ملخص رواية فى بيتنا رجل

إنضم
3 فبراير 2019
المشاركات
3,948
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
في بيتنا رجل





تحكي الرواية قصة مناضل مصري أبراهيم حمدي قتل قريبه أثناء مظاهرة علي أيدي البوليس في الفترة ما قبل الثورة فيقرر الأنتفام بقتل ئيس الوزراء الخائن الموالي للأنجليز ولكنه يتم القبض عليه بعد قتل الوزير ويتم تعذيبه حتي يدخل أحد المستشفيات ولكنه يستغل فترة الأفطار في شهر رمضان ليقوم بالهرب لمنزل زميله الجامعي محيي زاهر الذي ليس له نشاط سياسي فيعيش في منزلهم فترة مع أبيه زاهر وتقع نوال أخت محيي في حبه ولكنه يقرر السفر خارج مصر للهروب ولكنه بعدما علم القبض علي محيي وأبن عمه عبد الحميد فيقرر تدمير معسكر للأنجليز بالعباسية ولكنه يقتل أثناء تفجير المعسكر ثم يخرج محيي وعبد الحميد من السجن بعد أن يقرران مع نوال الأنضمام للجماعة التي تقاوم الأنجليز مع زملاء أبراهيم حمدي






تعليق



العنوان يخلق الفضول عند القارئ ويسبب عصفا ذهنيا يثير تصوّرا ما .. انطباعا تصوّريا قبل البدء في القراءة. نحن أمام رواية منذ وقوع نظر ما ومنذ وقوع نظرنا عليه يخلف لدينا انطباعا وتصوّرا.



نلاحظ أن إحسان عبد القدوس قد اختار موضوعا اجتماعيا ولكن الهيمنة السياسية لم تمنع إطلاقا وجود حيّز للرومانسية " إبراهيم ونوال " .. ويبقى الإطار والمفهوم العام لها الوطنية والسياسة ..



ذكر بعض العادات والتقاليد وتصوير بعض العادات الاجتماعية الموجودة في هذا الزمان. فالرواية كتبت في الستينات من القرن الماضي .. والأحداث في الأربعينات من القرن الماضي قبل ثورة يوليو 1952 " زمن الكتابة وزمن الأحداث " .



المدة الزمنية التي استغرقها الحدث التمثيلي فترة لم تكن أطول من شهر بكثير .. والأحداث الروائية بدأت وانتهت بإبراهيم ولكن الكاتب حاول أن يمدد الأحداث ليحلل ويسلط الأضواء على تطور بعض الشخصيات فقد أراد أن يظهر التغيير الذي طرأ على الشخصيات بعد موت إبراهيم.



المكان : مصر وتحديدا في مدينة القاهرة التي جاء ذكر بعض الأماكن المحددة فيها. والمكان الثاني كان مدينة الاسكندرية .. ولكن الأحداث بدأت وانتهت في القاهرة.

في بيتنا رجل ليست بمثابة تقديم واقع سياسي لفترة من التاريخ مصر قبل ثورة الأحرار بل يقدم أيضا واقعا اجتماعيا من خلال صورة اجتماعية لعائلة بسيطة بادق تفاصيل حياتها ويتعرض لقيم وعادات وعلاقات الأفراد ببعضهم البعض انه يعرض رصدا وتاريخا مرئيا لزمن مضى وانقضى مفعم بأحاسيس والقيم والتقاليد . 
ربما تبدو هذه الرواية لبعض القراء مجرد حكاية أو قصة شاب مغمور بحب الوطن أراد أن يقدم عمل فدائيا لوطنه المحتل في حدود وعيه ونضجه السياسي فاقدم على اغتيال عميل من عملاء الاستعمار رغم رفضه الداخلي للاغتيال والتقتيل ولكن الرواية تقدم ما هو ابعد واعمق من ذلك انها تجسد نظرة فكرية لمفاهيم انتماء والتضحية والوفاء وهي مفاهيم لا تتغير في الزمان والمكان بل طرق وأساليب الإفصاح عنها هي التي تتغير . 
أراد المؤلف أن يوضح لنا أن وطنية الأب واضحة وثابتة ووطنية محيي عاتمة مظلمة استعمل الإضاءة والتلاعب بالنور والظل ففي المشهد يبدو محي معتما جالسا في مكان مظلم داخل حجرته ثم يدخل إليه الأب فنلاحظ سقوط الإضاءة على الأب فيتقدم إلى محي فيجلس معه وتطل الإضاءة الأب مضيئة ومحي عاتمة رغم جلوسهما في مكان واحد. 
وقي المشهد الذي كان فيه البوليس السياسي يستنطق في إبراهيم حمدي كانت الإضاءة خافتة نوعا ما تعبير عن توتر الجو والغموض 
واثناء الحوار نشاهد محيي يصغي إلى أبيه بكل اهتمام في المشهد الأخير من باب دلالة على اختلاف وجهة نظرهما عندما يخرج إبراهيم مغادر البيت نرى محي يخرج وراء إبراهيم دليل على تغير في موقفه و إماتة بالقضية . 
إن قراءة هذه الرواية في الزمن الحاضر يطرح في الأذهان والعقول تساؤلات ذات أهمية قصوى خاصة أن في هذه الأيام اختلفت فيه الأوضاع واختلطت فيه الأوراق وشوهت فيه الكثير من القيم والمبادئ. 
حتى أصبحنا لا نستطيع التفريق بين الانتماء والتخريب و بين الفدائي والإرهابي، إن مقاومة الخيانة والعمالة والفساد انتماء، والتخريب والقتل إرهاب. 
وهناك فرق كبير بين ما قام به إبراهيم وما يقوم به هؤلاء أو اولائك مرة باسم الدين و أخرى باسم الوطنية و ثالثة باسم التاريخ أو الإديولوجية، ان هذا الفرق يشبه الفرق بين الليل والنهار وبين الأسود والأبيض و هو مثل الفرق بين الفدائي والإرهابي بل انه الفرق بين الصواب والخطأ .