الجزء الثامن
ردت الطاف من الملجة وخذاها التعب لعالم الاحلام ..
قامت من النوم مفزوعه ، وامسكت الموبايل تبي تتطمن على فيصل ،،
تدق ,, تدق .. تدق ! بس مافي أي رد ، اقعدت تدعي ان يكون بخير وان يكون ما صابه أي مكروه
ماتدري بالحالة اللي بالمستشفى ماتدري إن امس كان اخر يوم تشوف فيه عيونه .. و تحس بدفا لمسه !
فيصل .. تكفا ، عشان كل اللي يحبونك ، عشان الطاف . تحمل !
بالمستشفى ،،
كان فيصل يصارع الألم بآخر لحظاته ، كان يصرخ .. ويتمتم بكلمات محد يفهمها ..
اسم الطاف اهوا الوحيد المفهوم ، كان يدعي ربه انه يعيش اكثر ..
يبي يودعها ، يبي يشوفها ، ما يبيها اتيي المستشفى وما تلاقيه ، ما يبي يذبحها واهيا حيه ،،
يارب مد بعمري عشان اعبدك واسعد زوجتي يارب ..
صالح كان واقف يمه يبجي ، أي يبجي ،، كان يشوف رفيج عمره واخووه يصارع الموت جدامه ، كان يشوفه يتعذب واهوا مو عارف شنو يسوي ..
ظل فيصل بحالة عذاب ثلاث ساعات ..
كل لحظة الدكاتره يفقدون فيها امل حياة فيصل ، وكل لحظة يقولون انه راح يودع الدنيا ، لكن ..
بعد ثلاث ساعات بدت حالته تتحسن ، والالام تخف شوي شوي ،،
صج جان المرض موجود لكن الآلام راحت وخفت شوي ..
كانت الساعه 8 الصبح ..
فيصل هدا ونام .. بعد ليله متعبه ، قدر ينام .
اما صالح فـ قعد يحمد ربه ان الله عدا الازمه على خير ،
ارتاح صالح ، وقدر يغمض عينه ، وينـام ..
فيصل على الرغم من انه حس ان الالم توقف ، الا انه صار يحس انه المرض بدا ياكل فيه من كل صوب ، يحس ان ايامه معدوده ، ويمكن ساعاته اللي معدوده !
الساعه 9:30 الصبح ..
الطاف كانت عند باب المستشفى .. قعدت تلوم نفسها ، حست انها تأخرت ، لكن شتسوي ، سيارتها كان زيد اخوها ماخذها ، فـ اضطرت تنطره لين يرد ، اوصلت المستشفى وعلى طول راحت لـ غرفه فيصل ..
طقت الباب وادخلت .. شافت صالح انحرجت و مادرت شتسوي ، صالح حس بدخولها ، فـ قام وطلع من الغرفه ، الطاف راحت لعند فراشه .. و قعدت يمه .. ابتسمت يوم شافته نايم حست انه مرتاح ، وظلت تتأمل بملامحه ، ما تغير .. بنفس الوسامه ، نفس الشكل ، بس التعب صار شوي مبين عليه ، احبك فيصـل ، احبك !
اقعدت الطاف تمسح على شعره وتدعي ، فيصل حس بوجودها ، لان استشعر الراحه اللي صارت ، بطل عيونه ..
كانت قاعده يمه ، مبتسمه بـ ويهها اللي يعشقه ، ابتسم لها وغمض ..
فيصل: صباح اللطف كله
الطاف : صباح النور يا عمري
فيصل : تدرين كل يوم ، اشوفج احلى من اليوم اللي قبله
الطاف تضحك : لا والله يعني امس كنت جيكره يعني ؟؟؟ هيين
فيصل : هههه ، شلون فهمتيها ، انا ما كنت ابي اقولها صراحة هههههه
الطاف تصد عنه بغرور ودلع : مو عاجبتك احسن ..
فيصل يرفع ايده ويحطها على ويهها ويلفه بـ هدوء عليه .. : في احد ما يعجبه هالقمر ؟
الطاف انحرجت : عبالي بعد ..
فيصل سكت وغمض عيونه ..
الطاف : فيصل ؟
فيصل فتح عينه ولف راسه شوي عليها واهوا بفراشه : هممم ؟
الطاف : ولا شي ، كنت .. مادري .!
الطاف خافت ، لانه سكت فجأة ..
فيصل : الموت حق حبيبتي ، وانا ابيج تكونين قوية لو صار فيني أي شي لا قدر الله ، مابيج تنكسرين وتبجين ، أبيج تبدين حياة يديدة ، خاليه من أي ضيق وحزن ، ابيج تكونين سعيدة ، ومرتاحه ، هذا اذا كنتي تبيني اكون مرتاح ، لان راحتي بسعادتج ، وحطي فبالج مثل ما ربي رزقج اياني ، راح يرزقج باللي احسن مني ، واطيب مني ، ويحبج اكثر مني ، ( يضحك ) بس هاااااا ،، مو الحين اذا صار شي لا قدر الله !
الطاف عيونها غورقت وما نطقت بـ ولا كلمة ، ماتبي تبجي ، عشان جذي ما تكلمت ..
رد فيصل غمض عيونه ، كان هالمرة يتألم ، يتألم حيل بدون صوت ..
من ناحية ثانية ..
زيد كان بالكلية ، يفكر بمريم ، يحس خلاص ، لازم يصارحها بحبه ، لي متى راح يخش عليها ؟
لي متى راح يخش هالحب بقلبه ، جذي راح يموت هالحب قبل لا ينولد ..
قرر زيد ان يقولها ، قرر يصارحها ، ..
زيد مسك الموبايل ، ودز لها مسج ،، ( مريم ، شلونج ؟ متى عندج بريك ؟ )
مريم بعد 10 دقايق ردت عليه ، ( انا توني واصله الكلية عندي الحين محاضره بعدين عندي بريك ساعتين )
زيد عجبه الوقت ، وقرر ان يقولها ان يبيها بموضوع ، ويليتها تكون موجودة ...
بالمستشفى ..
فيصل بتعبت : الطاف لا تبجين بس ، اذا لي خاطر لا تبجين
الطاف كانت تبجي من قلب .. : فيصل لا تخليني بروحي الله يخليك لا تخليني بروحي ، انا من لي غيرك بالدنيا ، وربي ماقدر على بعدك يوم ، تكفا خلك وياي .. تكفا لا تروح ، امنتك الله لا تروح وتخليني ..
فيصل كان ماسك ايد الطاف ويطالعها ،، : الطاف ، ابيج تديرين بالج على نفسج ، امنتج الله ، ديري بالج على نفسج ، مابي شي يضرج ، ومابيج تصيرين متضايقه ، الطاف احبج واموت عليج .. وصدقيني حتى وانا بقبري راح اغار عليج من اللي راح ياخذج ..
الطاف اقعدت تبجي من كل قلبها : بس .. بس لا تقول جذي ، ذبحتني فيصل بس ..
فيصل حط ايده على خدها : لا تبجين ، ماحب ادموعج ، يعني انتي ترضين اني انام واخر شي شايفه دموعج ؟ الطاف ابيج تعيشين مثل الناس العاديين ودايما ابيج تقولين ، الخيره فيما يختاره الله ، واذا انا رحت او بقيت ، فالخيره مكتوبه ، والزين مكتوب ، واذا ربج ما جمعنا بالدنيا ، ان شاء الله يجمعنا بالاخره .,,
بهاللحظات صالح طق الباب ودش ، قلبه نغزه ،، ومن بعده ادخلت ام فيصل ، كان الكل حولة ..
كل اللي يحبهم موجودين حوله ، لف عينه بنظره لهم كلهم وخص هالنظرة لـ صالح وجنه يوصيه على شي ، ويوصيه على امانه كبيره ، امانه ...
وصاتي لك من بعـدي تمـوت فيهـا عشانـي
ابيها تعيش و تحيا بك واظـل بالذاكـره مفقـود
وصاتي لك تنسيها ملامـح وجهـي و تنسانـي
وتعزفها قصيدة حب على عكس اللي عزفته بعود
وصاتي لك تبعدهـا عـن اشعـاري وقيفانـي
تراها مغرمة بالحيل ويشهد لـي عـدد الـردود
وصاتي لك تسايرها تـرى فيهـا مـن احزانـي
طلبتك لايضيق بالك طلبتـك والطلـب مـردود
وصاتي لك تناديهـا حياتـي عمـري ازمانـي
انـا عودتهـا دايـم ادلعهـا وانــا مـوجـود
وصاتي لك تعاملهـا بطيبـه قلـب و احسانـي
تراها تـذرف الدمعـه ودمعتهـا بليٌـا حـدود
وصاتي لـك تحفظهـا سـور وآيـات قرآنـي
وتخبرها عـن الميـت رحـل لايمكنـه بيعـود
وصاتي لـك ترسمهـا علـى قبـري وأكفانـي
ابيها لوحة تبقى علـى طـول الزمـن محـدود
وصاتي لك تمازحها وتشوف الضحكة بأسنانـي
سعيتك ياضحك هالكون طلبتك لاتصير جلمـود
وصاتـي لـك تحببهـا فأبو نـورة بعـد هانـي
وتنسيها ندم غلطة انـا فيهـا تـرى المقصـود
وصاتي لك تكرهها فـي تاريخـي و عنوانـي
أبيها تلعن اللحظة وتلعـن كـل فـرح موعـود
وصاتي لك تكلمها عن المجنـي وعـن الجانـي
وتخليني انا الظالم وانـا مـن حـرق الاخـدود
وصاتـي لـك تشبهنـي بـدم أحمـر قـانـي
وانا هالقاتل السفاح مجرم مـن عصـر نمـرود
وصاتـي لـك تحلفهـا تتـوب تحبنـي ثانـي
ترى يكفيها ماعانـت ويكفـي حيلهـا مهـدود
وصاتـي لـك تنسيهـا وصيـة قالهـا لسانـي
أنا اخبرك رجل موقـف وانـت قدهـا وقـدود
صديقي مالقيت غيرك يعرف وشلـون تنسانـي
أمانه ضمها بقلبك ترى فيصل رحـل مايعـود
ومن بعدهـا غمضت عينه ، وارتفعت سبابته ينطق فيها الشهادة ..!
رحــــــل فيصل ،، .. وغمضت عينه ،،
رحل النبض الصادق ، والحب الوفي ، رحل عاشق الطاف ، وترك وراه كل اللي يحبونه
رحل القلب الصافي ، رحل الطيب ، الحنون ، الصديق ، الحبيب ، الزوج ..
رحل بدون ما يرجع ..
محد كان مستوعب ، الا امه ، شافت سبابته ارتفعت ، تشهد وودع الدنيا ..
الطاف انهارت ، اقعدت تضمه ، تشمه ، تناديه : فيصل انتا قلت لي راح نتزوج ، صح ؟ يالله قوم .. فيصل حبيبي انا اكلمك رد علي .. فـ .. ( وراح صوتها بالبجي ) فيصل تكفا .. تكفا فيصل ، خالتي شوفيه خل يرد علي ، خالتي يحقر شوفيه ، صالح .. احد يكلمني ، فيصل ليش ما يرد ، راح فيصل ؟
صالح انكسر قلبه يوم شافها ، راح لها ومسكها من ايدينها ، صارت ريلها ما تشيلها فـ سندها على جسمه : الطاف فيصل راح عند ربج ، وارتاح من الالام ، ادعي له بالرحمه ( وحتى صالح ما عرف شلون يمسك دموعه ) ..
اما ام فيصل فـ قعدت عند طرف السرير تبجي وتدعي له بالرحمه ، ولدها الوحيد ونور عيونها ، ما تشوف غيره بالدنيا ، ما تشوف الا اهوا .. وكاهو راح من جدامها ، من لي غيرك يا فيصل ؟ من لي غيرك اشكي له همي ؟ من لي غيرك كل ما اصبحت الصبح اشوفه ؟ الحين البيت خالي علي ، مافيه غير ريحتك وريحه ابوك المرحوم .. كلكم رحتوا جدام عيوني ، ابوك وانتا .. لا حول ولا قوة الا بالله ، لا حول ولا قوة الا بالله ..
صالح دق عالسايق مالهم ياخذ الطاف بـ سيارتها ويوديها البيت ، لان مستحيل يخليها ترد بهالحالة ..
كان يحاول يقوي نفسه على الاقل جدام الحريم ، مستحيل يبجي او يضعف جدامهم ، اهما بروحهم محتاجين من يساندهم ،،
الطاف كانت قاعده يم فيصل ماسكه ايده وتبجي ، تبجي من قلب : تكفون نادو الدكتور الله يخليكم نادوه ..
الدكتور كان بالطريج ودخل باللحظه اللي طلع فيها صالح الطاف ، كانت الطاف تبجي وتحس بتعب ..
وصلها لين السياره ويا السايق ورد الغرفه ،،
الطاف كانت منهاره وما تدري شتسوي ، كانت تحس انها جسد بدون روح ،،
اوصلت البيت ، ابوها وامها كانوا بالصاله ..
امها يوم شافتها جذي ماتت من الخوف ، شصار فـ بنتي ؟؟!!
ام طارق بخوف : شفيج الطاف ؟؟
الطاف طاحت بحضن امها وقعدت تبجي ، ابوها قرب منها ، يبا شفيج تكلمي .. شصاير ؟
الطاف بصوت متقطع : يبا ، فيـ .. فيصـ ـ .. ل ، ماات
ابو وام طارق انصدموا ..
وماعرفوا شنو يقولون ، وقعدوا يهدونها . لين خفت شوي من البجي وذكرت ربها ، وراحت فوق تصلي وتدعي له بالرحمه ،، خلاص مات .. راح عن الدنيا ، دموعج يا الطاف ما راح تفيدة ، اهوا محتاج لدعائج محتاج للدعاء الخالص اللي من قلب ..
مرت 3 ايام على العزا ،،
الطاف ما راحت ولا يوم ، ماكانت تقدر تروح ، راح تذبح نفسها اذا راحت ، راح تموت اذا راحت ..
كانت ام فيصل تتصل على الطاف تهديها ، كانت تذكرها ان الموت حق ، وكل من راح يموت ..
كل واحد بالدنيا له يومه ، وراح يودعنا ، والله خذا امانته وريحه من الالام اللي كان يحس فيها ..
أما صالح ،، فـ كان منهار ، هذا اخوه ، اخو دنيته ورفيج عمره شلون ما يبجي عليه ؟!
صالح كان بداره يفكر ، ويلملم الصور اللي كانت جامعته مع فيصل ، يبي يخش كل شي يذكره فيه ، مايبي يتذكره ، ما يبي يفكر اكثر .. فيصل حبيب الكل ، محد يقدر ينساه ...
واهوا يشيل اغراضه رن تلفونه ..
وضحه : الوو .. قوة حبيبي ، عظم الله اجركم .
صالح متماسك : اجرنا واجرج ، شفتي شلون ؟ الدنيا خذت فيصل ، جذي دايما الناس الزينه تروح
وضحه : الله يرحمه ، ادعو له بالرحمه ، وان ربي يوسع قبره ويجعله روض من رياض الجنه
صالح : اللهم امين ..
وضحه : حبيبي ابيك ترتاح مابيك تحبس نفسك ، الموت حق ، وانتا مو من حقك تدفن نفسك جذي وانتا حي ، قوم صل لك ركعتين واذكر ربك ، وعقب دق علي .
صالح مرتاح : ان شاء الله يالغاليه ..
وضحه كانت انسانه مثاليه ، وعقلها يوزن بلد وهذا اكثر شي حبب صالح فيها ، قام صالح توضا وصلى ، وقرأ قران واتصل ،، كالعادة وضحه تستقبله بـ بشاشه تخليه يرتاح وجنه جبل الهموم اللي على قلبه كله يطير ..
من ناحية ثانية ،
كانت الطاف لي الحين بغرفتها من 3 ايام ،،
رافضه تاكل ، ولا تكلم احد ..
كانت طول اليوم تبجي وتدعي ..
اخوانها ما استحملوا يشوفونها جذي ..
راحت لها اختها الصغيره ،،
ساره : الطاف خلاص تره صج قلبي قام يعورني ، بس عفيه تره ابجي وياج ، الله يرحمه توفى وان شاء الله راح ايون لج اللي احسن منه ..
ساره ما تدري عن اللي بالقلب ، صج لي قالوا ، اللي بالقلب بالقلب ، ولو القلوب تتكلم جان بلاوي الناس كلها بينت !
الطاف ارفعت راسها لأختها اللي عيونها كانت ممتلية دموع : مو قاعده ابجي لا تحاتين بس تعبانه
ساره : تقصين علي ؟ عشان انا الصغيره ؟ لطوفه انتي تبجين ،، وتبجين وايد بعد
زيد وطارق ادخلوا على الطاف : سارونه حبيبتي ، نزلي تحت ويا سعود شوي بنقعد ويا الطاف ..
انزلت ساره واهيا اتحلطم ،، شنو هذيل شايفيني ياهل يعني !!
طارق راح يم اخته : عظم الله اجرج الطاف ، الطاف انا و زيد يايين تكلمج ، لان اللي قاعده تسوينه اكبر غلط ، انتي قاعده تذبحين نفسج وهالشي ما يرضى فيه ربج ، ولا حتى فيصل ، اهوا لو كان عايش جان مستحيل يرضى يشوفج جذي ..
الطاف اللي صار قضاء وقدر ، وربج اذا كتب شي ، اكيد هالشي من مصلحتج ، يمكن ما يبين الحين ، يمكن بعدين تعرفين هالشي ، ما تدرين ،، يمكن ما اتيبون عيال ، يمكن يموت الحب بينكم ، يمكن يتزوج عليج .. ماتدرين شنو يصير ، فـ انتي ما يصير تسوين بنفسج كل هذا ، احنا نبي اختنا قويه ، وبشوشه مثل قبل ، ما نبيها ورده ذبلانه ومو حلوة ..
الطاف ارفعت عينها على اخوانها ، ولأول مره من يوم توفى فيصل تحس انها مرتاحه وابتسمت بعين دامعه ..
من طرف ثاني ،،
صالح كان قاعد يسولف بالتلفون ويا وضحه واهوا متضايق .. ولا ينطق باب داره ..
الخدامه كانت واقفه .. ويايبه وياها ظرف ، من ام فيصل ..
شراح يصير بالايام اليايه ؟
وشنو فيه هالظرف ؟
شنو تتوقعون صار بين مريم وزيد ؟
وبين ابرار وسعد ؟
تم الجزء الـ ثامن
ويالله الحين نزلت لكم بارتين وانشالله لما اشوف ردودكم اكمل