/
\
.
أسعد الله كل أوقاتكم , و شتت الله إهتماماتكم , و كثر الله إختلافاتكم
فيما لا يمس عقيدتكم , و لا يُقسِمْكم حتى لا تكونوا مذاهباً و فصائل
و أحزاب فـ يقودكم من كان له صوتاً جهوراً و مناكباً عريضه فـ يؤلف
لكـم دستوراً لا يرضي سواه هو و من شار عليه و إستغباه و قصد أمراً
لم يدركه جهور الصوت عريض المناكب لأنه إهتم بظاهره و فاتَه سُمــا
دُس في فحواه
" أنا سئمت المجتمع "
أقرأوا إعترافي هذا بتمعنٍ جيد و لا تُعطوا التمعن أكثر من بضع ثواني
لأنهُ ليس إلا إعترافاً تكون من ثلاثة كلمات .. لم أوجز قصداً و لكنه أتى
هكذا تفصيلاً و إيجازاً , سهولةً و إمتناعاً و حاولوا أن تأخذوا إعترافي
هذا على محمل الصادق الجاد و إن لم يكفيكم نصه و معناه فـ في أسباب
لفظه ستدركوا مرماه
أنا يا سادة يا كرام أحد أفراد المجتمع الذي سئمته و في أيامي التي أقضيها
بين هذا المجتمع الذي أشاركهم أيامهم و يشاركونني أيامي أواجه سيلاً مـن
المذهلات و القاهرات و المُخيبات و المُحبطات و يجرفني السيل و يغشى صبحي
الليل مهما ثبتَ أقدامي و أحسنتَ إنسجامي يُصر المجتمع على إجباري بأن
أنفرد بقرطاسي و أُدون إحساسي " أنا سئمت المجتمع "
أنا أحد أفراد المجتمع الأكثر عنصرية فـ البدو فيه يسخرون من الحضر و الحضر
فيه يسخرون من البدو , حتى تجرد البدوي المسكين من بداوته و تحَضر درءاً لعواقب
سخرية مجالسيه الحضر , و من آتت به السفينه لا يحمل في يده سوى المكينه
سٌمي " طرش " و ما أن إستقر الطرش حتى قال للبدوي " صربي " أو " سلَق " و من
أتى على أقدامه من اليمن لا يحمل هماً سوى جني المال سُمي " زيدي " أو " حضرمي "
و غير ذلك " العبد " مع أننا جميعنا مسلمون و نحمل ذات الهوية و ذات جواز السفر و نسكن
في أرضٍ واحدة إلا أننا ندس الحسد و الكره و البغض لبعضنا و لسنا كالجسد الواحد و ما كُنا
يوماً جسداً واحداً و لو إدعينا ذلك فنحن نكون بذلك عنصريين و كاذبين و ما كذبنا إلا
على أنفسنا و غيرنا ليسوا لنا بمصدقين
فـ لو دقق أحدكم في حال هذا المجتمع لوجد أنهم يمشون كالجماعات فأبناء القبيلة
لا يُدخلون بينهم أحداً يماشيهم بسهولة فـ هم يمقتون بعض القبائل و يهزأون بـ من
لا يعرف جده العاشر و يقولون عنه " صلبي " و من يعرف جده العشرين ليس بأفضل
منه لأنه " خضيري " أو " صانع " فـ بالله عليكم هل تتوقعون ممن يعرف شجرة عائلته
و جده الأول أن يُماشي هولاء فقط لأنهم مسلمين أو لأنهم أبناء وطن واحد و هو إبن فلان
الذي غزى قوم إبن فلان ليلاً فـ نهب " معزاه " و ساق " مطاياه " و أدبر ما أبقى
منهم حياً ؟
و هل تتوقعون من إبن العائلة المتحضره أن يماشي هؤلاء البدو أصحاب العادات
و التقاليد العجيبه و اللهجات الغريبه و أن يُحرج نفسه في كل مرةٍ يجلس معهم
بسؤالهم عن معاني مفرداتهم و يُسوِغ لهم بنفسه أن يسخروا منه و من عدم إنتسابه
لقبيلةٍ مجيده و يزيدونه غيضاً إن حمدوا الله بأنهم أبناء قبائل لأجدادهم تاريخ في سفك
الدماء لا ينكره إلا جاهل ؟
هل تتوقعون من إبن القبيلة إن تولى منصباً يسمح له بالتوظيف و الإختيار و خُير
بين إبن القبيلة و غيره ممن إختلفت تسمياتهم في مجتمعنا الذي سئمته أن يختار
أحداً غير إبن القبيلة و لو كان الآخر أكفأ منه و هل تسألوني أن لا أبالي بالوقوع
في المخايرة يوماً مع " بافصفص " يوماً في لجنةٍ يترأسها " بافستق "
أنا أحد أفراد هذا المجتمع للأسف و لكن قناعاتي عكس ذلك تماماً فإن إجتنبت إبن
القبيلة لأنه جاهل أو صايع أو لا يروق لي و إخترت من راق لي شخصه و علمه
و تعامله و أردت أن أعامله معاملة إنسانٌ خلقه الله لإنسانٍ آخر إستوقفني سؤالهم
لي عن نسبي أو عن المدينة التي تمتد منها جذوري و كأن قبولهم بأن أجالسهـم
و إهتمامهم بمجالستي لهم مرهوناً بتوافق إجابتي مع ما آمنوا به في دواخلهم
فإن توافقت رُحب بي و طُلب رقمي , و إن ما توافقت تغيرت ملامح الأوجه و
إسترقت الاعين النظر إلى بعضها البعض بتعجب و خُلقت الاعذار و وٌليت الأدبار
هل تلك طبائع هذا المجتمع الذي سئمت .. أم أنها غرسةُ غُرست في دواخلهم ؟
هل يٌفرض علي جماعات و يُمنع عني جماعات و ليس لي حق إختيار من أماشي
و من أجالس في هذا المجتمع ؟
هل علي الاستماع لنفس الاسطوانة و ذات الشتائم و الاعتقادات لكلٍ ممن قسمهم
المجتمع كأن يعرف البدو بشيء و الحضر بشيء و بقايا الحجاج بشيء و العبيد
بشيء ؟
متى سيتداوى المجتمع المشلول مما أشلَه , و يرتقي بدينه و علمه و طموحات أفراده ؟
هذا أمرُ من الأمور التي جعلتني أعترف لكم بأنني قد سئمت المجتمع
و إن أسعفني الوقت يوماً سيكون هناك أموراً أخرى لن أتوانى في
تدوينها مثل ما رأيت و عايشت
\
.
أسعد الله كل أوقاتكم , و شتت الله إهتماماتكم , و كثر الله إختلافاتكم
فيما لا يمس عقيدتكم , و لا يُقسِمْكم حتى لا تكونوا مذاهباً و فصائل
و أحزاب فـ يقودكم من كان له صوتاً جهوراً و مناكباً عريضه فـ يؤلف
لكـم دستوراً لا يرضي سواه هو و من شار عليه و إستغباه و قصد أمراً
لم يدركه جهور الصوت عريض المناكب لأنه إهتم بظاهره و فاتَه سُمــا
دُس في فحواه
" أنا سئمت المجتمع "
أقرأوا إعترافي هذا بتمعنٍ جيد و لا تُعطوا التمعن أكثر من بضع ثواني
لأنهُ ليس إلا إعترافاً تكون من ثلاثة كلمات .. لم أوجز قصداً و لكنه أتى
هكذا تفصيلاً و إيجازاً , سهولةً و إمتناعاً و حاولوا أن تأخذوا إعترافي
هذا على محمل الصادق الجاد و إن لم يكفيكم نصه و معناه فـ في أسباب
لفظه ستدركوا مرماه
أنا يا سادة يا كرام أحد أفراد المجتمع الذي سئمته و في أيامي التي أقضيها
بين هذا المجتمع الذي أشاركهم أيامهم و يشاركونني أيامي أواجه سيلاً مـن
المذهلات و القاهرات و المُخيبات و المُحبطات و يجرفني السيل و يغشى صبحي
الليل مهما ثبتَ أقدامي و أحسنتَ إنسجامي يُصر المجتمع على إجباري بأن
أنفرد بقرطاسي و أُدون إحساسي " أنا سئمت المجتمع "
أنا أحد أفراد المجتمع الأكثر عنصرية فـ البدو فيه يسخرون من الحضر و الحضر
فيه يسخرون من البدو , حتى تجرد البدوي المسكين من بداوته و تحَضر درءاً لعواقب
سخرية مجالسيه الحضر , و من آتت به السفينه لا يحمل في يده سوى المكينه
سٌمي " طرش " و ما أن إستقر الطرش حتى قال للبدوي " صربي " أو " سلَق " و من
أتى على أقدامه من اليمن لا يحمل هماً سوى جني المال سُمي " زيدي " أو " حضرمي "
و غير ذلك " العبد " مع أننا جميعنا مسلمون و نحمل ذات الهوية و ذات جواز السفر و نسكن
في أرضٍ واحدة إلا أننا ندس الحسد و الكره و البغض لبعضنا و لسنا كالجسد الواحد و ما كُنا
يوماً جسداً واحداً و لو إدعينا ذلك فنحن نكون بذلك عنصريين و كاذبين و ما كذبنا إلا
على أنفسنا و غيرنا ليسوا لنا بمصدقين
فـ لو دقق أحدكم في حال هذا المجتمع لوجد أنهم يمشون كالجماعات فأبناء القبيلة
لا يُدخلون بينهم أحداً يماشيهم بسهولة فـ هم يمقتون بعض القبائل و يهزأون بـ من
لا يعرف جده العاشر و يقولون عنه " صلبي " و من يعرف جده العشرين ليس بأفضل
منه لأنه " خضيري " أو " صانع " فـ بالله عليكم هل تتوقعون ممن يعرف شجرة عائلته
و جده الأول أن يُماشي هولاء فقط لأنهم مسلمين أو لأنهم أبناء وطن واحد و هو إبن فلان
الذي غزى قوم إبن فلان ليلاً فـ نهب " معزاه " و ساق " مطاياه " و أدبر ما أبقى
منهم حياً ؟
و هل تتوقعون من إبن العائلة المتحضره أن يماشي هؤلاء البدو أصحاب العادات
و التقاليد العجيبه و اللهجات الغريبه و أن يُحرج نفسه في كل مرةٍ يجلس معهم
بسؤالهم عن معاني مفرداتهم و يُسوِغ لهم بنفسه أن يسخروا منه و من عدم إنتسابه
لقبيلةٍ مجيده و يزيدونه غيضاً إن حمدوا الله بأنهم أبناء قبائل لأجدادهم تاريخ في سفك
الدماء لا ينكره إلا جاهل ؟
هل تتوقعون من إبن القبيلة إن تولى منصباً يسمح له بالتوظيف و الإختيار و خُير
بين إبن القبيلة و غيره ممن إختلفت تسمياتهم في مجتمعنا الذي سئمته أن يختار
أحداً غير إبن القبيلة و لو كان الآخر أكفأ منه و هل تسألوني أن لا أبالي بالوقوع
في المخايرة يوماً مع " بافصفص " يوماً في لجنةٍ يترأسها " بافستق "
أنا أحد أفراد هذا المجتمع للأسف و لكن قناعاتي عكس ذلك تماماً فإن إجتنبت إبن
القبيلة لأنه جاهل أو صايع أو لا يروق لي و إخترت من راق لي شخصه و علمه
و تعامله و أردت أن أعامله معاملة إنسانٌ خلقه الله لإنسانٍ آخر إستوقفني سؤالهم
لي عن نسبي أو عن المدينة التي تمتد منها جذوري و كأن قبولهم بأن أجالسهـم
و إهتمامهم بمجالستي لهم مرهوناً بتوافق إجابتي مع ما آمنوا به في دواخلهم
فإن توافقت رُحب بي و طُلب رقمي , و إن ما توافقت تغيرت ملامح الأوجه و
إسترقت الاعين النظر إلى بعضها البعض بتعجب و خُلقت الاعذار و وٌليت الأدبار
هل تلك طبائع هذا المجتمع الذي سئمت .. أم أنها غرسةُ غُرست في دواخلهم ؟
هل يٌفرض علي جماعات و يُمنع عني جماعات و ليس لي حق إختيار من أماشي
و من أجالس في هذا المجتمع ؟
هل علي الاستماع لنفس الاسطوانة و ذات الشتائم و الاعتقادات لكلٍ ممن قسمهم
المجتمع كأن يعرف البدو بشيء و الحضر بشيء و بقايا الحجاج بشيء و العبيد
بشيء ؟
متى سيتداوى المجتمع المشلول مما أشلَه , و يرتقي بدينه و علمه و طموحات أفراده ؟
هذا أمرُ من الأمور التي جعلتني أعترف لكم بأنني قد سئمت المجتمع
و إن أسعفني الوقت يوماً سيكون هناك أموراً أخرى لن أتوانى في
تدوينها مثل ما رأيت و عايشت
