ألم تتحدثي يوماً في ساعة انفراد مع روحك ..
حديثاً صامتاً ؟ !
حديثاً هامساً مستغرقاً في الذكريات الجميلة ؟
لاشك انك فعلت .. !
فلكل روح شوق يبث فيها اعترافه ليتحرر من كتمانه !
لكن .. وفي الغالب ..!
هناك عدو في داخلك يقف متربصاً..
يرقب تأملاتك المسترخية عند الشاطئ الآمن
??
وما هي إلا لحظات ..
حتى ينقض عليك موجه الصاخب..
ليضرب الشاطئ الهادئ بقوة فيتناثر البث في كل الجهات ..
ينتزعك من سكون الهمس الخفي
فيتبدد حوار الصمت الهادئ ..
ويعلو صخب الصمت الهادر ..
فيتبخر ماراود روحك المستغرقة في تأملها الوديع
??
يقهقه الضجيج الصامت في انتصار ..
تأخذك أمواجه وتلقي بك .. بعيداً ..
يرغمك على سماع ضجيجه الداخلي..
يقدف بك من موجة إلى موجه ..
من لقطة لذكرى تثير الشجون ..
إلى أخرى تعتصر القلب بألم ..!
ومن نغم يعيد باستمرار كلمات مقطعه الحزين ..
إلى لحن مبهم فارغ المعنى يقرع باب الصدر بغموض.. !
تغوصين في قاع الألم المستثار ..
يجرف قلبك ? حنيناً ممتدّ الأنفاس
كمواويل الفراق في ليلٍ طويل ..
تحنين إلى كل شيء
وتحزنين على كل شيء ..
وقلبك لا يدري أي تفاصيل قد أثارت به الشجون ..!
وحركت مواجعه ..!
إنه مهموم ضاع في الأسباب.. وكفى ..!
لايريد ثوباً مفصلاً على قياس حزنه العاري..
??
ثم ماتلبث وسط هذه الفوضى الداخلية ..
أن تدق الحياة جرس التنبيه ..
فتتلاشى أصوات الجدال الصامت...
ويعلو صوت الواقع .. فتضيعين فيه ..
تغرقين في دوامته ..!
تتحدثين وتحاورين الناس بلغة الشفاه المنطوقة ..
فلا أحد غير قلبك يفهم حروف لغاتك المصمتة ويسمعها !
???
وحين يهدأ ضجيج الحياة ..
وتأوين إلى الليل و تأمنين الوسادة ?..
تأتيك روحك كطيف أنيس ?♀وقد خمدت براكين الحياة
لتزور رفقتك في صمت السكون..
لكن سلطان النوم ..لن يتركك طويلاً ..
إذ يغلق..بلا ميعاد كتاب المساء ?
معلناً نهاية الحوار ?..
ويتركك ترحلين إلى موت غير معلن ‼
