- إنضم
- 3 فبراير 2019
- المشاركات
- 3,948
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
أحداث القصة:
تقوم القصة في ميرامار على أساس حدث رئيسي واحد هو الثورة الاشتراكية فيمصر ، وكيف ينظر مجموعة من الشخصيات التي تمثل أنماطاً مختلفة من النسيج الاجتماعي المصري إلى هذا الحدث الخطير . تلتقي هذه الشخصيات على مستوى المكان في بنسيون " ميرامار" في الاسكندرية لصاحبته ماريانا اليونانية ، ولكنها تتنافر على مستوى الأفكار والموقف من الحدث الرئيس . وإذا كان ثمة ما يوحد هذا الجمع المتنافر، فهو أنهم قدموا جميعاً إلى البنسيون مدفوعين بدافع واحد هو البحث عن الأمان والدفء والاستقرار ، هربا من ماض بغيض . فعامر وجدي العجوز يأتي إلى البنسيون ليقضي فيه بقية حياته في هدوء وليجتر ذكريات الأيام المجيدة التي كانت خاتمتها الخيبة والمرارة " لقد ركنت إليه لأنعم بشيء من الهدوء الضروري لشيخوختي ، وبشيء من عزاء الذكريات عن الخيبة المريرة التي منيت بها في ختام حياتي "( ) وزهرة تأتي هاربة من زواج قهري أرغمت عليه من طرف الجد القاسي المتزمت ، باحثة عن عمل شريف في البنسيون يؤمنها من الخوف والجوع ." ـ أراد جدها أن يزوجها من عجوز مثله لتخدمه " ( ) ويقدم طلبة مرزوق لاجئا عند عشيقته القديمة " ماريانا " فارّاً من الشعور بالذل والهوان في القاهرة بعد أن صادرت الثورة أمواله ووضعته تحت الحراسة . يقول طلبة راويا عن نفسه : " لم يعد لي مقام في الريف ، وجو القاهرة يصر على إشعاري بهواني ، عند ذاك فكرت في عشيقتي القديمة ، وقلت : لقد فقدت زوجها في ثورة ، ومالها في الثورة الأخرى ، وإذن فسنعزف لحنا واحداً ") ( أما حسني علام الذي ينتمي إلى نفس طبقة مرزوق ، فهو يلجأ إلى البنسيون هرباً من طبقته الأرستقراطية ، بل ومن كل ما يذكره بها كفندق سيسيل الفخم الذي ضاق به فاستبدل به فندق ميرامار، حاملا معه ذلا من نوع آخر. هو رفضه كزوج من قبل إحدى قريباته : " غير مثقف والمائة فدان في كف عفريت " يأتي منصور باهي إلى البنسيون متحاشيا ما يمكن أن يتعرض له في القاهرة من اعتقال بسبب انتمائه إلى الشيوعيين ، بعد أن رضخ لضغوط أخيه بالتخلي عن طريقه ورفاقه ." ولا كلمة ، سأقتلعك من الوكر"( ), ويلجأ سرحان البحيري بدوره إلى البنسيون هرباً من علاقة حب واهية الأسباب إلى علاقة حب حقيقي كان من الممكن أن تتوج بالزواج ، لولا روح سرحان التي طبعت على المصلحة والانتهازية " يا ربي ... أريد أن أفيد وأن أستفيد فما عسى أن أصنع ؟. وإذا كان البحث عن الأمن والاستقرار هربا من ماض بغيض هو النقطة التي تتوحد عندها هذه الشخصيات المتنافرة ، فإن هناك محوراً واحداً هو قطب الرحى الذي تتجاذب نحوه ، وهو شخصية " زهرة " الفتاة الريفية التي تستثير اهتمام الجميع بشخصيتها القوية ، وجمالها الريفي ، وأنوثتها الناضجة ، بيد أن سرحان البحيري وحده هو الذي سيفوز بحبها من دون حسني علام الذي حاول أن يتخذ منها خليلة ، ومنصور باهي الذي عرض عليها الزواج في لحظة من لحظات اليأس لتكون الملاذ والخلاص ، ومحمود أبي العباس بائع الصحف الذي خطبها ليجعل منها ربة بيت تعيش تحت سلطته . لقد سمعته زهرة يقول : " إن النساء تختلف في الألوان ولكنها تتفق على حقيقة واحدة ، فكل امرأة حيوان لطيف بلا عقل ودين ، والوسيلة الوحيدة التي تجعل منهن حيوانات أليفة هي الحذاء !. " على أن سرحان البحيري يغدر بالفتاة كما غدر بالثورة التي استفاد من معطياتها ، لأنها لا تتسع لطموحاته العريضة وأطماعه اللامحدودة باعتباره برجوازياً صغيراً . لذلك يقيم علاقة مع "علية" مدرسة " زهرة " لفوائد يأمل أن يحققها من هذا الزواج الصفقة . و لكن الزواج يفشل كما تفشل عملية تهريب شاحنة الغزل ، فيلجأ إلى الانتحار. أما زهرة فتعلن عن قرارها في الاستمرار على نفس الدرب نحو الكرامة والعمل الشريف ، متسلحة بالعلم والأمل والثقة بالنفس .
يدور بينها وبين عامر وجدي الحوار التالي : " ـ ماذا أعددت للمستقبل ؟ ـ كالماضي تماما حتى أحقق ما أريد ـ حسن أن تواصلي تعليمك وأن تتدربي على مهنة ، ولكن كيف توفرين لنفسك الأمن والرزق . قالت بثقة : في كل خطوة أجد من يعرض عليَّ عملا." إن ميرامار حكاية بسيطة للغاية كما يقول محمود أمين العالم، ولكن هذه الحكاية البسيطة تتعزز بقصص أخرى تلتحم فيما بينها ملتقية عند بعض الأحداث . هذه القصص ليست بعدد الرواة ـ الشخصيات الأربعة : عامر وجدي ـ حسني علام ـ منصور باهي ـ سرحان البحيري ، بل بعدد الشخصيات الرئيسية التي لا تتولى رواية الأحداث في فصول خاصة بها ، ولكنها تشارك فيها مثل" زهرة " و" مريانا " و" طلبة مرزوق ".