- إنضم
- 28 يناير 2014
- المشاركات
- 2,918
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
وبشر الصابرين ......
الحديث عن الصبر من أطول الأحاديث
وأشدها عمقاً ، وأكثرها تشعباً
فمنذ أن اختبر الإنسان الألم قابله الصبر
يشد عضده ويمنيه بأن الآتي سيكون أجمل
وعليه فقط أن يحتمل ، ولا يجزع
ويقاوم ، ولا ينكسر .
وأن يكون على يقين بأن الصابرين
يوفون اجرهم بغير حساب
لنا في كل يوم تشرق شمسه
حكاية مع الصبر :
صبر على المرض
صبر على. الحاجة
صبر على مالا بد منه وما لانستطيع تغييره
صبر على الفشل
صبر على مايصيبنا من حيث لانتوقع
صبر على جميع المكاره .
قصة عن الصبر :
يُحكى أن أحد الصالحين كان إذا أُصيب بشيء
أو ابتُليَ به يقول : خيراً ...
وذات ليلة جاء ذئب فأكل ديكاً له ,
فأخبر بذلك فقال : خيراً ,
ثم ضُربَ في هذه الليلة كلبه المُكلف بالحراسة
فمات . فقيل له ,
فقال : خيراً ,
ثم نهق حماره فمات ,
فقال : خيراً إن شاء الله .
فضاق أهله بكلامه ذرعاً .
وفي ليلة نزل بهم عرب أغاروا عليهم
فقتلوا كُلَ من في المكان
ولم ينجُ إلا هو وأهل بيته .
فالذين غاروا استدلوا على الناس
الذين قتلوهم بصياح الديكة
ونباح الكلاب
ونهيق الحمير ,
وهو قد مات له كل ذلك ...
فكان هلاك هذه الأشياء خيراً وسبباً لنجاته من القتل.
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
الصبر في القرآن في نحو تسعين موضعا .
وهو واجب بإجماع الأمة .
وهو نصف الإيمان .
فإن الإيمان نصفان : نصف صبر ، ونصف شكر .
دخلوا على أبي بكر وهو مريض
وقالوا : ألاا ندعو لك طبيباً ؟
قال : الطبيب قد رآني .
قالوا فماذا قال ؟
قال : يقول : إني فعال لما أريد .
وهل آكثر من الانبياء أولي العزم
تعرضاً لمواقف اختبر فيها صبرهم ..
فكانوا كالجبال ثباتاً ..؟!
وفي مقدمتهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
الذي اختبر من الأذى مالم يتعرض له نبي قبله .؟!
الصبر شيم الأفذاذ يتلقون به المكاره بقوة إرادة
ومناعة وجلد ...!
والعاقبة للمتقين الصابرين
الصبر الجميل هو المنفذ الوحيد
الذي نخترق به جدران الألم وإذا لم نتمسك به
فماذا عسانا أن نصنع تجاه مانتعرض له
من ظروف الحياة ..؟!
يقول الشاعر :
اصبر على مضض الأدلاج في السَّحَرِ
وفي الرواح إلى الطّاعات في البكـر
إنـي رأيـت وفـي الأيـام تجربـة
للصّبـر عاقبـة محمـودة الأثــر
قصة عن الصبر :
يحكى أن رجلاً من الصالحين مر على رجل
أصابه شلل نصفي والدود يتناثر من جنبيه
وهو اعمى وأصم
و يقول : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به
كثيراً من خلقه .
فتعجب الرجل ثم قال له :
يا أخي ماالذي عافاك الله منه
لقد رأيتُ جميع المصائب وقد تزاحمت عليك .
فقال له :
إليك عني يا بطال فإنه عافاني
إذ أطلق لي لساناً يوحده
وقلباً يعرفه وفي كل وقت يذكره .
بالإيمان القوي ..
ومن وراءه الإرادة وصدق العزم والتوكل
نكون من الصابرين الذين يتحملون عقبات الحياة
مدركين أن وراء الصبر بشارات الفرج ...
وحسن العاقبة .
بقلم المحامية. نون
