فوائد تربية الحيوانات الأليفة

إنضم
3 فبراير 2019
المشاركات
3,948
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
لا شك في أن ظاهرة الحيوانات الأليفة وتربيتها في المنازل في تزايد مستمر،لا يكفّ الرابط بين الإنسان والحيوانات ينمو ويتزايد، وغالباً ما يتأتى عنها فوائد كثيرة لكلا الطرفين، خصوصاً الإنسان الذي بات يعتبرها فرداً من أفراد العائلة.
وباتت الحيوانات المنزلية من الظواهر المألوفة، لا سيّما في المجتمع اللبناني إذ ازداد الوعي حول أهمية تربية الحيوان، خصوصاً مع جمعيات مثل جمعية بيروت للمعاملة الأخلاقية للحيوانات B.E.T.A المعروفة في إنقاذ الحيوانات من سوء المعاملة ومكافحة الفساد في متاجر الحيوانات الأليفة التي تسيء للحيوان والتجارة غير المشروعة لها، لتعرض بعدها هذه الحيوانات للتبني لمن يود تأمين مسكن لها.
وفي حديث لـنا مع السيدة رانيا دباغي، مسؤولة ومتطوعة في B.E.T.A، عن مفهوم اللبنانيين لاقتناء الحيوان الأليف، لا سيما الكلب، أكدت دباغي بأن اقتناء كلب ليس مثل اقتناء أي قطعة أثاث في المنزل، فالكلب جزء من العائلة يشعر ويحتاج الى الحنان تماماً مثل أي "طفل"، كما أنه يحتاج إلى رفقة أصحابه ولا يمكن فصله عنهم. إلا أن أغلبية اللبنانيين "يشترون" كلباً لوضعه إما على سطح المبنى أو في الحديقة وحده، أو لأن هذه هي الـ"موضة" أو Trend، وهذا مفهوم خاطئ.
فالكلب ليس "أكسسوار" للمظاهر فقط والجمعية تناشد الناس بتبني الحيوانات بدلاً من شرائها وذلك بهدف إفساح المجال أمام تلك الكلاب التعيسة لإعادة البهجة والحياة لها.وحين سألنا دباغي عن مصدر الكلاب الموجودة عندها، التي يبلغ عددها نحو 400 كلب، كان الجواب بأن هناك مصدرين، الأول هو الكلاب الشاردة على الطرقات والثاني هو الكلاب التي يتم التخلي عنها من أصحابها، غالباً لأسبابٍ غير مقنعة مثل السفر (علماً بأنه يمكن أخذ الكلاب معنا) أو لأسباب مثل أن المرأة حامل أو يوجد رضيع في المنزل، علماً أن هذا الأمر لا يؤثر في صحتهم.وفي حال أردتم تبني كلب من الجمعية، أو قطة، فالسعر هو 100 دولاراً للأول و50 دولاراً للثاني. ويعتبر هذا المبلغ "رسماً رمزياً" إذ أن الجمعية لا تبغي للربح كما يفعل أصحاب محال الحيوانات الأليفة والذين غالباً ما "يعذبونها" قبل إعطائنا إياها، بحيث أنها توضع في أقفاص، أو تستخدم الكلاب الكبيرة فقط بهدف التكاثر، فنرى الجرو الصغير الجميل ولكن ننسى أن لهذا الجرو أماً وأباً، يمكن أن يكونا في حالة يرثى لها، خصوصاً أن لبنان يفتقر للرقابة حيال هذا الموضوع. ولا يتم التبني إلا بعد أن تكون الجمعية درست فعلاً أحوال وأخلاق ونمط حياة المتبني وفسرت له ما يعني فعلاً أن يقتني كلباً أو هراً في المنزل، وفي حال تبين أن المتبني يسيء معاملة الحيوان، يمكن للجمعية استرداده.
فما هي، إذا،ً فوائد تربية حيوان أليف؟يمنح العيش مع الحيوانات الإنسان العديد من الفوائد الجسمانية والعاطفية في آن واحد، حيث يعتبر الحيوان الأليف رفيقاً مؤنساً وصديقاً مخلصاً مما يجعل تربيته في المنزل تجربة رائعة، لكنها في الوقت نفسه ترتب على مربيه الكثير من المسؤوليات. أما نفسياً وعاطفياً، فالحيوانات الأليفة:- هي مصدر للبهجة، اللعب، الضحك، والحديث،- تفتح الفرص للتفاعل الاجتماعي وتقدم الصحبة والعاطفة،- تساعد الناس في أن يتحملوا الشعور بالوحدة، والتغييرات والتطورات التي تحدث معهم،- تساعد في تقليل الضغط النفسي ومستوى الإجهاد،- تحبنا من دون مقابل، فقط لأننا موجودون حولها،- تساعد الطفل الوحيد على أن يكون له صحبة،- تنمي شخصية الطفل، فتجعل منه إنساناً عطوفاً صبوراً ومتحملاً للمسؤولية،- تساعد في خفض خطر إصابة الشخص بأمراض القلب وهذا الأمر له صلة بانخفاض مستويات السمنة وضغط الدم والكوليستيرول، بحسب بيان علمي للـ"جمعية الأميركية للقلب".
ولكن ماذا عن مضار العيش مع حيوان أليف؟قد تتسبب الحيوانات بأمراض معدية وخطيرة تؤثر كثيراً في صحة الإنسان منها داء الكلب أو السعار مثلاً، وهو مرض معدٍ يقضي على الخلايا العصبية لجزء من الدماغ، وغالباً ما يسبب الوفاة. والأطفال هم أكثر عرضة لبعض الأمراض التي تسببها الحيوانات الأليفة كالحساسية والكيس المائي والتي يصاب بها الطفل أثناء اللمس أو الاحتكاك الدائم بالحيوان. ولكن إذا تمت العناية بالحيوان بالشكل الصحيح، نتفادى معظم هذه الآثار السلبية.لذا، لا بد من اتباع قواعد للعناية بالحيوانات الأليفة، مثل:- تطعيم الحيوان وتدريبه.- غسل اليدين بالماء والصابون بعد إطعامه.- عدم غسل الحيوان الأليف في حمام العائلة.- عدم السماح له بالشرب من مياه المرحاض.- إطعامه الطعام المخصص له والموصى به من الطبيب البيطري.- الحفاظ على نظافته من طريق الاستحمام والتمشيط.- العناية بأسنانه عبر التـنظيـف اليومي بفرشاة الأسنان.- التنظيف مرة كل سنة لدى الطبيب البيطري.- قص مخالب القطط عند الطبيب البيطري أو في المنزل أو إخفائها تحت أغطية مخصصة لهذه الغاية.وقد تطورت علاقة الإنسان بالحيوانات الأليفة، إلا أن الأمر وصل في بعض الأحيان إلى "هوس" فبتنا نجد أناساً يعتبرون الحيوان كإبن أو إبنة لهم. وفي حين نرى منازل فيها غرف وبيوت صغيرة خاصة بالحيوان، أو نرى أناساً يلبسون حيواناتهم أجمل وأغلى الملابس، ومحلات تفتح مخصصة لذلك، نرى أيضاً بعض الأمور الـ"غريبة - عجيبة" حول العالم، ومنها:- مهرجان للحيوانات الأليفة يقام في دبي، ويتضمن ألعاباً ومسابقات وعروضاً وعدد المشاركين والزوار يزداد عاماً تلو الآخر.-سلسلة BarkLimiter التي تتيح إمكان تحديد النباح لمعرفة ما إذا كان كلبك هو الذي ينبح أو غيره، وعدّاد المسافات التي يأتي النباح منه، وذلك لمساعدتك في تتبّع عدد الكيلومترات التي تفصل بينك وبين كلبك حتى ولو وقع في الماء أو كان يمشي تحت الأمطار.- مقهى "السيدة دينا Lady Dinah's" في حي شورديتش شرق لندن المخصص للقطط الأليفة واصحابها، فيوفر لهم أجواء الاستمتاع بحرية ويبيع مجموعة متنوعة من الهدايا الخاصة بالقطط.- أماندا روجرز المقيمة في لندن، والتي تزوجت من كلبتها التي صارت مصدر الراحة للمرأة المطلقة إثر انهيار زواجها الأول بعد أشهر فقط.- البريطاني كيفين جونسون الذي ترك أمواله كلها لجمعية خيرية لرعاية الحيوان بعد وفاته عن عمر ناهز 59 عاما حزناً على رحيل كلبته "تشيلسي".- الارتفاع الذي شهدته بريطانيا في سرقات كلاب "كوكر سبانيل" السوداء التي تشبه الكلب "لوبو" الخاص بالأمير وليام وكايت.- تحول الحيوانات من "ملكية شخصية" إلى "كائنات حية" في القانون المدني الفرنسي.- ظهور حسابات خاصة بالحيوانات الأليفة على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً "فايسبوك" وموقع مشاركة الصور "إنستاغرام" حيث يتفاعل الحيوان (أو بالأحرى صاحب الحيوان) مع لائحة "الأصدقاء" التي يكون يملكها في الحساب إلى حد قيام موقع "إنستاغرام" بإنشاء لائحة بأبرز وأكثر الحيوانات "شهرة" على الموقع مثل pudgethecat وchinnybuddy وsmooshblog وjamonthepig وcolonelmeow وغيرها من الحيوانات التي تملك آلاف المتتبعين (followers).- إدخال الذهب والماس في صناعة منازل وملابس الحيوانات، فنجد منزل "هيلو كيتي" مثلاً المصنوع من الكريستال والذي يبلغ سعره نحو 32 ألف دولار أو طوق كلب مصنوع من 52 قيراطاً من الماس والذي تبلغ قيمته 1.8مليون دولار.