الأمم المتحدة: القمع الوحشي في سورية أوقــع 3500 قتيل
أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، أمس، أن أعمال القمع الوحشي في سورية أوقعت أكثر من 3500 قتيل. فيما بدأ المجلس الوطني السوري «تحركاً واسعاً» لدفع جامعة الدول العربية إلى تبني «موقف قوي» ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. في وقت قتل فيه ثمانية من عناصر الجيش والأمن السوري في كمين نصبه لهم «منشقون» في جنوب مدينة معرة النعمان بمحافظة إدلب، بينما قتل ثلاثة أشخاص في مدينة حمص (وسط)، وثلاثة عندما هاجمت القوات السورية مدينة حماة تحت وابل من القصف الشديد.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان، رافينا شامداساني، خلال مؤتمر صحافي ان «القمع الوحشي للمتظاهرين في سورية أودى بحياة اكثر من 3500 شخص حتى الآن». وأضافت أن «أكثر من 60 شخصاً قتلوا من قبل العسكريين وقوات الامن، بينهم 19 الاحد أول ايام عيد الأضحى»، منذ قبول دمشق في الثاني من نوفمبر «خطة عربية يفترض ان تنهي العنف».
وأوضحت أن «الحكومة السورية أعلنت الإفراج عن 550 شخصاً السبت (الماضي) بمناسبة العيد، لكن عشرات الآلاف مازالوا معتقلين وعشرات الأشخاص يتم توقيفهم كل يوم». وأكدت أن القوات السورية مازالت تستخدم الدبابات والمدفعية الثقيلة لمهاجمة احياء سكنية في مدينة حمص. وأشارت إلى ان حي بابا عمرو «محاصر منذ اسبوع، وسكانه محرومون من الغذاء والماء والدواء»، ووصفت الوضع «بالمروع». وقالت «إنه امر مخيب للآمال»، مؤكدة انها «تشعر بقلق عميق من الوضع». وكانت المفوضية طلبت من دمشق السماح للجنة تحقيق دولية مستقلة شكلت في 23 أغسطس الماضي خلال اجتماع لمجلس حقوق الانسان بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سورية. وقالت شامداساني «نحاول دخول سورية منذ اشهر عدة، ونحاول تشجيع الحكومة السورية والضغط عليها لتسمح لنا بدخول أراضيها».
في سياق متصل، قال المجلس الوطني في بيان انه «بدأ تحركاً سياسياً واسعاً بهدف حث الدول الأعضاء في الجامعة العربية على اتخاذ موقف جدي وفاعل ضد النظام السوري، بما يتناسب مع التطور الخطير للاوضاع داخل سورية، خصوصاً في مدينة حمص» التي تحاصرها القوات السورية.
وأوضح ان خطة تحركه «تشمل القيام بزيارات مستعجلة إلى كل من الجزائر والسودان وسلطنة عمان وقطر، والاتصال بعدد من وزراء الخارجية العرب، من ضمنهم وزراء خارجية السعودية والعراق والاردن والامارات وليبيا والكويت، لإطلاعهم على الجرائم المروعة التي يرتكبها النظام في حمص وعدد من المناطق التي تتعرض لاجتياحات عسكرية واسعة النطاق».
من جهة اخرى، قال المجلس في البيان نفسه، ان وفداً من مكتبه التنفيذي سيزور الجامعة العربية قبل اجتماعها الوزاري المقرر السبت المقبل، لنقل «مطالب الشعب السوري». وعدد البيان خمسة مطالب، هي: «تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية»، و«فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية من قبل الدول الأعضاء على النظام السوري»، و«نقل ملف انتهاكات حقوق الانسان وجرائم الابادة إلى محكمة الجنايات الدولية».
أما الطلبان المتبقيان فهما «دعم الجهد الأممي الرامي إلى تأمين الحماية الدولية للمدنيين السوريين، خصوصاً في حمص، وإرسال مراقبين دوليين، والسماح لممثلي وسائل الإعلام والمنظمات الدولية بالدخول إلى سورية بكل حرية»، و«الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلاً شرعياً للثورة والشعب في سورية».
من جهته، قال المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني المعارضة في سورية حسن عبدالعظيم، ان الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، دعا قيادة الهيئة في الداخل والخارج إلى اجتماع اليوم في مقر الجامعة بالقاهرة. وأضاف أن وفد الهيئة سيقدم وجهة نظر الهيئة لتطورات الاوضاع في سورية.
على الصعيد الميداني، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثلاثة أشخاص استُشهدوا، صباح أمس، في مدينة حمص، هم طفلة في حي عشيرة، كما أُصيب اثنان من أفراد عائلتها بجراح اثر إصابة منزلهم بقذيفة (آر بي جي)، ومواطن خلال المداهمات التي تنفذها القوات السورية في حي بابا عمرو، فيما توفيت سيدة في الحي نفسه متأثرة بجروح أُصيبت بها، أول من أمس». وأضاف أن ثمانية من عناصر الجيش والأمن السوري قُتلوا، أمس، في كمين نصبه لهم مسلحون يُعتقد أنهم منشقون في جنوب مدينة معرة النعمان بمحافظة إدلب. وأشار إلى أن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش النظامي ومنشقين قرب مجمع الأسد الطبي وجنوب الملعب والحاضر والمزارب في مدينة حماة.
من جهته قال الناطق باسم لجان التنسيق المحلية، عمر إدلبي، إن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم عندما هاجمت القوات السورية مدينة حماة في وسط غرب سورية تحت وابل من القصف الشديد. وأوضح ان أفراد الشبيحة التابعين لنظام الأسد ينفذون عمليات دهم للمنازل واعتقال لأفراد في مناطق داخل حماة، «وأنهم قد صاروا خارج سيطرة الحكومة». وذكر أن المدينة تعاني انقطاع التيار الكهربائي وخطوط الهاتف والإنترنت.