طه حسين وحياته الأدبية

إنضم
3 فبراير 2019
المشاركات
3,948
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
وُلِدَ طه حسين في عام 1889م في صعيد مصر، وتحديداً في قرية تُدعى عزبة الكيلو، لأسرة قرويّة بسيطة، وفي طفولته فقد بصره نتيجة سوء العلاج الذي خضع له، ولكن ساعدته قوّة البصيرة على الاستمرار في الحياة، وذكائه الذي ظهرت علاماته عليه منذ طفولته المُبكّرة، خصوصاً في فهمه واستيعابه للأشياء من حوله، عن طريق اعتماده على الخياللتصوير الأشياء ووجوه الأشخاص المحيطين فيه. تُوفّي طه حسين بعد حياة مليئة بالمُؤلّفات الأدبيّة عام 1973م.
حياته العلميةكانت بداية دراسته في الكتاب، وهناك تعلم اللغة العربية والرياضيات وقد حفظ القرآن الكريم كاملاً، وبعدها دخل الأزهر وهناك نال منه شهادة تخوّله للدراسة في الجامعة، وفور افتتاح الجامعة المصرية انتسب إليها، ودرس فيها الحضارية الإسلامية والتاريخ وغيرها، وقد حصل على شهادة الدكتوراة الأولى وكان موضوعها (ذكرى أبي العلاء)، وقد عانى من مشاكل كبيرة بسبب هذه الأطروحة ومحتواها، حيث اتّهمه أحد أعضاء البرلمان المصري آنذاك بالخروج على مبادىء الدين، ثمّ سافر إلى فرنسا عن طريق الإيفاد من قبل جامعته في مصر، وهناك حصل على الدكتوراة الثانية، واثناء وجوده في فرنسا تزوّج من امرأة فرنسية تدعى سوزان بريسو، وقد ساعدته على دراسته ممّا زاد من خبرته العلمية وشحن مخزونه الثقافي خاصة أن زوجته الفرنسية كانت تقرأ له المراجع وتحضر له كتب مكتوبة بطريقة بريل، ومن كثرة حب طه حسين لها كان يقول بما معناه ان الألم فارقه منذ عرفها، وأنجبت له ولدان.
أهم مؤلفاتهالأيام، ودعاء الكروان، ومستقبل الثقافة في مصر، ومرآة الإسلام، وكتاب في تجديد ذكرى أبي العلاء، وكتاب في مرآة الصحفي.
حياته المهنيةعند رجوعه من فرنسا إلى مصر تمّ تعيينه أستاذ للتاريخ اليوناني والروماني في الجامعة المصرية، ثم أصبح أستاذاً - في ذات الجامعة - للأدب العربي، ثم صار عميداً لكلية الآداب فيها، ولكن منصبه كعميد لكلية الآداب لم يدم الا يوم واحد حيث استقال بسبب ضغط من خصومه الوفديين، إلّا أنّه أعيد إلى منصب العمادة مرة أخرى، ولكن معارضته الدائمة لسياسة الجامعة آنذاك تسببت بنقله إلى وزارة المعارف ولكنه لم يقبل الانتقال فأحيل إلى التقاعد، وابتعد طه حسين عن التدريس مؤقتاً واتجه إلى الصحافة حيث أشرف على تحرير جريدة الوادي وبقي لفترة على هذا الحال ولكن لم يكمله، وبعدها عمل مديراً لجامعة الاسكندرية ثم أحيل إلى التقاعد مرة اخرى، لكن لم يدم الحال على ما هو عليه فقد عُيّن وزيراً للمعارف، وبقي وزيراً لسنتين، وعاود عمله الصحافي وترأس تحرير جريدة الجمهورية.
كان لطه حسين آراء وأفكار غريبة يبدو أنها هي التي كانت سبب مشاكله الدائمة مع خصومه، حيث كانوا يرمونه بالزندقة لأنّه كان يقول بأنه لا يوجد دليل على وجود النبيين إبراهيم وإسماعيل، وقد وقف مع إمام الأزهر آنذاك والذي كان يفتي بجواز الإفطار في نهار رمضان لمن يجد أدنى مشقة. أختم بأجمل عبارة قالها طه حسين وهي: "ويل لطالب العلم إن رضي عن نفسه".