شعر كويتي قديم

مراقبة المنتدى

مراقبه عامه
إنضم
3 فبراير 2019
المشاركات
2,075
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
كتبنا كثيراً عن شعراء الكويت، وعن ابداعهم في شتى الموضوعات والأغراض، وبحر الشعر عندنا مستمر في تموجه فهو في مد دائم لا يعرف إلى الجزر طريقاً.ومن الملاحظ في كل ما قدمنا ان فيض القرائح الذي يدفع بشعرائنا الى انتاج أحلى القصائد لم يتوقف منذ بدأ، وهذه هي صحفنا وقد امتلأت بأنواع الشعر حتى صرنا نقرأ في كل يوم لشاعر جديد من أبناء الكويت.ونريد في هذا المقال ان نقدم شاعرين كويتيين لم يسبق لنا ان تحدثنا عنهما بصفتهما هذه. الاول منها هو الاستاذ أحمد البشر الرومي، والثاني هو السيد عبداللطيف ابراهيم النصف. وكلاهما كان يقول القريض منذ أمد طويل، وكان يشارك زملاءه في المناسبات التي تلقى فيها القصائد وفي أعمال النادي الأدبي الكويتي الذي كان يتيح للشباب المقبل على قرض الشعر المشاركة في الابداع.قليل من ابناء الكويت من يعرف ان احمد البشر الرومي كان ينظم الشعر. وهذا أمر كشفه الشيخ عبدالعزيز الرشيد في كتابه تاريخ الكويت. ولم يكن (البشر) هذا الرجل الأديب المؤرخ ليكتفي بقول الشعر الفصيح بل هو فيما يبدو كان ينظم الشعر النبطي، وهذا هو ما أشار إليه الشاعر عبدالله السعد اللوغاني في ديوانه المطبوع في سنة 1999 بعناية السيد باسم عيسى اللوغاني، وكانت اشارة اللوغاني عن طريقين أولهما ضمن قصيدة له يرد بها على قصيدة كتبها أحمد البشر. وعلى عادة الشعراء في ذلك الوقت فإنه يسمي القصيدة (كتابا)، وكان الأستاذ أحمد البشر قد أرسل بقصيدة إلى هذا الشاعر سرعان ما جاءه الرد عليهما منه، وفي رده يقول:أهلا هلا ياحي خط لفانيمن صاحب لي عد همال الأمطارالصاحب اللي دايم مرحانيأحمد ابن بشر حجا الدار والجارثم يصف الخط الذي هو الرسالة بلهجة الكويت، ومن سياق القصيدة يتبين لنا أنها ليست رسالة نثرية كالمعتاد ولكنها رسالة تضمنتها قصيدة كتبها أحمد البشر. ونحن نتأكد من ذلك اذا اطلعنا على بعض الابيات من قصيدة اللوغاني وعرفنا ان القصيدة التي جاءته من صاحبه المشفق عليه، المحب له، انما هي قصيدة شكوى أرسلها اليه على عادة شعراء ذلك الزمان الذين كانوا يبثون همومهم لأصحابهم ومن ذلك:يشكي عليَّ الصاحب المشفقانيأبو ثنايا كِنِّهن فلق محارتشكي ونا اشكي يا فتى من زمانيودمعي جرى من فون الأوجان نثارإن كان تشكي حب صافي الثمانيالحب قبلك عذب صْغار وكْبارومن هنا يتضح أن اللوغاني لم يرد بقصيدته هذه على رسالة عادية، ولكنها كانت رسالة شعرية، وعلى الرغم من اننا لم نطلع على هذه الرسالة فان من المؤكد انها قصيدة مكتوبة على نمط الشعر النبطي، لانها موجهة الى شاعر يكتب على هذا المنوال. وللأسف الشديد فاننا لم نجد من يحتفظ بها حتى نطلع عليها، ونعرف سر شكوى أحمد البشر.ولعبدالله اللوغاني قصيدة أخرى وجهها الى الأستاذ الرومي كان مطلعها كما يلي:يا ابن بشر قل لي خطاك الشرمن جادل بالشرق لاقانيساعة نطحني والعقل سمرفي غبة حاديه طوفانواستمر في حديثه هذا عن الفتاة الجميلة التي صادفها في حي الشرق، فصار يصف محاسنها، وحديثه إليها حين قال:قلت المواصل قال ذا منكريابن سعد ليَّاك تبلاني