عالم سريع الإيقاع بتبعاته وارتداداته علينا وعلى المنطقة بأسرها وبأننا في مرحلة مصيرية تمتزج فيها الأصالة مع الحداثة في تحديد المشروع من المطالب والمطامح وبلوغ المستهدف من الغايات والمقاصد وهو ما يحتم ويقضي بأن نكون على مستوى المسؤولية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية على اختلافها.
وأمام ذلك نتساءل:
هل بات مقبولا أن نرى من الممارسات ونسمع من العبارات ما يمس ثوابتنا الوطنية ويسيء الى نسيجنا الاجتماعي ومكوناته؟!
هل أصبح التهديد والتشكيك والشحن والإثارة وتعبئة الجماهير واستخدام الأساليب الغريبة وانتهاج الفوضى والانفلات بديلا للاحتكام للقانون وتأكيد سلطته والحفاظ على هيبته؟!
أليس غريبا أن تجهض الانجازات وتفوت الفرص ويهدر الوقت وتضيع الجهود في أمور عقيمة لا طائل منها ونحن بأمسّ الحاجة الى توجيه ما نملك من طاقات وقدرات نحو تحقيق المشروعات التنموية المستهدفة؟!
إن للممارسات الديموقراطية أصولها وحدودها وأدواتها الدستورية التي تمارس من خلالها في الزمان والمكان المحدد لها فإن خرجت عن زمانها ومكانها وإطارها الدستوري فإنها تتحول الى فوضى وتمرد على الأسس والقواعد والأعراف والتقاليد الاجتماعية ودستورنا الذي ارتضيناه جاء على نحو من الشمولية والانفتاح والتكامل يتسع للتعبير عن مختلف الآراء والطروحات غنيا بالأحكام التي تكفل انضباط كل الممارسات النيابية الصحيحة وتصل بها الى غاياتها في تحقيق المصلحة العامة.
وإننا في هذا البلد نؤمن إيمانا راسخا بالمبادئ الدستورية التي يجب أن تستقر وتعمق الممارسة السليمة التي تكون من خلال الأدوات الدستورية وتحت قبة مجلس الأمة وليس من خلال تأجيج المشاعر واستخدام أساليب الإثارة والتحريض والتشكيك عبر الخطب ووسائل الإعلام المختلفة.
وفي هذا الصدد فانه من دواعي الأسف أن يستمر البعض بترديد الادعاء بتوجهات للتعدي على الدستور والتجاوز عليه وغيرها من طروحات التشكيك وخلط الأمور سعيا لتحقيق مكاسب سياسية رخيصة.
إن إيماننا راسخ بالديموقراطية وكذلك التزامنا وتمسكنا بالدستور وأحكامه بما لا يسمح بأي مزايدات مرفوضة بهذا الشأن وهنا ينبغي التأكيد بأن لا أحد يملك الوصاية على الدستور وكلنا يعلم بأن أحكام الدستور قد نظمت آليات وإجراءات تعديله ولعل دعاة هذه الشائعات والشكوك هم أكثر من ينتهك أحكام الدستور ويخالف مبادئه ونصوصه.
إخواني وأخواتي.. لقد هالني وأحزنني أن تشهد الساحة الكويتية مثل هذه الأجواء القاتمة وما انطوت عليه من مظاهر وممارسات وأصداء انفعالية غير محسوبة التداعيات والعواقب مشحونة بالنزعات والنعرات المقيتة بما تحمله من بذور الفتنة التي تهدد ركائز ومقومات مجتمعنا في أمنه واستقراره ومجمل مناحي حياته وتهدد بالخطر الشديد أعز ما نملك من مكتسباتنا وثوابتنا الوطنية التي كرسها أبناء هذه الأرض الخيرة بصدق عزيمتهم ونقاء فزعتهم عبر تاريخهم المشرف.
ممارسات مؤسفة
وأمام ذلك أصارحكم القول وبكل الأسى والألم ان ما ابتليت به الساحة الكويتية مؤخرا من ممارسات مؤسفة تجاوزت كل الحدود في تشويه وجه الحرية والديموقراطية والعمل الوطني في دولة الكويت لتفتح باب الفوضى والانفلات وتشيع أجواء التوتر والتناحر واستفزاز المشاعر والانشغال بالمماحكات والمزايدات والاستعراضات المشبوهة التي أثارت قلق المواطنين وهواجسهم تجاه مستقبل وطنهم وأبنائهم.
وإذا كان من الإنصاف التنويه بالإجراءات التي بادرت الحكومة الى اتخاذها في التعامل الجاد مع مجريات الأحداث الأخيرة واحتواء أسباب فتنة بغيضة بالعمل على فرض حكم القانون بما يحقق العدالة ويعلي صوت القانون ويوطد دعائم دولة القانون والمؤسسات بالممارسات قولا وفعلا الأمر الذي يستوجب من الجميع أن يتوقف عن الخوض في هذا الموضوع وتداعياته بعد أن بات الأمر برمته في يد قضائنا العادل.
رسالتنا السامية
إخواني وأخواتي.. إن أشرف الشرف هو صدق الانتماء لهذه الأرض الطاهرة فهو ميزان تفاضلنا ورسالتنا السامية في ترسيخ وحدتنا الوطنية وإذكاء روحها وتأصيل مفهومها فهي حق الوطن في أعناقنا وقدرنا المشترك الذي عاهدنا الله على الذود عنه وحمايته من شرور المصالح الشخصية والمكاسب السياسية ومهالك العصبية والقبلية والطائفية وحسراتها وهو ما يدعو الى المزيد من التآخي والإيثار والتفاني والحس الواعي في ترسيخ هذه الوحدة وإعلائها فوق كل اعتبار لتبقى سر المجد والاقتدار لشعب مؤمن بلحمته وإرادته الجامعة في صنع حياة حرة كريمة على تراب وطن آمن حافل بأسباب التقدم والارتقاء فجعلت من أبنائه أسرة واحدة في السراء والضراء حاضنة مختلف المشارب ملتقية على كلمة سواء وهدف لا يحيد عن تقديم المصلحة الوطنية على ما عداها وستبقى هذه الوحدة بعون الله أقوى وأكبر بكثير من أن ينال منها أي تصرف شاذ هنا أو هناك كما ستبقى الصخرة المنيعة الكفيلة بتفويت أي فرصة للعبث والتخريب على أي مستوى وفي أي مجال.
النهج الديموقراطي
إخواني وأخواتي.. إذا كنا نفخر بالديموقراطية وأجواء الحرية التي ننعم بها فينبغي أن ندرك بأنها أداة تستوجب المصلحة الوطنية أن نحسن استخدامها لكي تتحقق غاياتها السامية وان نعمل جميعا على تحصينها من الممارسات المسيئة وحمايتها من العبث والتشويه حتى لا تعم الفوضى ويتفشى الانفلات وينجح البعض في تحويل هذه النعمة الطيبة الى عبء ووبال علينا.
ان النهج الديموقراطي الذي ارتضيناه منظومة قيم حية تكرس جوهر المواطنة الصالحة والحقة في جميع ممارساتنا وهي التي تؤلف وتجمع ولا تشتت وتفرق وهي الممارسة الايجابية الواعية للواجبات قبل الحقوق وهي في تنزيه حواراتنا عن التشكيك والأحقاد والضغائن.
فليس من الديموقراطية والحرية ما يسمح بالتعدي على قيمنا وثوابتنا الوطنية أو بالتطاول والتجريح للآخرين والحط من كرامتهم كما هو ليس من الديموقراطية والحرية بشيء أن يتم انتهاك وتجاوز الدستور والقانون باسم الدستور والقانون.
ان ما أخشاه اليوم أن تتعرض الممارسة الديموقراطية لخطر انتكاسة مفصلية بفعل الإفراط في تسييس الأمور والخروج على الضوابط التي رسمها الدستور لاسيما ان حالة الخلل السياسي والعلاقة غير الصحيحة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية أصبحت حملا ثقيلا يقوض المكتسبات والانجازات ويمس الثوابت الوطنية.
وهو ما يحمّل المجلس والحكومة معا مسؤولية التوصل الى تأمين مقومات راسخة تكفل بناء شراكة حقيقية وتعاون ايجابي بين السلطتين التزاما بالأطر الدستورية وحدودها الفاصلة بين السلطات والاحتكام الى قرار الحوار الراقي الرصين القائم على سعة الأفق ورحابة الصدر والحرص على المصلحة العامة في النقاش واحترام الرأي الآخر.
إخواني وأخواتي.. إن إنجازاتنا الديموقراطية لا تتكامل عبر مسيرتنا الوطنية إلا بدور إيجابي مسؤول تتولاه وسائل إعلامنا المقروءة والمرئية والمسموعة.
وإن الالتزام بمعايير المهنية السليمة ضروري في الأداء الإعلامي الواعي الحر المسؤول لأن إعلامنا جزء أساسي من نظامنا الديموقراطي.
وإذا كنا ننتقد بعض الممارسات والاجتهادات الإعلامية غير المسؤولة والتي لا يجوز التهاون إزاءها فلأننا لا نريد لإعلامنا الانحراف عن رسالته الوطنية السامية فيما يهدد الوحدة الوطنية والأمن الاجتماعي ويعكر صفو العلاقات الخارجية ليكون دائما مشعلا حضاريا مشهودا للمعرفة في دقته وحياده وإنصافه وأداة إيجابية فعالة في دعم جهود البناء والتنمية ومنبرا للحرية المسؤولة والرأي العام المستنير.
أقدار الأوطان
إخواني وأخواتي.. ان أقدار الأوطان ومقدراتها أغلى من أن تختلط بها وتخالطها مصالح ضيقة زائلة فالأوطان لا تبنى ولا تصان إلا بسواعد أهلها وتكاتفهم وتعاضــــدهم وقد أدى أهلنا الأمانة كاملة واستودعونا شرف الرسالة.
اننا نعيش في واحة وارفة الظلال ينعم فيها أهلها بخير وفير ومناخ عامر بالأمن والطمأنينة مفعم بروح التآخي والتواصل نتنفس فيه أجواء الحرية والديموقراطية وهي نعم وفضائل تستوجب الحمد والشكر والثناء لله وقد قال تعالى في كتابه الكريم:
(ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإن الله سميع عليم) صدق الله العظيم.
إن علينا أن نعي وندرك مخاطر الفتنة البغيضة التي لا يجدي معها حل أو علاج ولن يكون فيها رابح فالخاسر فيها دائما هو الوطن والذي يدفع الثمن هو الجميع. ولعل خير شاهد على ذلك ما تعرضت له مجتمعات ودول من شرور وتداعيات الفتن وما ترتب عليها من انشقاق وعداوات طالت أبناء البيت الواحد أتت على مقدراتها وأكلت الأخضر واليابس فيها، نسأل الله تعالى أن يقينا شرها وخطرها.
مرسى الأمان
إخواني وأخواتي.. إننا في سفينة واحدة لا بديل في إبحارها إلى مرسى الأمان إلا أن تتصافى الأنفس وتتوحد القلوب وتتشابك الأيدي وتسود مشاعر الألفة والتعاون بروح الأسرة الواحدة.
ان ثقتي بأبناء وطني كبيرة فأحلامنا وأمانينا وتطلعاتنا واحدة وطريقنا إلى بلوغ المراد ولاؤنا ووحدتنا وانتماؤنا واتقاء الله في وطننا.
لقد أعطتنا الكويت الكثير وما أغنانا عن ممارسات تلهينا عن الوفاء بما تستحقه من أبنائها الأوفياء المخلصين وعلينا أن نزيح عن سبيلنا كل المعوقات واضعين مصلحة الكويت وحدها في المقام الأول.
فلنسر على بركة الله صفا واحدا نعمل بجد وتفان لنهيئ لنا ولمن بعدنا مستقبلا زاهرا نفاخر به ونعتز سائلين المولى القدير أن يتغمد شهداءنا الأبرار برحمته ورضوانه ويسكنهم جنات النعيم ويجزيهم خير الجزاء.
(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا)، (وهيئ لنا من أمرنا رشدا).
وأصلح لنا أعمالنا واجعل حاضرنا خيرا من ماضينا ومستقبلنا خيرا من حاضرنا وأسبغ على هذا البلد أمنا ونعيما مقيما».
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكرم صاحب السمو في 4 يناير 447 معلما ومعلمة ضمن مهرجان «شكرا معلمي» السادس كما كرم في 6 يناير 147 فائزا وفائزة في مسابقة الكويت الكبرى الـ 13 لحفظ القرآن، وذلك بحضور الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية.
وتستمر مسيرة الخير والعطاء المتواصلة لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه.
يصادف اليوم الجمعة الموافق 29\1\2010 السنة الرابعة لتولي سمو أمير البلاد الشيخ\ صباح الأحمد الجابر الصباح - حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم .
إنجازات وعطاءات بارزة رسمت مسيرة العام الرابع من حكم سموه
كلمات الأمير ترسم الطريق لسفينة الكويت
الخميس 28 يناير 2010 - الأنباء

إصدار خاص بمناسبة مرور أربعة أعوام على تولي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم
قادة دول مجلس التعاون الخليجي في قمة الكويت الـ 30 يتوسطهم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد
.. وتستمر مسيرة العطاء
تدخل الكويت غدا عامها الخامـس في عـهد صاحـب السمو الأميـر الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، لتستمر مسيرة الخير والعطاء والتنمية والتطوير والنهضة التي شكلت وتشكل على الدوام الشغل الشاغل لسموه.
باقتدار وحكمة يقود صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد دفة الحكم في وجه كل التحديات لحماية الوطن وصيانة القيم التي قام عليها مجتمعنا وفي مقدمتها التآزر والتآخي تحت جناح وحدتنا الوطنية الغالية.
لطالما كانت الكويت في قلب صاحب السمو الأميــر الشيخ صباح الأحمد وضميره، يحمل أمانة ازدهارها وأمنها واستقرارها وبناء مستقبل زاهر لأبنائها، وسموه كما أكد مراراً، هو والد الجميع وأبوابه مفتوحة على الدوام لأبنائه جميعاً.
في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا نستذكـر المواقف المشهودة لصاحب السمـو الأميـر الشيـخ صباح الأحمد على مدى مسيرته المضيئة وفي مختلف المناصب التي تبوأها وما قدمه ويقدمه للكويت وشعبها، داعين الله أن يمده بموفور الصحة والعافية لمواصلة المسيرة بمزيد من الإنجازات والرفعة لكويتنا الحبيبة، وواضعين نصب أعيننا التوجيهات السامية التي تفضل بها سموه في مجمل خطاباته لأنها الطريق الأمثل لنحافظ على النعم التي حبانا الله بها ولنحقق المستقبل الأفضل لنا ولأبنائنا وبلدنا.
الأنباء

قادة دول مجلس التعاون الخليجي في قمة الكويت الـ 30 يتوسطهم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد
إنجازات وعطاءات بارزة رسمت مسيرة العام الرابع من حكم سموه
كلمات الأمير ترسم الطريق لسفينة الكويت
الحفاظ على وحدتنا الوطنية واجب مقدس ولن أسمح بالعبث بنسيجنا الوطني
أقدار الأوطان ومقدراتها أغلى من أن تختلط بها وتخالطها مصالح ضيقة زائلة
صاحب السمو: أي اعتداء على شبر من أراضي المملكة هو اعتداء على الكويت
سموه يفتتح المركز الثقافي الإسلامي في نيويورك ويلتقي أوباما في واشنطن
نجاحات تنموية وديبلوماسية وسياسية حققتها الكويت تحت راية أميرها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي تدخل بلادنا معه غدا عاما جديدا من المسيرة المباركة التي بدأت عام 2006 ليستمر نهر العطاء متدفقا.
وسجلت أحداث العام الرابع لحكم سموه عددا كبيرا من النشاطات والانجازات التي تنوعت لتشمل كل الجوانب ولعل ابرزها انجاز قمة الكويت الخليجية المتمثل بتدشين الربط الكهربائي بين دول الخليج وعزم دوله على الدخول في برنامج زمني لاتفاقية الاتحاد النقدي بالإضافة إلى العديد من النشاطات التي ميزت العام المنصرم.
وتفضل سموه في 9 مارس برعاية افتتاح الدورة الـ 42 للمؤتمر العام لمجلس اتحاد الجامعات العربية والذي احتضنته جامعة الكويت بمشاركة 180 جامعة عربية.
القمة العربية المصغرة
وفي 11 مارس لبى صاحب السمو الأمير دعوة تلقاها من أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية لحضور القمة العربية المصغرة التي عقدت في العاصمة الرياض وجمعت الرئيس المصري والرئيس السوري بهدف تنقية الأجواء العربية وتحقيق المصالحة استكمالا لما بدأ في قمة الكويت الاقتصادية.
وفي اليوم ذاته حضر صاحب السمو الأمير العرض العسكري المشترك والذي اقيم في منطقة صبحان وشاركت فيه جميع فصائل القوات المسلحة من الجيش والشرطة والحرس الوطني وتخلل العرض تحليق للطائرات العمودية والمقاتلات الحربية الكويتية بمختلف انواعها.
حل مجلس الأمة
وفي 18 مارس أصدر صاحب السمو الأمير مرسوما حمل الرقم 85/2009 حل بموجبه وفق المادة 107 من الدستور مجلس الأمة.
ودعا إلى حركة تصحيحية في بعض وسائل الإعلام.
ومما قاله سموه في قرار الحل: «يعلم الله أن القرار الذي اتخذته اليوم لم يكن يسيرا على قلبي بل هو قرار حتمي تمليه علي أمانة المسؤولية حيث أصبح اللجوء إلى هذا الخيار أمرا ملحا وعاجلا ومن الأمور التي تستوجبها المصلحة الوطنية وهو أن ألجأ إلى حل مجلس الأمة وفقا لاحكام المادة 107 من الدستور ودعوة الشعب الكويتي الى انتخاب مجلس نيابي جديد ينهض بمسؤولياته الجسام في صيانة أمن الوطن وسيادته ويتحمل مسؤولية التطوير والتنمية في روح من التعاون الواعي بين السلطتين التشريعية والتنفيذية».
وأكد سموه أنه «ليس هناك أكبر وأهم وأغلى من الكويت وأهلها الأوفياء وأنها تستحق أن نفديها بكل غال ومن روحنا ودمنا في يومنا وامسنا ومستقبلنا المعمور بالإيمان».
وكرم صاحب السمو في هذا الشهر 176 متفوقا من خريجي كليات ومعاهد الهيئة العامة للتعليم التطبيقي للعام الدراسي 2007/2008 في حفل حضره كبار الشيوخ والوزراء وفي 23 من هذا الشهر شمل صاحب السمو برعايته حفل تخريج الدفعة الـ 13 من الطلبة الضباط الجامعيين والدفعة الـ 36 من الطلبة الضباط بكلية علي الصباح العسكرية ثم رعى حفل تخريج الدفعة الـ 35 من الطلبة الضباط والدفعة العشرين من الطلبة ضباط الاختصاص والدفعة الأولى من طالبات معهد الهيئة المساندة وذلك في ميدان اكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية.
وحدة الصف العربي
وفي الفترة من 29 إلى 31 مارس ترأس صاحب السمو الأمير وفد الكويت في اجتماع مؤتمر القمة العربية الـ 21 لجامعة الدول العربية والقمة الثانية للدول العربية ودول اميركا الجنوبية اللذين عقدا في العاصمة القطرية الدوحة.
ودعا صاحب السمو الى وقفة جادة ومخلصة نتلمس من خلالها مواطن الضعف والاختلال في عملنا العربي المشترك والأسباب التي تقف وراء تراجع ذلك العمل وما ادى إليه من تعطيل لكل فرص المعالجات السليمة وقدرتنا على النهوض بأوضاع امتنا الى ما نصبو إليه من تقدم ورقي ووحدة في الصف العربي وهو الامر الذي ادى الى استفحال روح الفرقة بدلا من الوحدة والتضامن واسهم في تعطيل مسيرة التنمية في وطننا العربي وبات معه موقفنا العربي يعاني من الضعف والهوان في مواجهة مخاطر اقليمية ودولية تحيط بنا.
ولنا ان نتساءل عن ماهية خلافاتنا العربية؟ هل هي على السيادة ام خلاف في الرأي؟ لا شك انه خلاف في الرأي واذا كان الامر كذلك فلماذا ندخل شعوبنا العربية في هذه الخلافات بين الانظمة؟ ولماذا لا ننأى بها عنها؟
أما في قمة الدوحة العربية اللاتينية فقد دعا صاحب السمو المجتمع الدولي لإنشاء نظام مالي يساهم في استقرار الاقتصاد العالمي ويجنب العالم بأسره المزيد من الاضرار.
السلام العادل والشامل
وشدد صاحب السمو على ان السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة بأسرها هو الالتزام بقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام وخارطة الطريق وتكثيف الجهود من خلال اللجنة الرباعية والمجتمع الدولي لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي لكافة الاراضي العربية التي احتلتها عام 1967.

وفي 6 أبريل حضر سموه اوبريت «نحبها قول وفعل» وذلك على مسرح قصر بيان حيث قامت مجموعات من طلاب وطالبات المراحل الدراسية المختلفة في مدارس الكويت وبمشاركة عدد من المطربين بتقديم لوحات فنية مختلفة عكست حب الانتماء والولاء للكويت.
وكرم صاحب السمو الأمير في 7 ابريل الطلبة المتفوقين من ابناء الشهداء في مختلف المرحل الدراسية في حفل اقيم بقصر بيان وذلك بمناسبة حصولهم على تقدير امتياز للعام الدراسي 2007/2008.
كما شمل سموه برعايته السامية في 8 ابريل حفل تكريم الفائزين في جائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية بقاعة سلوى.
وفي 5 مايو شارك صاحب السمو الأمير في اللقاء التشاوري الحادي عشر لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي عقد في العاصمة السعودية الرياض.

وفي 6 مايو بحث صاحب السمو العلاقات الثنائية مع السلطان قابوس بن سعيد سلطان سلطنة عمان.
زيارة تاريخية

اما في 10 مايو فقد وصل صاحب السمو الأمير الى بكين في زيارة رسمية للصين استمرت 3 أيام اجرى خلالها مباحثات مع الرئيس الصيني هوجينتاو تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها اضافة الى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك واسفرت الزيارة عن توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية شملت مذكرة تفاهم في مجال انشاء البنية الأساسية للطرق السريعة والممرات المائية ومحضر تبادل وثائق التصديق على اتفاقية التعاون في مجال النفط والغاز واتفاقية بشأن التعاون في مجال التعليم العالي والبرنامج التنفيذي للتعاون في المجال الرياضي لعامي 2009/2010 اضافة الى اتفاقية قرض لمشروع حماية وتطوير في حوض روافد بحيرة بوستن.
وفي 31 مايو شكل النطق السامي لصاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد في افتتاح دور الانعقاد الـ 13 لمجلس الامة بداية مرحلة سياسية جديدة حيث دعا سمو الامير الى تجاوز آثار المرحلة السياسية السابقة والتركيز على التنمية الاقتصادية، وقال سموه: لم يعد هناك وقت لغير العمل.. وما قلناه كان واضحا وشدده سموه على ان ديموقراطيتنا ستظل راسخة الجذور، مؤكدا ضرورة صيانة الوحدة الوطنية وحمايتها من مظاهر الفرقة، وزاد سموه: نحتاج الى نهج تغييري ملموس لمواجهة التراكمات الثقيلة للتجارب الماضية.
محمية مبارك الكبير
وتفضل سموه في 3 يونيو بتدشين الحملة الوطنية للحفاظ على البيئة البحرية (سنيار3) بإطلاق اسم محمية مبارك الكبير الطبيعية على الجزء المخصص للمحمية في جزيرة بوبيان حيث اكد سموه اهمية تضافر الجهود من اجل حماية البيئة ومكوناتها والعمل على نشر الوعي بأهمية التوازن البيئي بما يسهم بالمحافظة على البيئة في وطننا العزيز.
في 18 يونيو كرم صاحب السمو الفائزين بجائزة الكويت الإلكترونية لعام 2009 في مجالات الحكومة الإلكترونية والتعليم الإلكتروني والتراث الإلكتروني والتجارة الإلكترونية.
وتحت رعاية وحضور صاحب السمو الأمير تم في 19 يونيو افتتاح المطار الأميري الجديد بالقرب من قاعة التشريفات الأميرية بمطار الكويت الدولي الذي يعد صرحا معماريا متميزا ومعلما عمرانيا عالميا فريدا من نوعه في طريقة استخدامه لكون جميع مكوناته متصلة ببعضها على شكل مجمع مبان واحد مغلق ومكيف.
وفي 24 يونيو منحت جمهورية القوقاز صاحب السمو الأمير وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى تقديرا لجهود سموه في خدمة قضايا الامة الاسلامية.
عدم الانحياز
اما في 15 يوليو ترأس صاحب السمو الأمير وفد الكويت في مؤتمر القمة الخامس عشر لحركة عدم الانحياز الذي عقد في مدينة شرم الشيخ المصرية حيث اكد في كلمته التي القاها أمام القمة التزام الكويت بمبادئ واهداف حركة عدم الانحياز مشددا على دورها البارز الذي تقوم به في مواجهة التحديات والمخاطر الدولية.
وقال سموه في كلمته: إن العالم يشهد بروز تحديات ومخاطر دولية جديدة تعوقه وتعطل جهود التنمية المستدامة في كثير من الدول وعلى وجه الخصوص الدول النامية وأهمها الأزمة الاقتصادية والمالية والازمة الغذائية وظاهرة التغير المناخي، واضاف سموه أن التحديات الأمنية كالارهاب وانتشار اسلحة الدمار الشامل وانتهاكات حقوق الإنسان تمثل تهديدا جديا للسلم والأمن الدوليين.
وجدد صاحب السمو الأمير دعوة الكويت لمواصلة المساعي لإصلاح النظام الاقتصادي العالمي والمؤسسات المالية الدولية بشكل يضمن تعزيز مشاركة الدول النامية في عملية صنع القرار وتمثيل أوسع يتناسب مع حجم هذه الدول وتأثيرها في النظام الاقتصادي العالمي.
واعاد صاحب السمو الأمير التأكيد على دعم الكويت لجهود الحكومة العراقية لتحقيق المصالحة الوطنية وفرض الأمن في جميع المحافظات العراقية، مشددا سموه على أهمية العمل الجاد لجعل منطقة الشرق الاوسط خالية من جميع اسلحة الدمار الشامل بما فيها الاسلحة النووية.
وفي 18 يوليو قام سموه بزيارة أخوية إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام في المملكة العربية السعودية وذلك في مقر إقامة سموه في مدينة أغادير المغربية حيث اطمأن على صحة سموه.

المركز الثقافي الإسلامي
وفي 30 يوليو شمل سموه برعايته وحضوره حفل افتتاح مدرسة المركز الثقافي الاسلامي في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الاميركية حيث تفضل سموه بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية للمدرسة وقام بجولة في ارجائها.

وفي 3 اغسطس التقى صاحب السمو الامير في البيت الابيض في العاصمة واشنطن الرئيس الاميركي باراك أوباما وناقش معه مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك واتفقا على تعزيز التعاون القائم بين البلدين والشعبين في المجالات كافة وبما يخدم مصالحهما المشتركة.
وفي 18 اغسطس وعقب حادث ضحايا حريق صالة أفراح الجهراء أمر صاحب السمو الأمير بمكرمة أميرية سامية تشمل ذوي شهداء حريق العيون كما تبرع سموه بإنشاء صالة أفراح في منطقة الجهراء في مكرمة اميرية جديدة وتتابعت ايادي الخير لسموه بالعطاءات عندما أمر في 26 اغسطس بعلاج جرحى الانفجارات التي وقعت في بغداد وتقديم جميع التسهيلات والرعاية الصحية لهم في الكويت.
وفي الأول من سبتمبر شارك سموه في احتفالات الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى بالعيد الاربعين لثورة الفاتح من سبتمبر التي اقيمت في طرابلس.
العشر الآواخر
وفي 13 سبتمبر القى صاحب السمو الأمير خطاب العشر الأواخر، الذي جاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم (ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة) صدق الله العظيم.
الحمد لله رب العالمين اله الأولين والآخرين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نحمد الله تبارك وتعالى حمدا يليق بجلاله وعظيم سلطانه ونشكره على ما أفاء به علينا من خير وعطاء وإحسان وبما أحاطنا به من مودة وتواصل وإخاء ضارعين اليه في هذا الشهر الفضيل وهذه الايام المباركة أن يتقبل صيامنا وقيامنا وصالح اعمالنا وان يحفظ وطننا العزيز ويجعله آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين ويحقق كل ما ننشده له من عزة ورفعة ورخاء.
أهنئكم بشهر رمضان المبارك وبالعشر الاواخر منه أعاده الله على وطننا العزيز وعلى امتينا العربية والاسلامية بوافر الخير واليمن والبركات.
ان حديث العشر الأواخر من رمضان له عندي خصوصية وأهمية وحب لما تحمله هذه الليالي العشر من روحانية خاصة لدينا جميعا وحسبكم ايها الاخوة والاخوات بهذه الليالي العشر التي خصها الرحمن بليلة هي خير من ألف شهر وجعلها موسما للمغفرة والرحمة والعتق من النار.
حريق الجهراء
اخواني وأخواتي
عايشنا جميعا طوال الشهر الماضي بكل الألم والأسى حادث حريق الجهراء المؤسف الذي أودى بحياة واصابة العشرات من الامهات والبنات والابناء والذي توحدت فيه مشاعر المواطنين والمقيمين تجاه هذه الفاجعة وتعاطفهم مع اسر الضحايا مجسدين بذلك اصالة شعبنا الوفي وتكاتفه بالسراء والضراء.
شاكرين ومثمنين في الوقت ذاته تعازي ومواساة اخواننا واصدقائنا اصحاب الجلالة والفخامة والسمو وقادة الدول الشقيقة والصديقة بهذا الحادث المفجع وتعاطفهم معنا.
مبتهلين الى المولى تعالى في هذا الشهر الكريم أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته ويلهم ذويهم جميل الصبر وحسن العزاء وان يمن على المصابين بسرعة الشفاء والعافية.
اخواني واخواتي: ان الكويت هي الكيان الذي يجمعنا وهي الوجود الثابت والملاذ الآمن لنا جميعا، حافظ عليها اهلنا على مر الازمان فكان منهم الشهداء الذين روت دماؤهم الزكية ارضها الطاهرة، وكان منهم الشرفاء الذين قامت على اكتافهم نهضتها، ولايزال فيها الاوفياء العاملون في خدمتها بحب واخلاص فأضحى كل فرد على هذه الارض راعيا ومسؤولا عن رعيته حافظا لامانة المسؤولية التي تقتضي الاخلاص في العمل والصدق في القول والايثار في المحبة.
ولعل في طليعة المسؤوليات الملقاة على عاتق كل مواطن التزامه بدينه واعتزازه بوطنيته والتمسك بما يدعو اليه من مكارم الاخلاق والبعد عن الفتنة والفاحش من القول والعمل واحترام القوانين التي ارتضيناها لانفسنا وشرعناها لحفظ الحقوق وبيان الواجبات وتنظيم شؤون المواطنين والتي علينا الالتزام بها وتطبيقها على الجميع ومنها ايضا احترام ما ورثناه من قيم وتقاليد داعية للفضائل والتراحم والتواصل ووحدة الصف ونبذ الخلافات.
وحدتنا الوطنية
اخواني واخواتي: لا يخفى عليكم ما يشهده العالم من حولنا من تطورات متسارعة وتغيرات مستجدة واحداث مؤلمة لسنا بمعزل عنها يتوجب علينا ازاءها ان نعي حجمنا وامكانياتنا وان نستخلص العبر والعظات منها فنكون صفا واحدا في مواجهتها حكماء في التعامل معها مقتدين بسلوك الاباء والاجداد الذين كانت افعالهم ومواقفهم خير دليل على حب هذا الوطن والحفاظ على امنه واستقراره ووحدته الوطنية.
اخواني واخواتي
لقد آلمني ما قرأت وتابعت وسمعت من تصنيفات وتقسيمات لابناء الوطن واثارة للنعرات الطائفية والقبلية وهي تصنيفات ومسميات لم نعتد عليها ولم نكن نعرفها او نقبل بها في وطن واحد لا يفرق بين ابنائه.
وعلينا ان نتذكر ان وحدتنا الوطنية هي التي جمعت اهل الكويت في احلك الظروف والمحن وان الحفاظ عليها وصونها من كيد العابثين والحاقدين واجب وطني مقدس ولن اسمح لكائن من كان بالمساس او العبث في نسيجنا الوطني وإذا كانت حرية القول والعمل مكفولة للجميع فان ذلك لا يعني سوء استخدامها والاساءة للوطن وثوابته بل الواجب ان يكون ذلك مدعاة لتوحيد الصفوف في مواجهة كل من يريد بهذا الوطن سوءا او تفرقة بين ابنائه وتعكيرا لصفو امنه واستقراره.
أواصر المحبة
وانني اكرر دعوتي لوسائل إعلامنا المسموع والمقروء والمرئي ان تحفظ للحرية مساحتها المقبولة وان تلتزم في ممارسة دورها حدود المسؤولية الملقاة عليها وألا تكون أدوات ووسائل لبث الفتنة والفوضى والشقاق والصراع بين فئات المجتمع.
إن الواجب يملي على وسائل إعلامنا المختلفة أن تكون منارات هدى ووعي تمارس نقدها برزانة وتبرز ما تريد إبرازه بمصداقية دون تهويل وأن تنتقد ما تريده دون تضليل.
فنحن بحاجة إلى كل جهد مخلص يزيد من تلاحم مجتمعنا ويقوي أواصر المحبة والترابط فيه ويبرز القيم الفاضلة والنبيلة له ويوحد صفوفنا لنكون يدا واحدة قادرة على بناء هذا الوطن الذي يزخر بالخيرات وبالأوفياء من أبنائه.
فالعالم من حولنا في سباق محموم لأخذ زمام المبادرة في كل المجالات ولابد لنا من مواكبة هذا الركب دون تقاعس أو تباطؤ.
إن من أهم أسباب تخلف الأمم كثرة الجدل وقلة العمل فاستبدلوا الجدل بالعمل والتفرقة بالتكاتف والخلاف بالتسامح ولنعلم بأن العمل عبادة وبأن وطننا بحاجة إلى كل عمل دؤوب وليكن رائدنا في حب الوطن العمل المخلص والقول الصادق والايثار الواضح لوطننا الكويت الذي لم يبخل على أبنائه بشيء.
إخواني وأخواتي: يعاني وطننا العزيز كغيره من دول أجمع من مخاطر انتشار إنفلونزا الخنازير وقد اتخذت الأجهزة المختصة في الدولة الإجراءات الكفيلة لمواجهة هذا المرض وعملت على تكثيف الحملات التوعوية والارشادية لتجنب الإصابة به ونحمد الله تعالى أن انتشارها لازال في أدنى حدودها حسب الإحصاءات العالمية.
سائلين المولى تعالى أن يحفظ وطننا الغالي وشعبنا الكريم والمقيمين على أرضه من هذا المرض وأن ينعم على المصابين بعاجل الشفاء.
إخواني وأخواتي
نستذكر في هذه الليالي المباركة أميرنا الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح وأميرنا الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح طيب الله ثراهما مبتهلين إلى المولى تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته وأن يسكنهما فسيح جناته وأن يمن على أخينا سمو الشيخ سالم العلي الصباح رئيس الحرس الوطني بالشفاء وموفور العافية ويعيده إلى أرض الوطن معافى ليواصل عطاءه المعهود في خدمة الوطن العزيز وأن يتغمد شهداءنا الأبرار ويعلي درجاتهم في جنات النعيم بفضله وكرمه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جامعة الملك عبدالله
وفي 23 سبتمبر حضر صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في المملكة العربية السعودية حفل الافتتاح الرسمي لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الذي شارك فيه عدد كبير من قادة الدول العربية والإسلامية ودول العالم لمناسبة احتفال المملكة باليوم الوطني التاسع والسبعين.
واعتبر سموه في مؤتمر روسيا والعالم الإسلامي ان مشاركة الكويت في مثل هذه الانشطة الاسلامية تستهدف تعزيز مفهوم التعايش السلمي والحوار والوسطية، وتفعيل الرأي وايضاح مفهوم المواطنة بالنسبة للمسلم والتأكيد على ضرورة الوفاق القومي والديني والتوافق الاجتماعي والوطني بين القوميات المختلفة في البلد الواحد، خاصة في الدول التي بها اقليات مسلمة من أجل تحقيق الاهداف السامية من عدالة اجتماعية وحرية فكرية وسلم اجتماعي ودولي بعيدا عن روح العداوات والحروب التي جلبت على العالم الخراب والدمار والتطرف والارهاب وافرزت الكثير من النعرات الاقليمية والعصبيات العرقية وغيرها من الظواهر السلبية في العلاقات الدولية المعاصرة.
واعتبر سموه ان الاعمال الارهابية المشينة التي تتعرض لها العديد من الدول العربية والاسلامية والدول الصديقة لا تتفق مع رسالة الاسلام السماوية السمحة المناهضة للإرهاب والعدوان والداعية الى التآلف والوسطية والتسامح والمحبة بين الشعوب وتحريم قتل الأبرياء.
وفي 6 اكتوبر قام سموه بزيارة اخوية لدولة الامارات العربية المتحدة حيث اجرى مباحثات مع اخيه سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات تناولت العلاقات الاخوية المتميزة بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات كافة اضافة الى القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي 21 اكتوبر أثنى صاحب السمو الأمير بعد حضوره حفل تكريم كوكبة من المعلمين للعام الدراسي 2008/2009 بمناسبة اليوم العالمي للمعلم على مسرح كلية التربية الأساسية بمنطقة الشامية على الجهود الحثيثة التي يبذلها المعلمون والمعلمات في حقل التعليم وعلى عطائهم المتواصل في تنشئة الاجيال، مطالبا اياهم بمضاعفة الجهود ومراعاة ابنائه الطلبة في مدارسهم للنهوض بالمسيرة التعليمية وتخريج جيل متميز قادر على مواجهة التحديات والصعاب.
والد الجميع
وتفضل صاحب السمو في 27 اكتوبر بافتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الـ 13، وأكد سموه في النطق السامي بالمناسبة ان ابوابه مفتوحة كوالد للجميع، داعيا الى تكريس دولة القانون والمؤسسات بمقومات عصرية، بما يعزز هيبتها ويصون سيادتها ويحفظ كرامة العاملين فيها ويجسد كفاءة ونزاهة القضاء الكويتي واستقلاليته وان تتضافر جميع الاجهزة المعنية لحفظ النظام وترسيخ العدالة وفق نهج قوامه سيادة القانون وتطبيقه على الجميع، وشدد سموه على اهمية الوحدة الوطنية وعلى ان الكويت لا تفرق بين ابنائها.
ودعا سموه السلطتين الى التعاون موجها رسائل الى كلتيهما قائلا سموه: لاشك في ان هناك جهدا كبيرا قد بذلته الحكومة في اعداد برنامج عملها للمرحلة المقبلة وقد يكون هناك اختلاف حول ما جاء به من مضامين ولكن المصلحة تدعو لأن يتعامل مجلس الأمة مع مقتضيات برنامج العمل على نحو ايجابي وموضوعي، واضاف سموه: واذا كانت الحكومة مسؤولة عن تنفيذ برنامجها ومشروعاتها وأعمالها وتطبيق القوانين وهي موضع المتابعة والمراقبة والمساءلة فإن على المجلس تقع مسؤولية ضبط ممارساته وأعماله والنأي بها عن اي انحراف وان يباشر تفعيل لائحته وأدواته بما يكفل ان تكون جميع ممارساته منضبطة بأحكام الدستور والقانون ومحققة للصالح العام، وتطرق سموه الى وسائل الإعلام قائلا: ان الإعلام بوسائله المرئية والمسموعة والمقروءة يبقى الأداة الحضارية للداخل والخارج، واذا كانت حرية التعبير مكفولة للجميع فإن ذلك لا يعطي الحق لأحد أيا كان في ان يسيء الى الغير بالتجريح واستباحة الخصوصيات وتفصيل القضايا المطروحة على ايقاع طائفي او قبلي او فئوي انتقائي ينال من ثوابتنا الوطنية الراسخة وعليه ان يكون منارة للحرية المسؤولة ومساندا للجهود الاصلاحية بما يجسد دوره المأمول والمنشود.
وأكد صاحب السمو ان الكويت المعتزة بأهلها والثرية بثوابتها المؤمنة بالديموقراطية والمنفتحة على مكونات العصر الحديث صاحبة الأيادي البيضاء والمواقف الانسانية والحضارية المشهودة في العالم اجمع هي في عيون ابنائها دائما وهي اولا وفوق كل اعتبار وستبقى كذلك.
وفي 3 نوفمبر وتحت رعاية وحضور سموه تم افتتاح المؤتمر الدولي لتطبيقات الطاقة البديلة (خيار أم ضرورة) وذلك في فندق ماريوت كورت يارد والذي أقيم باشراف جمعية المهندسين الكويتية.
الدعم للمملكة
ووجه صاحب السمو في 8 نوفمبر رسالة خطية الى خادم الحرمين الشريفين تضمنت تأكيد موقف الكويت الداعم للمملكة العربية السعودية لحماية اراضيها ومواطنيها وجددت التأكيد على ان اي اعتداء على شبر من اراضي المملكة هو اعتداء على الكويت.

وألقى صاحب السمو في 9 نوفمبر كلمة في مؤتمر القمة الاقتصادية الخامسة والعشرين للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري (كومسيك) لمنظمة المؤتمر الاسلامي في اسطنبول أكد فيها ان الكويت لم ولن تدخر جهدا في سبيل دعم العمل المشترك سواء في الاطار العربي او في الاطار الاسلامي، وقال صاحب السمو الأمير ان مما يدعو للتفاؤل بخصوص الازمة المالية العالمية ان هناك مؤشرات ايجابية بدأت تلوح في الأفق توحي بأن اسواق العالم شرعت في الدخول الى مرحلة التعافي ولو بمعدلات بطيئة، واستذكر صاحب السمو الأمير دور الكويت في دعم التعاون الاقتصادي العربي والاسلامي، مستشهدا في ذلك باستضافتها للقمة الاقتصادية والاجتماعية بداية العام الحالي ومبادرتها بإنشاء صندوق دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة برأسمال قدره مليارا دولار ساهمت فيه بمبلغ 500 مليون دولار تحقيقا للتكامل فيما بين الدول العربية، الى جانب زيادة مساهمتها في ميزانية البنك الاسلامي للتنمية الى 12% ودعمها الصندوق الدولي المخصص للقضاء على الفقر والتابع للبنك الاسلامي للتنمية وايضا مبادرتها بالدعوة الى انشاء صندوق يوفر الحياة الكريمة للدول المحتاجة برأسمال قدره 100 مليون دولار ومشاركتها في تمويل هذا الصندوق.
رئيس الغرفة الفخري
وفي 11 نوفمبر شمل صاحب السمو الأمير برعايته وحضوره احتفال غرفة تجارة وصناعة الكويت بذكرى مرور 50 عاما على انشائها، حيث تم تكريم سموه بصفته الرئيس الفخري للغرفة، حيث قدم له رئيس الغرفة علي الغانم الوثيقة الموجهة الى سموه من قبل الاتحاد العربي للغرف العربية المؤرخة بتاريخ 20 يونيو عام 1959.
وفي 9 ديسمبر أصدر صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد توجيهاته بنقل الجرحى والمصابين العراقيين اثر الهجمات الارهابية البغيضة التي تعرضت لها بغداد الى الكويت لتلقي العلاج اللازم.
وبحضور اكثر من 200 شخصية وبمباركة عالمية من الاتحاد الأوروبي وآسيا افتتح صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد انشطة المؤتمر السنوي الثامن لمؤسسة الفكر العربي «فكر 8» الذي يعقد بالكويت تحت عنوان «التكامل الاقتصادي العربي.. شركاء من أجل الرخاء» بقاعة الراية وبحضور رئيس مؤسسة الفكر العربي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ووسط حضور كثيف لكبار الشخصيات السياسية والاقتصادية العربية والعالمية وبمشاركة مجموعة من المفكرين والكتاب والاقتصاديين والمبدعين.
وأكد سموه في 13 ديسمبر في لقاء صحافي مع وكالة الأنباء الكويتية ان مجلس التعاون لدول الخليج العربية يعتبر من اهم المنظمات الاقليمية التي تنطلق في عملها من اهداف وغايات مشتركة هدفها تحقيق مزيد من الأمن والاستقرار والرفاه لدول وشعوب العالم.
وركز سموه على الاهمية المتزايدة لدول مجلس التعاون في تحقيق الأمن والاستقرار الاقليمي والموارد الطبيعية الضخمة التي حباها الله بها وفاعلية دول مجلس التعاون في تحريك وتنشيط الاقتصاد العالمي أوجدت رغبة من جميع المنظمات الدولية والإقليمية للتعاون مع مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
قمة «التعاون» الـ 30
وافتتح صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في 14 ديسمبر القمة الـ 30 لقادة دول مجلس التعاون الخليجي بكلمة له جدد فيها استنكاره واستنكار القادة المشاركين للاعتداء على أراضي المملكة العربية السعودية من قبل الحوثيين، وقال صاحب السمو الأمير: ان استهداف السعودية من قبل الحوثيين يشكل مساسا بالأمن الجماعي لدول مجلس التعاون الخليجي. وشدد صاحب السمو الأمير على ادانة مجلس التعاون للهجمات الارهابية بالعراق داعيا العراقيين الى رص الصفوف والتكاتف. وأكد سموه أهمية القمة باعتبارها لبنة مباركة في بناء الصرح الخليجي الشامل وإضافة بناءة إلى مسيرته المباركة. وقال صاحب السمو: يأتي احتفالنا وتدشيننا اليوم للربط الكهربائي بين دول المجلس، وعزمنا على الدخول في البرنامج الزمني لاتفاقية الاتحاد النقدي وكذلك إنشاء هيئة سكة حديد دول المجلس، تجسيدا لحرصنا على تحقيق المزيد من الانجازات والمكاسب. كما جدد صاحب السمو دعوته للفلسطينيين لنبذ الخلافات وتجاوزها والحرص على تكريس العمل الجاد لخدمة قضيتهم العادلة، لافتا سموه إلى ضرورة حل ازمة الملف النووي الايراني بالحوار والطرق السلمية.
وزار صاحب السمو الأمير في 15 ديسمبر أخاه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات.
مدينة صباح الأحمد البحرية
وفي 17 ديسمبر افتتح صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مدينة صباح الأحمد البحرية وسط حضور حاشد، وقال سموه وهو يطلق المياه: «أشكر كل من عمل في هذا المشروع وعلى رأسهم أخي خالد المرزوق وأبناؤه فواز واخوانه وجميع الشركات والمقاولين الذين قدموا هذا الانجاز، وتمنى سموه التوفيق والنجاح لما يقوم به القطاع الخاص وتمنى الاستمرار بهذه المشاريع». وبعد خمسة ايام وفي المجال الاقتصادي ايضا رعى صاحب السمو في 22 ديسمبر حفل مرور 75 عاما على تأسيس شركة نفط الكويت بحضور كبار القيادات السياسية الاقتصادية ورئيس الجمهورية التركي عبدالله غول.
الأمن غاية الغايات
وتوجه صاحب السمو في 29 ديسمبر بكلمة للمواطنين عبر فيها عن حزنه لما تشهده الساحة السياسية من اجواء قاتمة، وجاء فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
(يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب) صدق الله العظيم
الحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات نستعينه ونستغفره ونتوب إليه والصلاة والسلام على رسول الله وصحبه الأكرمين ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين.
لقد علمنا تاريخ الكويت ان أمنها وسيادتها ومكانتها وتقدمها يصنعه أبناؤها بجهدهم وعرقهم وتضحياتهم صانوها فاحتضنتهم وعمروها فآوتهم ودأبوا جيلا بعد جيل على الالتزام بقيم أصيلة ترسخ المحبة والاحترام وتوثق التلاحم والترابط والتكاتف بينهم من أجل أمهم الكويت ورفعة شأنها.
إن أمن الكويت واستقرارها غاية الغايات ومركز القوة الحقيقية في الدفاع عنها يكمن في نفوسنا نحن أهل الكويت وواجبنا دائما أن نترجم شعار الولاء للوطن الى سلوك ملموس وأن نكون جميعا على رؤية واحدة في تجسيد مفهوم عملي واضح للوحدة الوطنية يحفظها ويصونها ويحرم المساس بها.
الثوابت الوطنية
إخواني وأخواتي.. إني ومن منطلق المسؤولية الغالية الملقاة على عاتقي أؤكد ما طالما أفضت فيه وأسهبت من اننا في صلب عالم سريع الإيقاع بتبعاته وارتداداته علينا وعلى المنطقة بأسرها وبأننا في مرحلة مصيرية تمتزج فيها الأصالة مع الحداثة في تحديد المشروع من المطالب والمطامح وبلوغ المستهدف من الغايات والمقاصد وهو ما يحتم ويقضي بأن نكون على مستوى المسؤولية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية على اختلافها.
وأمام ذلك نتساءل:
هل بات مقبولا أن نرى من الممارسات ونسمع من العبارات ما يمس ثوابتنا الوطنية ويسيء الى نسيجنا الاجتماعي ومكوناته؟!
هل أصبح التهديد والتشكيك والشحن والإثارة وتعبئة الجماهير واستخدام الأساليب الغريبة وانتهاج الفوضى والانفلات بديلا للاحتكام للقانون وتأكيد سلطته والحفاظ على هيبته؟!
أليس غريبا أن تجهض الانجازات وتفوت الفرص ويهدر الوقت وتضيع الجهود في أمور عقيمة لا طائل منها ونحن بأمسّ الحاجة الى توجيه ما نملك من طاقات وقدرات نحو تحقيق المشروعات التنموية المستهدفة؟!
إن للممارسات الديموقراطية أصولها وحدودها وأدواتها الدستورية التي تمارس من خلالها في الزمان والمكان المحدد لها فإن خرجت عن زمانها ومكانها وإطارها الدستوري فإنها تتحول الى فوضى وتمرد على الأسس والقواعد والأعراف والتقاليد الاجتماعية ودستورنا الذي ارتضيناه جاء على نحو من الشمولية والانفتاح والتكامل يتسع للتعبير عن مختلف الآراء والطروحات غنيا بالأحكام التي تكفل انضباط كل الممارسات النيابية الصحيحة وتصل بها الى غاياتها في تحقيق المصلحة العامة.
وإننا في هذا البلد نؤمن إيمانا راسخا بالمبادئ الدستورية التي يجب أن تستقر وتعمق الممارسة السليمة التي تكون من خلال الأدوات الدستورية وتحت قبة مجلس الأمة وليس من خلال تأجيج المشاعر واستخدام أساليب الإثارة والتحريض والتشكيك عبر الخطب ووسائل الإعلام المختلفة.
وفي هذا الصدد فانه من دواعي الأسف أن يستمر البعض بترديد الادعاء بتوجهات للتعدي على الدستور والتجاوز عليه وغيرها من طروحات التشكيك وخلط الأمور سعيا لتحقيق مكاسب سياسية رخيصة.
إن إيماننا راسخ بالديموقراطية وكذلك التزامنا وتمسكنا بالدستور وأحكامه بما لا يسمح بأي مزايدات مرفوضة بهذا الشأن وهنا ينبغي التأكيد بأن لا أحد يملك الوصاية على الدستور وكلنا يعلم بأن أحكام الدستور قد نظمت آليات وإجراءات تعديله ولعل دعاة هذه الشائعات والشكوك هم أكثر من ينتهك أحكام الدستور ويخالف مبادئه ونصوصه.
إخواني وأخواتي.. لقد هالني وأحزنني أن تشهد الساحة الكويتية مثل هذه الأجواء القاتمة وما انطوت عليه من مظاهر وممارسات وأصداء انفعالية غير محسوبة التداعيات والعواقب مشحونة بالنزعات والنعرات المقيتة بما تحمله من بذور الفتنة التي تهدد ركائز ومقومات مجتمعنا في أمنه واستقراره ومجمل مناحي حياته وتهدد بالخطر الشديد أعز ما نملك من مكتسباتنا وثوابتنا الوطنية التي كرسها أبناء هذه الأرض الخيرة بصدق عزيمتهم ونقاء فزعتهم عبر تاريخهم المشرف.
ممارسات مؤسفة
وأمام ذلك أصارحكم القول وبكل الأسى والألم ان ما ابتليت به الساحة الكويتية مؤخرا من ممارسات مؤسفة تجاوزت كل الحدود في تشويه وجه الحرية والديموقراطية والعمل الوطني في دولة الكويت لتفتح باب الفوضى والانفلات وتشيع أجواء التوتر والتناحر واستفزاز المشاعر والانشغال بالمماحكات والمزايدات والاستعراضات المشبوهة التي أثارت قلق المواطنين وهواجسهم تجاه مستقبل وطنهم وأبنائهم.
وإذا كان من الإنصاف التنويه بالإجراءات التي بادرت الحكومة الى اتخاذها في التعامل الجاد مع مجريات الأحداث الأخيرة واحتواء أسباب فتنة بغيضة بالعمل على فرض حكم القانون بما يحقق العدالة ويعلي صوت القانون ويوطد دعائم دولة القانون والمؤسسات بالممارسات قولا وفعلا الأمر الذي يستوجب من الجميع أن يتوقف عن الخوض في هذا الموضوع وتداعياته بعد أن بات الأمر برمته في يد قضائنا العادل.
رسالتنا السامية
إخواني وأخواتي.. إن أشرف الشرف هو صدق الانتماء لهذه الأرض الطاهرة فهو ميزان تفاضلنا ورسالتنا السامية في ترسيخ وحدتنا الوطنية وإذكاء روحها وتأصيل مفهومها فهي حق الوطن في أعناقنا وقدرنا المشترك الذي عاهدنا الله على الذود عنه وحمايته من شرور المصالح الشخصية والمكاسب السياسية ومهالك العصبية والقبلية والطائفية وحسراتها وهو ما يدعو الى المزيد من التآخي والإيثار والتفاني والحس الواعي في ترسيخ هذه الوحدة وإعلائها فوق كل اعتبار لتبقى سر المجد والاقتدار لشعب مؤمن بلحمته وإرادته الجامعة في صنع حياة حرة كريمة على تراب وطن آمن حافل بأسباب التقدم والارتقاء فجعلت من أبنائه أسرة واحدة في السراء والضراء حاضنة مختلف المشارب ملتقية على كلمة سواء وهدف لا يحيد عن تقديم المصلحة الوطنية على ما عداها وستبقى هذه الوحدة بعون الله أقوى وأكبر بكثير من أن ينال منها أي تصرف شاذ هنا أو هناك كما ستبقى الصخرة المنيعة الكفيلة بتفويت أي فرصة للعبث والتخريب على أي مستوى وفي أي مجال.
النهج الديموقراطي
إخواني وأخواتي.. إذا كنا نفخر بالديموقراطية وأجواء الحرية التي ننعم بها فينبغي أن ندرك بأنها أداة تستوجب المصلحة الوطنية أن نحسن استخدامها لكي تتحقق غاياتها السامية وان نعمل جميعا على تحصينها من الممارسات المسيئة وحمايتها من العبث والتشويه حتى لا تعم الفوضى ويتفشى الانفلات وينجح البعض في تحويل هذه النعمة الطيبة الى عبء ووبال علينا.
ان النهج الديموقراطي الذي ارتضيناه منظومة قيم حية تكرس جوهر المواطنة الصالحة والحقة في جميع ممارساتنا وهي التي تؤلف وتجمع ولا تشتت وتفرق وهي الممارسة الايجابية الواعية للواجبات قبل الحقوق وهي في تنزيه حواراتنا عن التشكيك والأحقاد والضغائن.
فليس من الديموقراطية والحرية ما يسمح بالتعدي على قيمنا وثوابتنا الوطنية أو بالتطاول والتجريح للآخرين والحط من كرامتهم كما هو ليس من الديموقراطية والحرية بشيء أن يتم انتهاك وتجاوز الدستور والقانون باسم الدستور والقانون.
ان ما أخشاه اليوم أن تتعرض الممارسة الديموقراطية لخطر انتكاسة مفصلية بفعل الإفراط في تسييس الأمور والخروج على الضوابط التي رسمها الدستور لاسيما ان حالة الخلل السياسي والعلاقة غير الصحيحة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية أصبحت حملا ثقيلا يقوض المكتسبات والانجازات ويمس الثوابت الوطنية.
وهو ما يحمّل المجلس والحكومة معا مسؤولية التوصل الى تأمين مقومات راسخة تكفل بناء شراكة حقيقية وتعاون ايجابي بين السلطتين التزاما بالأطر الدستورية وحدودها الفاصلة بين السلطات والاحتكام الى قرار الحوار الراقي الرصين القائم على سعة الأفق ورحابة الصدر والحرص على المصلحة العامة في النقاش واحترام الرأي الآخر.
إخواني وأخواتي.. إن إنجازاتنا الديموقراطية لا تتكامل عبر مسيرتنا الوطنية إلا بدور إيجابي مسؤول تتولاه وسائل إعلامنا المقروءة والمرئية والمسموعة.
وإن الالتزام بمعايير المهنية السليمة ضروري في الأداء الإعلامي الواعي الحر المسؤول لأن إعلامنا جزء أساسي من نظامنا الديموقراطي.
وإذا كنا ننتقد بعض الممارسات والاجتهادات الإعلامية غير المسؤولة والتي لا يجوز التهاون إزاءها فلأننا لا نريد لإعلامنا الانحراف عن رسالته الوطنية السامية فيما يهدد الوحدة الوطنية والأمن الاجتماعي ويعكر صفو العلاقات الخارجية ليكون دائما مشعلا حضاريا مشهودا للمعرفة في دقته وحياده وإنصافه وأداة إيجابية فعالة في دعم جهود البناء والتنمية ومنبرا للحرية المسؤولة والرأي العام المستنير.
أقدار الأوطان
إخواني وأخواتي.. ان أقدار الأوطان ومقدراتها أغلى من أن تختلط بها وتخالطها مصالح ضيقة زائلة فالأوطان لا تبنى ولا تصان إلا بسواعد أهلها وتكاتفهم وتعاضــــدهم وقد أدى أهلنا الأمانة كاملة واستودعونا شرف الرسالة.
اننا نعيش في واحة وارفة الظلال ينعم فيها أهلها بخير وفير ومناخ عامر بالأمن والطمأنينة مفعم بروح التآخي والتواصل نتنفس فيه أجواء الحرية والديموقراطية وهي نعم وفضائل تستوجب الحمد والشكر والثناء لله وقد قال تعالى في كتابه الكريم:
(ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإن الله سميع عليم) صدق الله العظيم.
إن علينا أن نعي وندرك مخاطر الفتنة البغيضة التي لا يجدي معها حل أو علاج ولن يكون فيها رابح فالخاسر فيها دائما هو الوطن والذي يدفع الثمن هو الجميع. ولعل خير شاهد على ذلك ما تعرضت له مجتمعات ودول من شرور وتداعيات الفتن وما ترتب عليها من انشقاق وعداوات طالت أبناء البيت الواحد أتت على مقدراتها وأكلت الأخضر واليابس فيها، نسأل الله تعالى أن يقينا شرها وخطرها.
مرسى الأمان
إخواني وأخواتي.. إننا في سفينة واحدة لا بديل في إبحارها إلى مرسى الأمان إلا أن تتصافى الأنفس وتتوحد القلوب وتتشابك الأيدي وتسود مشاعر الألفة والتعاون بروح الأسرة الواحدة.
ان ثقتي بأبناء وطني كبيرة فأحلامنا وأمانينا وتطلعاتنا واحدة وطريقنا إلى بلوغ المراد ولاؤنا ووحدتنا وانتماؤنا واتقاء الله في وطننا.
لقد أعطتنا الكويت الكثير وما أغنانا عن ممارسات تلهينا عن الوفاء بما تستحقه من أبنائها الأوفياء المخلصين وعلينا أن نزيح عن سبيلنا كل المعوقات واضعين مصلحة الكويت وحدها في المقام الأول.
فلنسر على بركة الله صفا واحدا نعمل بجد وتفان لنهيئ لنا ولمن بعدنا مستقبلا زاهرا نفاخر به ونعتز سائلين المولى القدير أن يتغمد شهداءنا الأبرار برحمته ورضوانه ويسكنهم جنات النعيم ويجزيهم خير الجزاء.
(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا)، (وهيئ لنا من أمرنا رشدا).
وأصلح لنا أعمالنا واجعل حاضرنا خيرا من ماضينا ومستقبلنا خيرا من حاضرنا وأسبغ على هذا البلد أمنا ونعيما مقيما».
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكرم صاحب السمو في 4 يناير 447 معلما ومعلمة ضمن مهرجان «شكرا معلمي» السادس كما كرم في 6 يناير 147 فائزا وفائزة في مسابقة الكويت الكبرى الـ 13 لحفظ القرآن، وذلك بحضور الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية.
وتستمر مسيرة الخير والعطاء المتواصلة لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه.