مجتمعنا

حديث الروح

*مشرفة ساحة الابداع و المنتديات الإسلامية*
إنضم
30 سبتمبر 2011
المشاركات
10,233
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الكويت
محبة الله ورضاه .. هي الغاية القصوى  التي يتوخاها المسلم ويحرص عليها في أمور حياته كلهاويسعى لنيلها صباحاً ومساءً ، ويضحي لأجلها بكل أمرٍ من أمور الدنيا هي المعيار الذي يعرف من خلالها المؤمن مدى علاقته بخالقه ..قرباً وبعداً ، وقوةً وضعفاً .والطريق الموصل إلى هذه المحبة طاعة الله .وهي الأساس  الذي يرتكز عليه الإنسان في وجوده وتفاعله مع الحياة ..فإن استقامت حياته على معنى العبودية لله والطاعة له ..فقد حقق ماكُلٰف به .. ألا وهو خلافة الأرض ، وعمارتها .ولن تستقيم حياة الإنسان .. ولن يرتقي بروحه ،إلا إذا التزم منهج الله في سائر شؤون حياته ، وتوافق مع نواميس الطبيعة  .. وانسجم إيقاعه وتناغم  مع سيمفونية الكون العريض فلم يكن  لحناً نشازاً. 
إن السباحة  عكس تيار الحياة المتلاطم  للفرد والمجتمع يؤدي إلى الغرق ..واتباع أوامر  الله ونواهيه .. هو التوافق مع سنن الكون ..وهو طريق النجاة ، والارتقاء ، والبناء ، والبقاء.
وحمل مسؤولية عمارة الأرض تكريم وتشريف من الله تعالى ..وهو في الوقت ذاته   تكليف أناطه الله تعالى بابن آدم وهيأه لذلك حين اختصه بنعمة العقل ومعه حرية الاختيار والتمييز ..ورفع به منزلته .. من  مخلوقٍ طينيٍ ضعيفٍ إلى مخلوق مبدعٍ  يفوق الملائكة وسائر المخلوقات   علماً وفهماً وإدراكاً بتلك الملكة  العقلية التي تسيح في  أجواءالإبداع والابتكار والعطاء في أقطار الأرض وآفاق السماء .. ماشاء لها الله تعالى .. 
ولكن لايتحقق معنى البناء والإعمار إلا بالتفاعل الإيجابي للإنسان مع  مجتمعه الصغير والكبير ..وكل مايحيط به من مظاهر الحياة في الكون الشاسع ومعرفة  حقوقه وواجباته تجاه :نفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه ودينهوالبداية تكون بمواجهة نفسه .. ومعالجة  مافيها من سلبياتتعيق تقدمه ، وإصلاح أمره ،فمن لم يملك أمر نفسه .. لايمكن أن يصلح أخطاء غيره .
وسور القرآن الكريم تزخر  بالنماذج المتكاملة لصورة الإنسان المثالي ولحركة الإنسان الباني المتفاعل في الحياة، وتمثل القمة فيها شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم  فقد كانت حياته كلها .. عطاء متكاملاً يقتدى به ونموذجاً مثالياً  إيجابياً  لكل من يبحث عن القدوة ..
 

حديث الروح

*مشرفة ساحة الابداع و المنتديات الإسلامية*
إنضم
30 سبتمبر 2011
المشاركات
10,233
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الكويت
إن الصورة البيضاءالمشرقة للمجتمع المسؤول تتمثل في السلوك الإيجابي لأفراده فتلك الإيجابية هي التي تبني المجتمعات وتشيد الحضارات وهي التي تتصدى للجوانب السلبية فيها وتغيرها .. وهي القوة الدافعة إلى التقدم والازدهار.
ولقد  حذرنا الإسلام من الانسياق وراء السلبيات الهدامة والتي تلقي ظلها الأسود على الفرد والمجتمع ، وتطفئ نورالقلب والبصيرة : 
كالتقليد  الأعمى ..والانزواء والتقوقع .. والجهل والتخلف ..والعنصرية والعنف والتعصب .. والسطحية والهامشية والتبعية .. والانسياق وراء كل جديد دون  تبصر وتمييز بين الضار والنافع ، والصالح والطالح .. والمناسب وغير المناسب ..والضعف والتخاذل .. خاصة في بعض المواقف التي تتطلب حزم المواجهة .. كالأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر . 
إن السلبية ظلام ..! وهي بداية الاندحار والتقهقر و التخلف ..وهي  ناقوس الخطر وصيحات تحذير للإفاقة  .. ذلك لأن المجتمعات التي يسود فيها السلوك السلبي هي مجتمعات سادرة في اللهو .. تعيش في غفلة عما يحيط بها من الأخطار ..  وهي  بذلك تكون معرضة لخطر الزوال والانقراض وآيلة للسقوط  كالبنيان الذي تخلخل بفعل الزمن وانفصل عن أساسه وكم من مجتمعات في التاريخ  سادت .. ثم بادت.. وكم في التاريخ عبر .. لمن أراد أن يذّكر ..!
إن مجتمعنا العربي الإسلامي تأثر كغيره ..بالموجات الاجتماعية المستوردة البعيدة عن قيمنا وتقاليدنا والتي تحفل بشتى الصور منها ماهو إيجابي وأغلبها السلوكيات السلبية الغريبة عنّا الدخيلة علينا .ولله الحمد أن الكثير منا يعتز ويمتهن الإيجابيات  ..المستمدة  من جذورنا الإسلامية وبيئاتنا وعروق تقاليدنا وأصالة قيمنا( حديث الروح )